
كوردستريت – روج أوسي /
.
للحديث عن آخر المستجدات السياسية و العسكرية على الصعيدين الوطني و القومي , ومستقبل القضية الكوردية في سوريا و المنطقة عموماً , كان لمراسلة شبكة كوردستريت الإخبارية ” روج أوسي هذا اللقاء الشفاف مع سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) ” محي الدين شيخ آلي ” ليسلط الضوء على موقف حزبه من مجمل هذه القضايا .
.
فبالنسبة لموقع حزب الوحدة ضمن الخارطة السياسية أشار ” شيخ آلي ” لكوردستريت بأن المتابعون للشأن السوري بجانبه الكردي يدركون أن لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا حضوره وموقعه في الأمس واليوم، كونه يحظى بنفوذ ملفت في الوسط الكردي العام سواءً في كوباني، الجزيرة وعفرين أو في مدن كبرى كحلب واللاذقية ودمشق، وبلدان المهجر، فضلاً عن تمتعه برؤية سياسية لاشعاراتية، وحرصه بأن يكون واقعياً في تشخيص معطيات الحاضر للإنطلاق منها نحو الغد، متمسكاً باستقلاليته في مواكبة المتغيرات ورصدها بغية الاحاطة بها وصياغة توجهاته ومواقفه بما يخدم الصالح العام للشعب السوري دون تمييز، وضمان تمكين المكون الكردي من التمتع بحقوقه القومية المهضومة في إطار وحـدة البلاد. ليسرد بعدها سياسة الوحدة وفق تلك المفاهيم ففي المجال الوطني السوري وعلى مدى خمس سنوات مضت، بقي حزب الوحـدة مصراً ولا يزال بأن لابديل عن خيار ايجاد خارطة طريق ومخرج لعملية سياسية تُفضي إلى حلٍّ سلمي للأزمة السورية يلبي الحد الأدنى لتطلعات السوريين، والتأكيد على نبذ الاستبداد والعسكريتاريا، وكذلك لغة الاسلام السياسي المقامر والارتهان للخارج تحت يافطة (الثورة والجهاد) ” حسب تعبيره , كما أضاف وأنه انطلاقاً من فهمهم وموقعهم هذا كان لهم تحفظهم المعروف حيال مساعي إلحاق وضم المجلس الوطني الكردي – الذي كانوا من أعضائه – إلى المجلس الوطني السوري (أنتاليا) ومن بعده الائتلاف (استنبول)، ولم يرتض تقديم أسماء لشغل مهام ووظائف لدى حكومة هذا الأخير , الذي تحول بعض أوساطه المتنفذة إلى غطاءٍ لتمرير الكثير من عناصر شبكات الارهاب إلى الداخل السوري ” وفق رأيه ” . وأما على صعيد ترتيب البيت الكردي وضرورات وحـدة الصف فأفاد أنه كان لحزب الوحـدة جهوده الدائمة لنزع فتيل التوترات والدعوة إلى التآلف والعمل المشترك، وإن تجربة الهيئة الكردية العليا (هولير)، ومن بعدها اتفاقية (دهوك) خير مثالٍ على موقع وتوجهات حزب الوحـدة في خوضه لمعترك السياسة والعمل الممكن.
.
وبخصوص ما توصلت إليه كتلة أحزاب المرجعية السياسية الكوردية في سوريا , وفيما إذا كانت هناك نية للإعلان عن كيان جديد , وموعد ذلك , أكد ” القيادي الكوردي ” لكوردستريت أن اللقاءات والجهود متواصلة والتحضيرات جارية بوتيرة منتظمة، حيث تم اعتماد مشروع وثيقة سياسية وتشكلت لجان محلية في الداخل والخارج وتم إعداد مشروع وثيقة آليات العمل (نظام داخلي)، وصدر حتى الآن العديد من التصريحات والبيانات باسم كتلة أحزاب المرجعية الكردية، لاقت الترحاب من أوساط واسعة من الفعاليات المجتمعية والسياسية، لتبقى جوانب اجرائية بحاجة إلى استكمالها للإعلان عن موعد عقد مؤتمر وتوجيه الدعوات إلى القوى المشاركة والضيوف وكذلك وسائل الاعلام، أما بالنسبة التوقيت فيرى أنه قدد لا يتجاوز نـوروز 2016.
