حضور لفيف من الكتاب والمثقفين والسياسيين السوريين من مجمل طيف المنطقة (آشوريين-كرد- عرب – سريان) أقام منتدى الاصلاح والتغيير حلقة نقاشية على هيئة طاولة مستديرة بعنوان “اللامركزية السياسية واللامركزية الادارية ” وذلك في مركز منتدى الاصلاح والتغيير بمدينة القامشلي وتبادل المجتمعون الآراء حول مفهوم اللامركزية السياسية والادارية والترابط بينهما وأيهما أفضل لإدارة الدولة السورية مستقبلاً وكيفية تحقيق هذا النوع من النظام السياسي والاداري وتجنب سلبياته .
.
أدار اللقاء عضوا إدارة منتدى الاصلاح والتغيير (أ.كاظم خليفة- أ.شيرزاد يوسف)
نص ورقة العمل المقدمة من إدارة منتدى الإصلاح والتغيير:
.
تنقسم اساليب ادارة الدول بين شكلين هما (المركزي واللامركزي )وتنتهج غالبية الدول الديمقراطية المعاصرة الشكل اللامركزي في الادارة والذي بدوره ينقسم الى فئتين رئيسيتين هما اللامركزية الاداريةو اللامركزية السياسية.
تقوم اللامركزية الادارية على توزيع الوظيفة الإدارية (التنفيذية) بين الحكومة المركزية في العاصمة وبين وحدات محلية تتمتع بالشخصية الاعتباريــة وتمارس هذه الوحدات وظائفها واختصاصاتها تحت وصاية ورقابة الحكومة المركزيةو ويتفق عدد كبير من الباحثين على أنها مصطلح مرادف لمصطلح (الإدارة المحليــــة) بينما تقوم اللامركزية السياسية على توزيع السلطات الدستورية الثلاث(التشريعية- القضائية- التنفيذية) بين الدولة الاتحادية(الفيدرالية) والاقاليم المكونة لها ، وهي تمارس عملها دون أية رقابة أو وصاية طالما ظلت في الحدود التي رسمها لها الدستور الاتحادي.
.
تمتاز اللامركزية السياسية بترسيخ الفكر التشاركي في السلطة وتعزيز الوحدة الوطنية والفكر الديمقراطي وخاصة في الدول المتعددة القوميات والعرقيات الاثنية والدينية في حين تمتاز اللامركزية الإدارية في التأكيد على المبادئ الديمقراطية لانها تساهم في اشتراك الشعب في اتخاذ القرارات وإدارة المرافق العامة المحلية وفي التخفيف من عبء إدارة الحكومة في المركز والسرعة في إنجاز المهام وتحقيق الكفاءة في العمل لذلك تميل غالبية الدول الديمقراطية (الناجحة) إلى تبني النظام اللامركزي سواء بشقيه السياسي أو الاداري.
المحاور:
.
1- شكل اللامركزية التي يمكن أن تناسب سوريا المستقبل
2- كيفية تحقيق هذا النوع من النظام السياسي والإداري وتجنب سلبياته
3- هل هناك علاقة تكاملية بين الشكلين الاداري والسياسي
مقتبسات من اللقاء:
أ.عامر هلوش
.
قبل ان نحدد ما هو الشكل اللامركزي والمطلوب سوريا هناك محددات يجب علينا كسوررين أخذها بعين الاعتبار:
اولاً:الحديث سوريا يجب ان يكون بالمطلق نحو انشاء دولة المواطنة وسيادة القانون واحترام النظام العام
ثانيا: ضرورة استيعاب اننا نحن جزء صغير جدا من عالم واسع متنامي يخضع للمصالح والسياسات الدولية المعقدة
.
ثالثا: ضرورة النظر بعقلانية وعلمية في تشخيص ادق التفاصيل في المعضلة السورية بعيدا عن العواطف والتمنيات
بتقديري اللامركزية الادارية ضرورية لصحة المجتمع المحلي وتطويره لكن هناك استحالة في الفصل في القرار السياسي بين ماهو مركزي ولا مركزي وسويسرا النموذج المحتذى وكذلك دول اخرى نجحت سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كالامارات وتركيا وغيرها
.
