كوردستريت|| متابعات
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهل تحذيرات متكررة أصدرتها في الأشهر القليلة الماضية أجهزة الاستخبارات بشأن خطورة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على تلك التقارير الاستخباراتية تأكيدهم أن البيت الأبيض والمشرعين في الكونغرس لم يصغوا في يناير وفبراير الماضيين إلى تلك التحذيرات ولم يتخذوا خطوات كان من شأنها الحد من نطاق انتشار الفيروس في الولايات المتحدة لاحقا.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على تلك التقارير للصحيفة: “ربما لم يتوقع دونالد ترامب ذلك، لكن كثيرا من الأفراد الآخرين في إدارته كانوا يتوقعون ذلك، غير أنهم عجزوا عن دفعه إلى اتخاذ أي شيء في هذا السبيل”.
وأكدت مصادر الصحيفة أن مستشارين كبار في البيت الأبيض، بمن فيهم وزير الصحة والخدمات الإنسانية، أليكس أزار، وكبير موظفي البيت الأبيض حينئذ، مايك مولفاني، ورئيس مجلس السياسة المحلية، جو غروغان، ونائب مستشار الأمن القومي، ماثيو بوتينجر، حاولوا إقناع ترامب بأخذ خطر كورونا على محمل الجد واتخاذ إجراءات احترازية، لكن الرئيس تجاهل هذه النصائح وأعرب عن قناعته بأن الفيروس لن ينتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وبأن الوضع تحت السيطرة التامة.
وأشار المسؤولون إلى أن ترامب اشتكى لدى لأزار من المسؤولة الكبيرة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، نانسي ميسونير، بعد أن قالت في 25 فبراير للصحفيين إن الفيروس من المتوقع أن ينتشر في البلاد على نطاق واسع، متهما إياها بـ”إخافة أسواق الأسهم”.
وذكر التقرير أن ترامب غيّر موقفه الأسبوع الماضي فقط، عندما إطلع على معلومات إحصائية بشأن تفشي الوباء في دول أخرى واستمع إلى موقف منسقة مجموعة العمل الخاصة بمحاربة كورونا في البيت الأبيض، ديبورا بيركس.
في الوقت نفسه، كشفت وسائل الإعلام أن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري ريتشارد بور، الذي كان مطلعا على تلك التقارير الاستخباراتية، باع في الأشهر القليلة الماضية أسهما بقيمة تقدر بين 628 ألفا و1.72 مليون دولار، ما استدعى صدى واسعا في البلاد.
وأصدر بور أمس بيانا دافع فيه عن هذه الخطوة، مشددا على أنها جاءت بناء على المعطيات المتوفرة للرأي العام، ودعا لجنة الأخلاقيات في مجلس الشيوخ إلى فتح تحقيق بغية التأكد من صحة ادعاءاته.