“من صدمة الفشل إلى إعادة صياغة القيادة الكوردية: خطر التقزيم والتجاهل”

آراء وقضايا 29 يناير 2025 0
“من صدمة الفشل إلى إعادة صياغة القيادة الكوردية: خطر التقزيم والتجاهل”
+ = -

كوردستريت || آراء وقضايا

بقلم المحامي عبدالرحمن نجار

لقد استمرت الأنظمة القمعية لسنوات طويلة في فرض سيطرتها على الشعب الكوردي، مستندة إلى أفكار عنصرية وحاقدة تجاهه. وهذه الأنظمة سعت جاهدةً، عبر محاولات عديدة فاشلة، إلى إذابة هوية شعبنا في بوتقتها وإنهاء وجوده، من خلال تطبيق مشاريع شوفينية عنصرية. وكان من بين هذه المشاريع محاولة تدجين وشراء بعض الأشخاص الذين يفتقرون للوازع الوطني، من أجل استخدامها في محاربة المثقفين الكورد التنويريين وحاملي المشروع القومي الكوردي، وإبعادهم عن المشهد السياسي عبر أدواتها المتعددة، بهدف إفشال المشروع القومي الكوردي، وبالتالي حرمان شعبنا من حقه في تقرير المصير، وجعله عرضة للاضطهاد في سوريا.

ومع سقوط النظام البائد بشكل مفاجئ ومدوٍ، أصيب أولئك المدجنون بخيبة أمل كبيرة، إلا أنهم سرعان ما استفاقوا وبدؤوا في إعادة تنظيم صفوفهم، محاولين صياغة أنفسهم من جديد كزعماء عبر عقد مؤتمرات واجتماعات. لكنهم لا ينسون، كعادتهم، التآمر على المثقفين التنويريين والمتخصصين لإبعادهم عن الوفد الكوردي المتفاوض، بحيث يتاح لهم المجال للمساومة على حقوق شعبنا وتقزيمها، مما يؤدي إلى تكرار المأساة مرة أخرى من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة.

إننا ننصح أبناء شعبنا بضرورة التكاتف مع النخبة التنويرية من المثقفين، وفي مقدمتهم المحامون المختصون، كي يتصدروا الوفد الكوردي في المفاوضات السورية. يجب أن يكون هدفنا تثبيت حق شعبنا في تقرير المصير، والحذر من تكرار تجربة “لوزان” أخرى، وما قد ينجم عنها من ضياع لفرص شعبنا في هذه المرحلة الحساسة.

فرنسا: 2025/1/29

آخر التحديثات