كوردستريت|| نازدار محمد
.
أجرت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية الأحد 24 حزيران وسط تنافس 6 مرشحين على منصب رئيس الجمهورية، وثمانية أحزاب على شغل المقاعد البرلمانية.
.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات بعد سنةٍ من تاريخه ” 2019” إلا أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا إلى تقديمها بسبب ما وصفه بالحاجة إلى قرارات على الصعيد الاقتصادي وأزمات المنطقة، وبذلك حقّق الانتصار الساحق على منافسيه .
.
وفي هذا الشأن استطلعت شبكة كوردستريت الأخبارية مجموعة آراء لكتّاب وسياسيين لمعرفة ماسيتمخض عنه هذا الفوز الذي حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،هذا وأفاد حسن شيخو رئيس حزب الكوردايتي لمراسلة الشبكة بأنّ أردوغان هو الشخصية الأقوى في تركيا ،وإن كان الكورد يفهمون السياسةويبحثون عن مصلحة الشعب الكوردي عليهم التقرب من أردوغان لأنّ قرار الحرب والسلم في يده .
.
وتابع « كما أنّ أردوغان كان لديه مشروعاً لحلّ القضية الكوردية ومن المفيد أن ينشط مشروعه لأننا بحاجة لشخصية قوية تكون صاحب القرار في بلاده ،وإن كانت الأحزاب تبحث عن حلٍّ للقضية الكوردية عليهم إعادة العلاقة مع أردوغان لأنه يمتلك مفاتيح الحلّ في بلاده، مشيراً أنهم جرّبوا غيره مثل حزب جهبي وتانسو جيلر رئيسة الوزراء السابقة وغيرهم وأعمالهم معروفة، فأردوغان لديه خمس سنوات قادمة في الحكم علينا عدم معاداته بل التقرب منه.
.
أما محمود مرعي رئيس هيئة التفاوض فقد كان لديه وجهة نظر مخالفة تماماً لسابقه ،وأكد لشبكة كوردستريت أنّ تركيا دولة احتلال ولديها أطماع في الأرض السورية لذلك على كافة السوريين أن يعملوا من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا على كامل الجغرافية السورية وذلك من خلال الحوار ”السوري- السوري”.
.
مشيراً أنّ أردوغان وبعد فوزه سيعمل بالتنسيق مع أمريكا على السيطرة واحتلال مزيد من الأرض السورية.
.
وعلّق السياسي الكوردي منال حسكو على الأمر واصفاً فوز أردوغان بالقول ”السلطان الأحمر ينتصر ” موضحاً أنه لو تم النظر لتاريخ تركيا منذ عهد كمال أتاتورك إلى اليوم ستكون النتيجة بأنّ أردوغان هو أقوى رئيس لتركيا ، عائداً ذلك إلى عدة أسباب وهي :
1-الكل يعلم وضع تركيا الاقتصادي والاجتماعي في مجال التطور و الصناعة و المعيشة ،حيث أصبحت تركيا من الدول المتقدمة و هذا ما جعل الشعب التركي يصوّت لصالح أردوغان.
2-الكل يعلم بأن الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية فقد ”الثقة ”بسياسات ب ك ك و منظومتها الفاشلة والتي كانت السبب في تدمير و تهجير و ترك المنطقة وهذا أيضاً كان عامل مساعد لصالح التصويت لأردوغان
.
وتعليقاً على الوضع الكوردي بعد الفوز في الانتخابات قال « لا أعتقد أن يتغير شيء في الوقت الحالي، حيث الاتفاقيات الدولية و المصالح المشتركة الآن لصالح تركيا، كما أنه لا يوجد حركة سياسية كوردية هناك تستطيع القيام بعمل ما لصالح الشعب الكوردي.
.
الكاتب والسياسي بير رستم أكد لشبكة كوردستريت أنّ حزب العدالة والتنمية ورئيسها؛ أردوغان عندما قرر الخوض في انتخابات مبكرة كانوا على قناعة كاملة من تحقيق فوزٍ كاسح يحقق لهم الأغلبية المطلقة، ربما تفوق بكثير الأغلبية التي حصلوا عليها في الانتخابات الماضية، خاصةً وأنهم حققوا خلال الستة أشهر الأخيرة ما عجزت تركيا من تحقيقه خلال سنوات الصراع والأزمة السورية، ونقصد ”حتلال الشمال السوري وعلى الأخص عفرين” وإخراج مقاتلي وحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي منها
.