اذا نحن بحاجة الى عدالة في توزيع الدخل القومي والتساوي العادل بالضمان الاجتماعي والمجتمعي لكل المحافظات
ولكل ابناء الشعب السوري لاننا بالاساس كنا نعاني من سوء توزيع الدخل القومي الذي هو بتقديري لب المشكلة
خامسا :فيظل الحديث عن سايكس بيكو جديد والكلام الدائر عن تقسيم المقسم وتجزئة المجزء فهل من العقلانية ان يتحد المفتت في دولة كبرى وهي بالاساس مهشمة تهشيما وهذا ما كنا نعنيه بالعقلانية وضرورة الاخذ بها
.
سادسا: الانتصار الحقيقي هو كسب روح وجوهر الانسان وفي ظل الحروب والصراعات حتى المنتصر هو مهزوم جغرافيا ان لم ينتصر روحيا فالعبيد المضطهدين لايصنعون الحرية ابدا ان لم يكونوا احرارا فكيف يديرون حياتهم لا مركزيا وبعد 5 سنوات من العناية المشددة للوطن السوري اذا كل ما يجري هو نوع جديد من الفانتازيا السياسية واسلوب محدد لجدل بيزنطي لقد خذلنا الارهاب فكل البشرية تحلم بالمستقبل الا السوريين فيحلمون بالماضي
.
أ.اكرم حسين
هناك فرق كبير بين اللامركزية السياسية والادارية فاللامركزية الادارية هي نظام لادارة الدولة واللامركزية السياسية هي نظام حكم
2- الدول تقسم الى قسمين اما دول بسيطة او مركبة وفي الدول البسيطة اما يتم اعتماد المركزية الادارية او اللامركزية الادارية
3- لكل نمط سلبيات وايجابيات واللامركزية السياسية يتم اعتمادها بشكل عام في الدول الواسعةجغرافيا والدول الصغيرة المتعددة قوميا وعرقيا والفيدرالية هي نوع من انواع اللامركزية السياسية وله اشكال متعددة المركزي والمتشابك المطبق في الولايات المتحدة …وانا شخصيا افضل الشكل الفيدرالي لسوريا المستقبل المتجسد في الادارات الذاتية او الحكم الذاتي أو الفيدرالية الجغرافية
أ.سنحاريب
.
يخلتف مفهوم الديمقراطية من بلد الى اخر وكذلك اللامركزية لذلك علينا كسوريين أن نتجاوز التقيد بتطبيق القوالب الجاهزة المطروحة كالتجربتين العراقية واليمنية وترك هذا الخيار للشعب السوري عبر توافق ديمقراطي يرضي الجميع وفي مؤتمر الذي عقد مؤخرا في القاهرة تم اعتماد مبدأ “اللامركزية الديمقراطية” لكن من الضرورة أخذ التنوع القومي والديني في بعض المناطق بعين الاعتبار
.
أ.سليمان يوسف
.
هناك عشرات من النماذج اللامركزية (الادارية –السياسية) المطبقة في عدد كبير من دول العالم لكن باعتقادي جميعها لاتناسب الحالة السورية لان لكل دولة خصوصيتها في التطبيق فقبيل الازمة السورية بسنوات عدة طرحت في مقالاتي مفهوم “اللامركزية السياسية”كحل سياسي مناسب للتعددية في سوريا لكن مع الاسف الحرب الدائرة ومنذ اكثر من اربع سنوات كادت تقضي على احلامنا السياسية لذلك يجب علينا اعادة حساباتنا وخطاباتنا السياسية وفق الوقائع الجديدة فالحرب احدثت شرخا عموديا في المجتمع السوري لذلك أعتقد أن الفيدرالية السياسية هي خطوة باتجاه تقسيم سوريا بسبب الاصطفافات الطائفية الموجودة حالياً وما يناسب الحالة السورية في الوقت الراهن هي اللامركزية الادارية المبنية على اسس ديمقراطية وضرورة المحاصصة السياسية الطائفية التوافقية (تقاسم السلطة)بين المكونات السورية والابتعاد عن اسلوب المحاصصة الجغرافية المتبع حاليا في العراق
أ.طلال محمد
.
