كوردستريت|| الصحافة
.
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن تقليص التمويل من إيران نتيجة للعقوبات الأمريكية أجبر “حزب الله” اللبناني على اتخاذ سلسلة إجراءات تقشف، بما فيها سحب جزء ملموس من مقاتليه من سوريا.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس السبت، نقلا عن مصادر داخل “حزب الله” ومؤيدين له، أن تشديد إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوباتها ضد طهران تسبب بانخفاض حاد في التمويل الإيراني لـ”حزب الله”، ودفع “الحزب” إلى اتخاذ خطوات محسوسة لتقليص نفقاته.
ونقلت الصحيفة عن موظف في أحد المؤسسات الإدارية لـ”حزب الله” قوله إن عددا من المقاتلين في “الحزب” تم تسريحهم لإجازة غير مدفوعة أو نقلهم إلى قوات الاحتياط، مضيفا أن العديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث لعبوا دورا مهما في القتال إلى جانب الحكومة.
.
وذكر مصدر آخر داخل “حزب الله” للصحيفة أن قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” اضطرت إلى إغلاق بعض برامجها وإقالة موظفيها، علاوة على تقليص النفقات على برامج تزويد المقاتلين والموظفين وعوائلهم بالأدوية والأغذية مجانا.
وقال مصدر آخر داخل “حزب الله” إن المقاتلين والمسؤولين الذين لم يتم تسريحهم أو تحويلهم إلى الاحتياط لا يزالون يتلقون رواتبهم بالكامل، إلا أنه جرى إلغاء امتيازاتهم على الغذاء والوقود والنقل.
لكن عوائل مقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا في المعارك ضد إسرائيل أو في سوريا لا تزال تحصل على التعويضات المالية بالكامل، ولا ينوي “الحزب” قطع هذه المدفوعات.
.
وأقر مسؤول رفيع المستوى في “حزب الله” طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة بأن العقوبات الأمريكية أضرت بالتمويل من إيران ودفعت “الحزب” إلى تقليص نفقاته، قائلا: “لا شك أن هذه العقوبات لديها تأثير سلبي، لكن العقوبات في نهاية المطاف جزء من حرب، ونعتزم التصدي لها في هذا السياق”.
وأشار المسؤول إلى أن العقوبات ضد إيران ألحقت بـ”حزب الله” أضرارا أكبر من تلك التي فرضتها واشنطن على شركات وبنوك ومسؤولين يتعاونون معه مباشرة، معلنا في الوقت نفسه أن “الحزب” يملك مصادر أرباح أخرى ويعتزم تنويعها، في محاولة لـ”تحويل هذا التهديد إلى فرصة” لإيجاد مصادر تمويل أخرى.
وشدد المسؤول على أن تلك الإجراءات لم تؤثر على وضع “حزب الله” في المنطقة وقدراته القتالية، قائلا: “صادرات الأسلحة من إيران مستمرة. ولا نزال مستعدين لمواجهة إسرائيل. دورنا في العراق وسوريا لا يزال قائما”.
وتابع المسؤول أن العقوبات لن تدوم إلى الأبد، معربا عن قناعته بأن “حزب الله” سينتصر في هذه الحرب كما سبق أن انتصر عسكريا في سوريا والعراق، على حد تعبيره.
.
وذكرت الصحيفة أن “حزب الله” في محاولة لسد الفجوة أطلق حملة واسعة لجمع التبرعات من مؤيديه تحت شعار “التبرعات تمنع وقوع الكارثة”، وذلك تلبية لنداء “إلى الجهاد بالمال” الذي جاء في مارس الماضي على لسان الأمين العام للحزب حسن نصر الله.