.
وعن سبب صمتهم تجاه الاعتقالات التي تطال الناشطين , والتي كان آخرها ما جرى في الدرباسية صرّح ” السياسي الكوردي ” أن الاعتقال الكيفي أينما كان وبحق أيٍ كان أمرٌ مرفوض ومسيء للحالة المجتمعية، وإن الجهة المختصة صاحبة الصلاحية في حماية أمن المواطن يترتب عليها تبيان حيثيات حالات التوقيف كلٍ على حده في ضوء احترام القوانين النافذة، وذلك منعاً للفوضى والفلتان، وكذلك عمليات التسلل عبر غطاءٍ ما لِلَعب أدوارٍ موكولة من قبل جهات تَنصُبُ العداء للإدارة الذاتية القائمة في المناطق الكردية ” وفق منظوره “.
.
وفيما إذاتمت توجيه دعوة لهم كحزب للعودة إلى المجلس الوطني الكوردي في سوريا , وهل سيبقلون بها نوّه ” شيخ آلي ” بأنه في واقع الحال أن وجود ومسمى المجلس الوطني الكردي اليوم يختلف كثيراً عما سبق، غداة التأسيس والانطلاق، , ومؤكداً في الوقت ذاته أنه ليست ثمة دلائل تُشير إلى أن ما تبقى من المجلس المرتهن لعوالم الائتلاف عاكفٌ على تقديم مشروع مبادرة مسؤولة.
.
وبالنسبة فيما إذا كانوا مشاركين في “الإدارة الذاتية” , وماهية هذه المشاركة شدد هنا ” القيادي الكوردي ” على أن ضرورات ومهام المرحلة التي يمرّ بها الشعب الكوردي , وأفضليات مبدأ التعامل الايجابي تستوجب العمل على حماية الادارة الذاتية القائمة في كافة مناطق الجزيرة، كوباني وعفرين، والدفاع عن وجودها وتطويرها، وهذا لا يعني حسب تعبيره عدم وجود سلبيات ونواقص فيها، وهنا يستدرك بأنه من الخطأ التحجج بوجود السلبيات بغية الاساءة أو التهرب. مشيراً بأن موقفهم هذا تجسيدٌ لمصداقية توجهات حزب الوحدة ورؤيته، مضيفاً بأنه ليس بالضرورة الاشتراط بتبوء المناصب في مؤسسات الادارات القائمة اليوم قبل الغد، وفي هذا السياق تتواصل لقاءات وحوارات ايجابية وبناءة بين لجان مسؤولة لحزبهم والإخوة في الادارة الذاتية سواءً في الجزيرة أو عفرين وكوباني، ويتعزز العمل المشترك في خدمة الصالح العام ” على حدّ تعبيره “.
.