وأردف بالقول « بذكر كل ماتقدم آنفاً فإنه سيحقق المطلب التركي الأكثر إلحاحاً بإبعاد الكورد كقوة سياسية وعسكرية من حدودها وصولاً لإجراء تغيير ديموغرافي قد يلحقه استفتاء على مصير المنطقة لربطها دائماً بالدولة التركية وبذلك تعيد إحياء الميثاق ”الملي” الذي تبناه البرلمان التركي في عشرينيات القرن الماضي؛ بأن كل من لواءي حلب والموصل جزء من ممتلكات وأراضي تركيا ويجب إعادتهما للسيادة التركية.
.
لافتاً إلى أنّ ما جاء بالانتخابات الأخيرة لم يكن بحجم الطموح والتوقعات التركية وذلك رغم فوز الحزب ورئيسها بما يقل عن نصف المقاعد الانتخابية، بل حقّق حزب الشعوب الديمقراطية مقاعد أكثر مما كان له في السابق وبذلك فإنّ الانتخابات التركية تكشف لنا بأنّ هناك نسبة من الناخبين الأتراك بدأوا بسحب الثقة من حزب العدالة والتنمية.
.
ويرى رستم « بأنه لولا الخوف من الذهاب لحرب أهلية على غرار تجربة البلدان العربية لربما وجدنا إسقاط حكومة العدالة والتنمية، لكن لعدم وجود البديل الوطني الذي يقنع الشارع التركي ليومنا هذا وفي ظل وجود معارضة قوموية هشة متمثلة بحزب الشعب الجمهوري ولا تقل عنصرية عن التيار الإسلامي الإخواني المتحالف مع حزب الحركة القومية الأكثر راديكالية وعنصرية، فإن الناخب التركي مجبر على القبول بالواقع الراهن لكي لا يذهب إلى ما هو الأسوأ حيث تجارب البلدان العربية.
.
وأضاف « بخصوص انعكاسات السياسات المستقبلية في ظل عودة الحكومة مع رئيس كامل الصلاحيات وذلك بعد التعديل الدستوري، فأعتقد بأنّ تركيا ومن خلال منح الصلاحيات للرئيس تحاول تقليد التجربة البوتينية في روسيا بحيث يعيد أردوغان أمجاد الخلافة العثمانية، كما يحاول بوتين إعادة أمجاد القياصرة وليس الاتحاد السوفيتي، لكن ينسى الأتراك بأنّ هناك خلافات كبيرة ليس على مستوى الكاريزما الشخصية بين الرئيسين، بل على مستوى الواقع الاقتصادي والسياسي للبلدين حيث الغرب لن يسمح بولادة إمبراطورية إسلامية جديدة في المنطقة وما زالت ذاكرتهم تحمل الكثير من المرارة لما ذاقوه على يد الإمبراطورية العثمانية ..
.
مضيفاً بان سياسات تركيا ومع رئيس كامل الصلاحية قد يذهب بالبلد إلى المزيد من الأزمات والكوارث على المستويين الاقتصادي والسياسي بحيث يدخل البلد في نفق حرب داخلية على غرار البلدان العربية وذلك إن لم تنشغل بحروب إقليمية طائفية.