كي نتجاوز الارث الشمولي للنظام الديكتاتوري الحاكم للدولة السورية منذ اكثر من خمسة عقود لابد لنا من بناء مشروع يرتكز بشكل اساسي على تنظيم المجتمع ديمقراطياً وبمشاركة مختلف الطوائف والقوميات أي بشكل مشابه لتجربة الادارة الذاتية الديمقراطية الحالية
.
أ.آريا جمعة
.
باعتقادي نظام اللامركزية السياسية هو الشكل الانسب للادارة المستقبلية باعتبار أن سوريا غنية بالمكونات القومية والعرقية والدينية والمذهبية وستخلق حالة من الانسجام بين المركز والاقاليم
.
أ.صبري رسول
.
الانظمة الشمولية اثبتت فشلها وعلينا البحث عن البديل والشكل المناسب لسوريا المستقبل هي الدولة الاتحادية تقوم على عدة اقاليم كل اقليم يتميز اما بخصوصية قومية أو جغرافية معينة وهي باعتقادي ستكون الاساس لبناء الخريطة المستقبلية لسوريا وفشل التجربة العراقية غير مرتبط بالفيدرالية
.
أ.نايف جبيرو
.
المجتمع السوري مكون من عدة قوميات وطوائف وهذا لا يناسبه النظام المركزي والشكل الانجح للادارة لسوريا المستقبل هو الشكل الفيدرالي سواء ان كان مبنياً على اسس قومية أو جغرافية
أ.يوسف
.
ينبغي الخوض في تفاصيل اي عقد توافقي بين سلطة المركز والاقاليم عبر دستور عصري واضح
.
أ.حسن العساف
.
المشكلة الكبرى الان في سوريا ليست متعلقة بماهية شكل ادارة الدولة مستقبلاً بقدر ماهي مرتبطة بكيفية التخلص من النظام الديكتاتوري الفاسد والصراع الدائر حالياً بين الاحزاب والقوى السياسية والعسكرية المسلحة متعلق باستلام السلطة لاغير والصراحة والشفافية مطلوبة في أي طرح سياسي مهما كانت ابعاده وباعتقادي جميع المشاكل ستحل بسقوط النظام الديكتاتوري
أ.نجاح هيفو
.
اللامركزية الادارية هي الحل الوسطي الانسب للوضع الراهن ومن الصعب حالياً تطبيق اللامركزية السياسية ولابد للاخوة العرب التخلص من هاجس التقسيم
.
أ.بشير السعدي
لابد لنا كسوريين الاتفاق اولا حول طريقة تحقيق الهدف بشكل يناسب التضحيات التي قدمها الشعب السوري ثم الخوض في التفاصيل وما يحدث الان هوالعكس والهدف الاسمى هو السعي لبناء دولة المواطنة الديمقراطية العلمانية التي تقر بحق جميع المكونات السورية القومية والدينية دستورياً ووفق العهود والمواثيق الدولية ضمن هوية وطنية مشتركة وان تم الاتفاق حول هذه الصيغة فلن يكون هناك اي خلاف حول شكل ادارة الدولة والفيدرالية الجغرافية باعتقادي هي الحل الانسب ويمكن دمج اللامركزية السياسية والادارية عبر الفيدرالية الجغرافية وعبر تنفيذ مفاهيم الدستور السورية بكل حيز جغرافي
.
أ.فيصل يوسف
.
الدولة السورية تشكلت اساسا خارج ارادة السوريين وبقرار دولي من الدول المنتصرة في الحرب العالمية وخضوعها للانتاب الفرنسي لاحقا وتعاملها مع المكونات السورية وفق مصالحها الخاصة وبعد الاستقلال ابتليت سوريا يالانظمة الشمولية ولم تتمكن المكونات القومية والعرقية في التعبير عن هويتها السياسية والثقافيزة لا بل خضعت للقمع والاضطهاد والدولة المركزية اثبتت فشلها عالميا واي شكل لادارتها مستقبلا يجب أن يكون مبنيا على اسس لامركزية وبشكل يراعي خصوصية المكونات القومية والعرقية والدينيةوالدولة الديمقراطية الاتحادية ملبية لتلك التطلعات