عفرين بين الإنعتاق والإرتزاق

آراء وقضايا 09 أكتوبر 2016 0
عفرين بين الإنعتاق والإرتزاق
+ = -

سيذكر التاريخ أن سنوات الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا قد أفرزت العديد من الإشكاليات التي ساهمت بشكل أو بآخر في زيادة وتعميق الشرخ المجتمعي بين جميع مكونات الشعب السوري من جهة , ومن جهة أخرى أفرزت هذه الأزمة إرادات وطنية بعيدة عن الوكالات الخارجية وهي مثخنة بجراح العقود الماضية , وتعمل جاهدة للصمود والبقاء رغم التوازنات الدولية والإقليمية المعقدة , والتي راح ضحيتها الشعب والوطن السوري بكل أطيافه وأشكاله , حيث باتت مصطلحات الطائفيه والمذهبيه والعرقية والأثنية أمور نسمعها بشكل يومي مرتبطة بالقتل والحصار والتجويع والنزوح واللجوء والهجرة وما شابه من أمور وقضايا كنا نسمعها في الإعلام أو نطالعها في الصحف والكتب المدرسية .
.
خلال سنوات الأزمة جرب الشعب السوري كل هذه الأشكال وفي كافة المدن والمناطق السورية , إذ لم يبق بيت إلا ودفع فاتورة هذه الحرب المفروضة خارجيا على الشعب السوري بشكل قاس ومؤلم  من أحد أفراده , لينزلق كل السوريون إلى أتون هذه الحرب المجنونة ما أود طرحه إشكالية الأكراد وضياعهم بين الوطنية السورية والقومية الكردية , فالأطراف التي تنادي بالوطنية السورية , وأن الكرد جزء من الوطن السوري  , تواجه رفضا قاطعا من الداخل والخارج من تحرير المدن والمناطق السورية بحجة أنهم أكراد وليسوا عربا , أي يتم الحديث عن قوميات مختلفه والأطراف التي تنادي بالقومية الكردية , تواجه الرفض نن نفس الجهات السابقة بحجة أننا جميعا سوريين وأن الحديث عن قوميات مختلفه هو شكل من أشكال التقسيم والإنفصال وبناء كيانات جديده , وتجعل من المناطق الكردية ممزقه وخاصة مقاطعة عفرين والتي نزفت أبنائها في كل التراب السوري وعانت وماتزال من الحصار المفروض عليها من قبل المرتزقة خارجيا وتجار الحروب والأزمات في الداخل , حيث بقيت الإدارة الموجودة بغض النظر عن تسميتها عاجزة عن إيجاد الحلول المعاشية للمواطن العفريني نتيجة تنامي دور هذه الشريحة داخل المجتمع العفريني في ظل إنشغال الطرف الآخر في عملية كسر الحصار  , ووصل المقاطعات الثلاثه ببعضها.
.
وبين هذا وذاك تظل عفرين تنزف أبنائها في أصقاع الأرض , وجبهات القتال ومن يتشبث بالجذور والأرض أنهكه تجار الأزمات بالغلاء والإحتكار المقيت , ما يؤكد أن الصراع في عفرين بين الإنعتاق المجتمعي والإرتزاق الإحتكاري مستمر , ناهيك عن الأخطار الجسام التي تواجه عفرين خارجيا والتي تستهدف الوجود العفريني شعبا وأرضا , من كل ما ذكرناه  يتبين لنا أن عفرين في مرحلة صراع من أجل البقاء والإستمرار في النهج الوطني أو القومي يعمق من الأزمة , وقد تكون العواقب وخيمة في ظل غياب الحلول الجذرية , إذ لم تعد الحلول الإسعافية تكفي لتجاوز هذه المرحلة خاصة وأن الوحش العثماني يتحفز للإنقضاض على عفرين بعد دخوله جرابلس , فإذا لم يكسر هذا الحصار سيذكر التاريخ أن عفرين شابهت طروادة من البداية حتى النهاية والتاريخ لن يرحم المتخاذلين المتفرجين ..

بقلم : لاوند ميركو

آخر التحديثات