مدينة كوباني التي تعرضت لأشرس حملة عسكرية من القوى الظلامية مستخدمةً كل مالديها من أسلحة فتاكة حيث كانت المأساة من نزوحٍ وتشرد . قتلٍ وخطف . حرقٍ وهدمٍ للمنازل التي حلت بمئات الآلاف الأكراد القاطنين في كوباني وسبقت الحملة العسكرية حصار اقتصادي مطبق واعتقال للمدنيين على مدى عامٍ كامل.
كل ذلك وسط صمت اقليمي ودولي مطبق حتى وصلت القوى الظلامية مداخل كوباني على مسافة أقل من عشرة كيلو مترات ثم كانت الضربة الجوية الدولية بقيادة الولايات المتحدة على داعش وغيرها ولم تسقط مدينة كوباني حتى الآن بفضل استبسال أبنائها والضربات الجوية وسط كل هذا نتساءل (هل كانت كوباني مجرد مأساة انسانية من سلسلة مآسي الشعب السوري وضحية سياسة المحاور والسياسات الخاطئة أم كانت مدخلاً لابد منه لتستكمل الولايات المتحدة وضع يدها على جميع قضايا الداخل السوري بما فيها القضية الكردية )))
الولايات المتحدة اتبعت خطوات عدة في الشأن السوري حيث استطاعت تحييد الروس والتخلص من سلاح الفيتو عبر قرار من مجلس الأمن لمحاربة الارهاب وتحديداً داعش مما حشر الروس في زاوية ضيقة فهل يمكن للروس استخدام الفيتو لصالح الارهاب ثم انتقلت الى تشكيل تحالف دولي لتوجيه ضربة عسكرية لداعش مستبعدة النظام السوري وايران مما وضعت الروس وحلفاءها في موقفٍ حرج اما مواجهة الولايات المتحدة عسكرياً أو الوقوف موقف المتفرج والانشغال بالأزمة الأوكرانية وكلا الخيارين أمر من الآخر اذاً النتيجة ( روسيا ـ ايران ـ النظام السوري …. وقوف قف . مكانك راوح)
أما حزب الاتحاد الديمقراطي وبعد صدور تصريحات عديدة من الولايات المتحدة والغرب بحاجتها لقوة عسكرية على الأرض في سوريا انتهجت نهجاً مغايراً لما اتبعته منذ ثلات سنوات فلجأت الى انشاء تحالفات عسكرية مع كتائب من الجيش الحر لمحاربة داعش (بركان الفرات مثالاً) لعلها تجد لنفسها مكاناً في استراتيجية أوباما وعدم استبعادها من المعادلة العسكرية وتنعم بدعم عسكري ( على غرار البيشمركة في كردستان ) دون أي تحول في موقفها السياسي فلم تقدم الى الانضمام للائتلاف السوري ولم تحاول تفعيل الهيئة الكردية واللجان المنبثقة عنها فكانت قراءتها الخاطئة للموقف الدولي ظناً منها أن الولايات المتحدة والتي هي سيدة العالم عسكرياً بحاجة الى قوة ال ي ب ك العسكرية أي أنها أرادت أن تستأثر بالقضية الكردية عسكرياً وسياسياً ودولياً مع تجاهل الطرف السياسي الآخرفي المعادلة الكردية وبمعناً آخر أرادت أن تكسب كل شيء دون أن تتنازل عن أي شيء . الولايات المتحدة لاتتعامل مع حزب معين وانما تتعامل مع المؤسسات كما حصل في اقليم كردستان حيث لم تقدم أي دعم الا بعد توحيد موقف الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني سياسياً وعسكرياً . لذا فان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي قدم الكثير من التضحيات والشهداء وأحزاب المجلس الوطني الكردي الذي يقف حتى الآن موقف المتفرج كالذي ينتظرالفرج المجهول عدا عن بعض المواقف والمكاسب السياسية وكلاهما الآن أمام خيارين :
1 ـ توحيد صفوفهما ميدانياً وسياسياً لتنبثق عنها مؤسسات تعكس طموحات الشعب الكردي وممثلة لها ولتكون على قدر المسؤولية التاريخية وتحظى باحترام شعبي ودولي
2 ـ الابقاء على الحالة المتردية ومحاولة كل طرف الاستئثار بالقضية الكردية وتجاهل طموحات الشارع الكردي مما قد يدفع بالمجتمع الدولي الى تجاهل الطرفين والبحث عن بديل لهما أو دعم طرف على حساب الآخر وما لهذه الحالة من تبعات وعواقب وخيمة على الكرد عامة أو طي الملف الكردي وضياع الفرصة التاريخية ليعيش الشعب عقوداً من الاضطهاد والحرمان