مشيراً أنّ ربما الأتراك سيقعون فيما كانوا يريدون تجنبه من خلال إعطاء الصلاحية الكاملة للرئيس بهدف إنقاذ البلد وخاصة أن للسيد أردوغان الكثير من الطموح بأن يصبح هو الآخر “الفاتح” الجديد للأتراك .. وحينذاك قد تكون البدايات الحقيقية لفتح الملف الكوردي في شمال كردستان بجدية، أما التعويل على حكومة العدالة والتنمية لحل المسألة الكوردية، فأعتقد فيه الكثير من السذاجة حيث ما زال التيار الديني بنسخته الإخوانية ينظر للكورد على إنهم جزء من رعايا الخلافة العثمانية ويجب أن يبقوا كذلك وأنّ سقف مطالبهم يجب أن لا يتجاوز فتح بعض حلقات الذكر باللغة الكوردية وخاصةً عندما يكون ذاك التيار الديني متحالفاً مع أكثر التيارات القوموية عنصرية تجاه القضية الكوردية _ونقصد حزب الحركة القومية اليميني المتطرف_ فعند ذاك يكون أي تعويل لحل المسألة الكوردية من هذا التحالف الديني القوموي اليميني نوع من البلاهة السياسية وللأسف.
.
هفال سرهلدان الناطق الرسمي باسم لواء ثوار أدلب فقد ذهب إلى أبعد من ذلك فقد قال « الشيء الأهم هو أنّ فوز أردوغان أو سقوطه لا يهمنا نحن في نهاية الأمر ”سوريين” ولسنا أتراك وفوز أردوغان لايغير شيئاً من أهدافنا أو مبادئنا ومستقبل الشمال السوري سيكون بيد قوات سوريا الديمقراطية وهذا سيكون بعد فترة ليست بطويلة ،وخاصة بعد تجهيز أردوغان ”مرتزقة درع الفرات” للتوجه لجبال قنديل لأنّ درع الفرات سيلقى حتفه في قنديل على” حدّ تعبيره ” ،
.
وأضاف « من بعد ذلك ستكون وجهتنا عفرين وسنستعيد السيطرة على عفرين وضواحيها وملخص الكلام هو أنّ الشمال السوري بالنهاية لقوات سوريا الديمقراطية ولن نسمح للاحتلال العثماني أو القاعدة تحقيق أهدافهم وغاياتهم في الشمال السوري.
.
واختتم الكاتب والصحفي الكوردي إبراهيم بركات جملة الآراء لشبكة كوردستريت بالقول « فوز أردوغان بفترة رئاسية ثانية كان متوقعاً، حتى بالنسبة لمناوئيه ومعارضيه، لما لا وهو الذي دعى الشعب التركي لاستفتاءٍ على توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية قبل أقل من سنة، ولاحقاً دعى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكّرة، طبعاً بعدما أنهك القوى المعارضة لسياساته سواء مايتعلق بالداخل أو بسياساته الخارجية، معتبراً كل ذلك تداعيات مدروسة للمحاولة الانقلابية التي حدثت منذ سنتين.
.
واصفاً أردوغان بالقارئ السياسي الضليع الذي يتقن اللعب على حبل التوازنات، رغم كل ما حدث من تصدّعات لسياساته بل حتى بأحلامه كسلطان عثماني يسعى إلى إحياء مجد السلطنة البائدة.
.
وأشار بركات أنّ فيما تأثيرات وتداعيات إعادة انتخابه على المسألة الكوردية في روج آفا وشمال سوريا، فهذا مرتبط بإيقاعات تحالفاته مع مراكز القرار في العالم وخاصة قطبي هذا المركز الولايات المتحدة وروسيا، وتالياً أردوغان مرغم على الانصياع لما تقرره القوى الكبرى رغم أنّ هذه القوى لن تتخلى عن أردوغان ، ولكل طرف غاياته ومصالحه يسعى أن يكون أردوغان تحت عباءة تحالفه، في إشارةٍ منه إلى ” أمريكا و روسيا” .
.
وبناءً على ذلك لايمكن الجزم بأنّ الأمور ستسلك مسار معين سلباً أو إيجاباً بعد انتخاب أردوغان، لأنّ هناك جملة من العوامل تحكم بمختلف القوى المتصارعة على الساحة السورية، ولكن مايمكن جزمه أنّ ما يسمى ”بائتلاف المعارضة السورية ”لم يعد تلك الورقة الرابحة لأردوغان، بعد تعدد الأطراف وما يحدث من تدوير زوايا بين فترة وأخرى. وبالمحصلة يبقى أيادي كورد سوريا على قلوبهم من أي تهور أردوغاني باتجاه التصعيد عسكرياً.