كوردستريت|| #آراء وقضايا
حسام عبد الحسين
في بادئ الأمر لابد أن نتوقف عند تعريفالطبقة العاملة.
بكل تأكيد هي ليست كما تعرفها الطبقاتالحاكمة (الرأسمالية) بأنها فئة محددة فينوع من العمل أو شكل معين من أشكاله،وإنما هي تشمل (كل الموظفين الحكوميين(دائمي, عقد, أجير يومي) بكافة مسؤولياتهمومراتبهم العلمية والعملية وكافة العاملين فيالقطاع الخاص وطلاب الجامعات والعاطلينعن العمل.. الخ) بمعنى آخر / كل إنسانيرتبط بعلاقة مع وسائل الإنتاج فهو عامل.
إذن الطبقة العاملة تمثل غالبية المجتمع, ولهذا تستمر السلطات الحاكمة بتقسيمالبشر عن طريق خلق الصراعات الطائفيةوالقومية والعنصرية لإخفاء الصراع الطبقيبين طبقة العمال وطبقة الحكم (رأسمال).
لذا الأول من أيار هو يوم تذكير الطبقاتالحاكمة بجرائمها ومعتقلاتها وإعلامهاومثقفيها وكتابها واقتصادييها ضد الطبقةالعاملة التي تمكنت الأخيرة من فضحسياساتهم القمعية وكذبهم وعنصريتهموتحرشهم واستغلالهم الجنسي للنساء،وعليه أصبح هذا اليوم يوما لتضامن العمالالعالمي الذين يمثلون أغلبية المجتمع ضدالطبقة الحاكمة التي لا تمثل حتى نسبة ٥٪ من المجتمع وتتحكم باقتصاد وحياة المجتمع.
إن تمكن الطبقة الحاكمة من سرقة جهدووقت العمال وإعطائهم بخس الأموال هوجاء نتيجة نجاحهم في تجهيل العمالنفسهم وعدم وعيهم وخلق حالة من الصراعوالأحقاد فيما بينهم.
وعلى سبيل المثال، في العراق بعد عام٢٠٠٣ قرر بول بريمر منع التنظيم العماليوالإضراب والتظاهر في القطاع العام، وحينبدأت بعض الحركات العمالية بالاعتراضوالتحرك ضد قراراته لجأ إلى برلمان العراقوفرض بسن قوانين التقشف والخدمة المدنيةوالحريات النقابية وخصخصة المصانعوالتعليم والصحة ومن ثم إدخال العراق فيالسوق العالمي وسيطرة البنك الدوليوصندوق النقد الدولي على حياة العمالالاقتصادية والنفسية والمجتمعية وبكافةتفاصيلها كي ينهي أي حركة أو احتجاجلعمال العراق.
كلما قل الربح زاد الاحتيال، لذا كل أزمة تمربالطبقات الحاكمة تعكسها على حياة العمالودخلهم المالي.
إن تقيّم الحكومات ومعرفة مدى نجاحها منفشلها هو بالنظر إلى مدى رفاهية العمالالاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومدىقوة الخيار في قراراتهم وإلا لا يمكن أنتنجح أي حكومة في العالم او تسمى ناجحةوغالبية المجتمع (العمال) فيهم عاطلين عنالعمل ووضعهم السياسي والاقتصاديوالأمني غير مستقر.