كوردستريت|| الصحافة
يدعو مجلس تحرير واشنطن بوست إسرائيل لإعادة النظر في استراتيجتها الحالية في الحرب لأنها تخاطر بالتعاطف العالمي معها.
يشعر الناس في جميع أنحاء العالم بالاستياء من الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في غزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. وكانت إسرائيل قد قصفت مخيم جباليا ودمرت جزءا منه بالكامل بذريعة وجود مقاتلي حماس هناك. ولكن لا يجوز بكل الأحوال غض البصر عن قتل آلاف المدنيين، كما يجب وضع حد لمعاناتهم.
إن تحميل حماس المسؤولية لا يعفي إسرائيل من المسؤولية في بذل كل الجهود الممكنة لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها. وعلى إسرائيل أن تقبل بوقف مؤقت لإطلاق النار من أجل وصول الوقود والمساعدات الإنسانية من غذاء ومياه وغيرها.
وعلى إدارة بايدن الاستمرار في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار مؤقتا، لاسيما بعد موقف نتنياهو المتعنت والرافض لطلب وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، تسهيل مرور المساعدات. كما يتعين على جميع الحكومات؛ العربية منها وغير العربية القادرة على الضغط على حماس، أن تسعى للإفراج عن الرهائن جميعهم ووقف إطلاق النار على المدنيين.
تصوّر إسرائيل، في نهجها الحالي، أن جميع الفلسطينيين أعداء لها، بينما يجب أن توضح مرارا وتكرارا أنها تستهدف مقاتلي حماس. ويترتب عليها من الجانب الأخلاقي أن تنحي جانبا المسؤولين الإسرائيليين المخالفين لهذا المبدأ. وكذلك عليها محاسبة المستوطنين الذين يقومون بأعمال عنف ضد المدنيين في الضفة الغربية. وعلى إسرائيل أن تدرك أنها قد تخسر التعاطف العالمي إذا استمرت في سياستها العسكرية الحالية.
وفي النهاية فإن هزيمة “حماس” غير مضمونة وليست كافية لتحقيق السلام الدائم. ولكي تضمن إسرائيل تحقيق أهدافها البعيدة المدى عليها أن تفكر بمستقبل القطاع ومن سيحكمه، سواء كانت السلطة الفلسطينية أم قوات حفظ سلام عربية وإسلامية. ويجب عليها السماح بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانبها.
وكالات