و بالنسبة للسر الكامن وراء تهجمهم على تركيا , وتجاهلهم للتدخل الإيراني في سوريا أكد “المعارض الكوردي ” أنه تجمع سوريا مع تركيا حدود دولية برية تبلغ طولها 910 كم، وهنا يهمهم حسن الجوار والاحترام المتبادل، إلا أنه أشار بأنهم لا يذيعون سراً بأن سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية ومنذ بدايات تَفَجُر الأزمة السورية كانت منصبة باتجاه تعزيز دور ونفوذ جماعات الاسلام السياسي المتشدد من جهة، وبذل كل الجهود لتطويق الحضور التاريخي الكردي في الشمال السوري والحؤول دون تبلوره من جهةٍ أخرى، لدرجة أنها أي السلطات التركية جازفت في تقديم أسلحة متنوعة وأموال وفيرة لتلك الجماعات , التي انطلقت من أراضي جمهورية تركيا على حد قوله ، ودخلت مدينة رأس العين واستباحتها، ناهيك عن الوثائق التركية الدامغة التي تُلقي الأضواء على مدى عمق وسعة علاقة “أنقرة بتنظيم دولة الخلافة داعش ” وما وصفها بهجماتها ” الظالمة ضد أهالي كوباني” على سبيل المثال لا الحصر ” على حدّ قوله “. معتبراً أنه لذلك تأتي انتقاداتهم لتركيا , معتقداً بأنها محقة. أما بخصوص سياسات جمهورية ايران الاسلامية وتدخلاتها السافرة هنا وهناك …فاعتبرها ملف آخر .
.
وفيما إذا كانوا مشاركين في مجلس “سوريا الديمقراطية أشار ” السياسي الكوردي ” بأنه معروفٌ للجميع أنهم كجزء من كتلة أحزاب المرجعية الكردية وفي إطار فريق عمل، كانوا من الداعين لعقد مؤتمر ديريك الذي شارك فيه ممثلو مجلس قوات سوريا الديمقراطية وخرج بمقررات ووثائق وانبثق عنه مجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم ممثلين عن كتلة المرجعية التي هم من مؤسسيها كما أُشير سابقاً.
.
وعن علاقات حزب الوحدة مع التقدمي أكد ” القيادي الكوردي ” بأن علاقاتهم مع الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ودية وثمة تواصل ولقاءات، معتبراً ذلك أمراً ضرورياً لبلورة الرؤى ومهام العمل المشترك لتلاقي وتوحيد الصف بما يخدم قضية الكُـرد و سوريا.
.
ووفيما إذا كان يتوقع أت يتوصل النظام والمعارضة إلى تسوية نهائية للأزمة السورية في مؤتمر جنيف3 رجح أن تكون نتائج جنيف 3 مزيداً من الدفع باتجاه توفير عوامل ومناخات ايجابية جديدة تُساعد مهام ومسيرة ايجاد حل نهائي للأزمة السورية المركبة.
.
أما بخصوص عدم ابدائهم موقف حول التدخل الروسي في سوريا وسط قصفٍ يومي للمدنيين أشار ” زعيم حزب الوحدة في معرض حديثه لكوردستريت ” إلى أن حقيقة الأمر هي أن سماء وأرض سوريا وساحلها البحري وكامل حدودها المجاورة تحولت إلى ساحات لحشود وعروض عسكرية وتدخلات متشعبة تقوم بها دول كثيرة تزامناً مع اتساع النشاط الارهابي وتوحش تنظيماته وفظائع خلاياه وشبكاته على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي، ففي هذا السياق لا غرابة أيضاً إزاء الحضور الروسي المتناغم مع غيره من الدول الكبرى أو تلك المتوسطة والصغرى.
.
وعن موقفه حول تمثيل ” أوسو وبشار ” للكورد في مؤتمر جنيف3 أكد ” سكرتير حزب الوحدة ” أن هناك ثمة تصورٌ شائع لدى الكثيرين في الوسط الكردي، مفاده وكأن جدول أعمال مؤتمر جنيف يتضمن بنداً خاصاً بقضية الكُـرد في سوريا. وبهذه المناسبة شدد بالقول أن إحلال السلام عبر تحقيق مؤتمر جنيف المرتقب لخطوات عملية وقرار أممي ملزم يفضي إلى وقف نزيف الدم والدمار تزامناً مع تعاون جميع الفرقاء لإفشال مشاريع تنظيم الدولة والقاعدة هو المقدمة الأولى والأساس لتناول وحل قضايا سوريا عبر اعتماد أنجع السبل لإعادة الاعمار يداً بيد كُـرداً وعرباً، وبناء سوريا الجديدة.