كوباني بقدر ماهي مأساة انسانية تكون قد قدمت خدمة كبيرة للقضية الكردية حيث وضعت الأطراف الكردية أمام مسؤولياتها التاريخية فاما أن تقوم بدورها التاريخي أو تخدم مصالحها الحزبية على حساب قضية الشعب فتخسر الاثنين . كوباني الجريحةوضعتنا أمام حقيقة اما نكون أو لانكون
29 ـ 9 ـ 2014
المحامي محمود دالي
الولايات المتحدة اتبعت خطوات عدة في الشأن السوري حيث استطاعت تحييد الروس والتخلص من سلاح الفيتو عبر قرار من مجلس الأمن لمحاربة الارهاب وتحديداً داعش مما حشر الروس في زاوية ضيقة فهل يمكن للروس استخدام الفيتو لصالح الارهاب ثم انتقلت الى تشكيل تحالف دولي لتوجيه ضربة عسكرية لداعش مستبعدة النظام السوري وايران مما وضعت الروس وحلفاءها في موقفٍ حرج اما مواجهة الولايات المتحدة عسكرياً أو الوقوف موقف المتفرج والانشغال بالأزمة الأوكرانية وكلا الخيارين أمر من الآخر اذاً النتيجة ( روسيا ـ ايران ـ النظام السوري …. وقوف قف . مكانك راوح)
أما حزب الاتحاد الديمقراطي وبعد صدور تصريحات عديدة من الولايات المتحدة والغرب بحاجتها لقوة عسكرية على الأرض في سوريا انتهجت نهجاً مغايراً لما اتبعته منذ ثلات سنوات فلجأت الى انشاء تحالفات عسكرية مع كتائب من الجيش الحر لمحاربة داعش (بركان الفرات مثالاً) لعلها تجد لنفسها مكاناً في استراتيجية أوباما وعدم استبعادها من المعادلة العسكرية وتنعم بدعم عسكري ( على غرار البيشمركة في كردستان ) دون أي تحول في موقفها السياسي فلم تقدم الى الانضمام للائتلاف السوري ولم تحاول تفعيل الهيئة الكردية واللجان المنبثقة عنها فكانت قراءتها الخاطئة للموقف الدولي ظناً منها أن الولايات المتحدة والتي هي سيدة العالم عسكرياً بحاجة الى قوة ال ي ب ك العسكرية أي أنها أرادت أن تستأثر بالقضية الكردية عسكرياً وسياسياً ودولياً مع تجاهل الطرف السياسي الآخرفي المعادلة الكردية وبمعناً آخر أرادت أن تكسب كل شيء دون أن تتنازل عن أي شيء . الولايات المتحدة لاتتعامل مع حزب معين وانما تتعامل مع المؤسسات كما حصل في اقليم كردستان حيث لم تقدم أي دعم الا بعد توحيد موقف الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني سياسياً وعسكرياً . لذا فان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي قدم الكثير من التضحيات والشهداء وأحزاب المجلس الوطني الكردي الذي يقف حتى الآن موقف المتفرج كالذي ينتظرالفرج المجهول عدا عن بعض المواقف والمكاسب السياسية وكلاهما الآن أمام خيارين :
1 ـ توحيد صفوفهما ميدانياً وسياسياً لتنبثق عنها مؤسسات تعكس طموحات الشعب الكردي وممثلة لها ولتكون على قدر المسؤولية التاريخية وتحظى باحترام شعبي ودولي
2 ـ الابقاء على الحالة المتردية ومحاولة كل طرف الاستئثار بالقضية الكردية وتجاهل طموحات الشارع الكردي مما قد يدفع بالمجتمع الدولي الى تجاهل الطرفين والبحث عن بديل لهما أو دعم طرف على حساب الآخر وما لهذه الحالة من تبعات وعواقب وخيمة على الكرد عامة أو طي الملف الكردي وضياع الفرصة التاريخية ليعيش الشعب عقوداً من الاضطهاد والحرمان
كوباني بقدر ماهي مأساة انسانية تكون قد قدمت خدمة كبيرة للقضية الكردية حيث وضعت الأطراف الكردية أمام مسؤولياتها التاريخية فاما أن تقوم بدورها التاريخي أو تخدم مصالحها الحزبية على حساب قضية الشعب فتخسر الاثنين . كوباني الجريحةوضعتنا أمام حقيقة اما نكون أو لانكون
29 ـ 9 ـ 2014
المحامي محمود دالي