في دعوة ال “ENK-S‏” إلى جمع مليون توقيع.

آراء وقضايا 14 يناير 2016 0
في دعوة ال “ENK-S‏” إلى جمع مليون توقيع.
+ = -

لا بد أن الكثيرين منا قد سمعوا بدعوة ال “ENK-S‏” إلى جمع مليون توقيع سواءً من خلال وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية , أو من خلال تصريحات رئيسها السيد إبراهيم برو لدورتها الحالية. حتى يقوموا بإرسال عريضة بتلك التواقيع إلى رئيس مجلس الأمن الدولي السيد “بان كي مون” بغرض كسب موافقته لضمهم إلى وفد المعارضة السورية لمفاوضة النظام السوري في جنيف3. كممثلين عن الشعب الكوردي في سوريا, أو في أية تسويات أخرى مرتقبة للقضية السورية بين النظام والمعارضة. أم مع غيرها. حيث ترى ال “ENK-S‏” بأن ذلك لا بد أن يضمن لهم لاحقاً الاعتراف بوجود شعبنا على أرضه أو بحقوقه المتساوية مع باقي المكونات الأخرى. علماً بأن ال “ENK-S‏” لم يتمكنوا حتى الآن من إثبات أي وجود فعال لهم على الأرض في غرب كوردستان؟؟

.

كان من الأولى أن يقوم بعض من المثقفين الكورد ونشطائهم بدلاً من ذلك بالطلب من أبناء شعبنا لجمع تواقيع منهم بما يعادل فقط ( 100,000 ) توقيع. بغرض دعوة أحزاب ال “ENK-S‏” إلى تفعيل دورها في غرب كوردستان لمقاومة, ورفض سياسات النظام, وسلطة الأمر الواقع الذين لا يتوانون عن دفع أبناء شعبنا إلى ترك أرضهم ومغادرة غرب كوردستان, أو زجهم في مهالك لا قدرة لهم على تحمل أعبائها. حيث لم نتلمس من ال “ENK-S‏” حتى الآن أية فعاليات لحماية أبناء شعبنا مما يصيبهم على أي أيادي أولئك. وأن يتضمن مطالب ناشطين ل “ENK-S‏” إنذاراً بسحب الثقة والاعتراف منهم إن لم يفعلوا نشاطهم في غرب كوردستان للدفاع عن حقوق شعبنا وحمايتهم.

.

في الحقيقة لا يمكننا أن نعطي وصفاً مناسباً لدعوة ال “ENK-S‏” هذه بما يليق بها. بأقل من وصفها بأنها أغبى دعوة تكون قد صادفتنا طوال حياتنا السياسية ضمن فعالياتنا السياسية الكوردية حتى الآن. وهم الساعون لكسب الاعتراف بهم عن طريقها كممثلين لشعبنا بغرض نيل الاعتراف لاحقاً بوجود شعبنا على أرضه وضمان حقوقه. في الوقت الذي لا يمكن لأحد أن يلاحظ أي أمل لتسوية مشرفة في مفاوضات المعارضة مع النظام.

.

علماً بأنهم يتوسلون من أجل حشر أنفسهم ضمن الوفد المفاوض المشكوك أصلاً في نزاهة من سيقودونهم فيها. هم يودون الدخول في مفاوضات مع النظام السوري ضمن وفد رفضوا قبول كشراكاء فيها. علماً بأنهم في منتهى الضعف لا يملكون أية ركائز قوة تدعمهم في تلك المفاوضاتهم. حتى أنهم يفتقرون إلى شرعية حقيقية من قواعدهم الشعبية؟؟

.

فهل نستطيع أن نبارك لهم خطوتهم المهزوزة تلك. لا طبعاً فالاعترافات بحق بالشعوب لا ترتب بتلك البهدلة على الإطلاق.

.
عليهم أن يراجعوا أنفسهم جيداً فالاعتراف بحق الشعوب لا تتم إلا بتقديم تضحيات جسام، كما يقدمها أخوتنا في جنوب كوردستان, وهم الذين ما زالوا يسقون طرقهم الشائكة لنيل الاعتراف القانوني بحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم بدماء خيرة أبنائهم, وما زالوا سائرين وأمامهم أشواط طويلة لتحقيق أهدافهم, وهم الماضون قدوماً في التعريف بأنفسهم وبكل ما أوتوا من إمكانات هائلة بأنهم جادون حتى النهاية بعدم الإضرار بمصالح الشعوب الأخرى التي تعيش معهم على أراضيهم, ويحاولون بكل الوسائل أن يثبتوا للعالم أجمع بأنهم سوف يضمنون مصالح دول الجوار، والدول الكبرى أيضاً.
فالحقوق لا يمكن استجداؤها أو نيلها بالتسكع على أبواب الآخرين.

.

فلندعو أحزاب ال “ENK-S‏” كي يثبتوا وجدهم على أرضهم وبين شعبهم قبل أن يطالبوا الآخرين بالاعتراف بهم وبجودهم بين معارضة ما زالت تنبذهم ولا تهتم حتى بوجودهم, وإلا فلينسحبوا من الساحة السياسية حتى يتيحوا المجال لغيرهم كي يقوموا بأدوار حقيقية للدفاع عن أرضهم وشعبهم.

.
كفاهم الضحك على أنفسكم وعلى شعبنا الذي أصبح نصفهم مهجرين عن أرضهم والباقي منهم معرضين لتهديدات في وجودهم بكل الوسائل.

.

محمد سعيد آلوجي

14.01.2016

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك