(رويترز) – اجتمع أطراف الحرب السورية للمرة الأولى في تسعة أشهر يوم الاثنين وسعى الروس والأتراك إلى تعزيز وقف إطلاق النار على أمل تمهيد الطريق لإجراء محادثات سياسية.
يعقد الاجتماع في أستانة عاصمة قازاخستان في وقت تسعى فيه كل من تركيا المؤيدة للمعارضة السورية وروسيا الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد إلى الابتعاد عن القتال.
ودفعهما هذا إلى تحالف يعتقد البعض أنه أفضل فرصة لتحقيق تقدم نحو اتفاق سلام لاسيما في ظل انشغال واشنطن بقضايا داخلية.
.
وبعدما التقيا وجها لوجه لإصدار البيانات الافتتاحية يوم الاثنين قضى وفدا الحكومة والمعارضة باقي فترات اليوم في مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء وتبادلا الاتهامات في بعض الأحيان. لكن المعارضة أبدت تفاؤلها بشأن موقف موسكو.
وقال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة في تصريح للصحفيين “لقد لاحظنا تفهما حقيقيا من جانب الروس.”
.
وتابع يقول “نرى أنهم حققوا (أهدافهم) العسكرية في سوريا. الآن يرغبون في ترجمة هذا الإنجاز العسكري إلى تسوية سياسية وهي الهدنة.”
وقال دبلوماسيون إن روسيا وتركيا وإيران تعكف على إعداد بيان ختامي يمكن إعلانه يوم الثلاثاء مشيرين إلى أنه سيعيد التأكيد على وقف إطلاق النار المعلن في 30 ديسمبر كانون الأول الذي يتبادل الطرفان الاتهامات بخرقه.
ونقلت وكالة (تاس) الروسية للأنباء عن مسودة سابقة للبيان قولها إن موسكو وأنقرة وطهران ستتعهد بالتعاون في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وإنها ستؤسس آلية لإجراء مراقبة ثلاثية الأطراف للهدنة.
.
لكن لا تزال توجد خلافات جوهرية بين روسيا وتركيا قد تعرقل إصدار النص النهائي. وقد ينشب خلاف بين تركيا وروسيا مع إيران التي تشكل فصائلها المسلحة ركيزة أساسية في القوة العسكرية للأسد وتتهمها المعارضة بارتكاب انتهاكات.
وأكد محمد علوش أحد قادة جماعة جيش الإسلام القوية ورئيس وفد المعارضة إنه يرغب في وقف نزيف الدم في الحرب المستعرة منذ نحو ستة أعوام. وأضاف أنه لتحقيق ذلك يتعين على الجيش السوري وحلفائه المدعومين من إيران الالتزام بالهدنة ومغادرة المسلحين الشيعة للبلاد.
.
وقال بشار الجعفري السفير السوري في الأمم المتحدة ورئيس وفد الحكومة إن المحادثات فرصة لتحقيق المصالحة في البلاد في ظل بقاء الأسد في السلطة على عكس رغبة المعارضة التي تصر على تنحيه. واتهم الجعفري أعضاء وفد المعارضة بالدفاع عن “جرائم حرب” ارتكبتها جبهة فتح الشام.
.
* الإشراف على وقف إطلاق النار
.
قال رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف للصحفيين إن التوتر شاب المحادثات بسبب انعدام الثقة بين الأطراف لكنه عبر عن تفاؤله بشأن إمكانية الوصول إلى نتائج يوم الثلاثاء.
وقال بعض المراقبين إن الاجتماع الذي ترعاه موسكو وأنقرة وتدعمه طهران قد يصبح منصة انطلاق نحو مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة جرى تعليقها في أبريل نيسان.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الذي يحضر المحادثات على أهمية وضع آلية للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد.
.
وقال “هذا بمفرده… سيكون إنجازا كبيرا” معربا عن أمله في أن تمهد محادثات أستانة الطريق نحو إجراء محادثات يقترح عقدها في جنيف الشهر المقبل.
ووصلت المعارضة إلى أستانة وهي تدرك أن سقوط معقلها السابق في حلب رجح كفة الأسد في المعركة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية قصفت يوم الأحد مناطق تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا فقتلت 12 شخصا في مكان واحد بينما أسفر قصف المعارضة لحلب عن مقتل ستة.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية يوم الاثنين إنها لن تكون ملزمة بأي قرار يخرج عن محادثات السلام الجارية في قازاخستان نظرا لعدم مشاركتها في الاجتماعات.
.
ولا يلعب الغرب دورا في لقاءات أستانة رغم توجيه قازاخستان الدعوة للإدارة الأمريكية الجديدة في الأسبوع الماضي. وكان السفير الأمريكي حاضرا في الاجتماع الذي حضره أيضا مبعوثون غربيون إلى سوريا لمراقبة التطورات.
وقال دبلوماسي غربي كبير “ليست جادة للغاية. لن تتوصل إلى هدنة في يومين لكن عليك أن تعمل على …أمور مثل المراقبين والآليات والخرائط والقائمة تطول.”
وأضاف “توجد الآن قوة دافعة. يملك الروس المفاتيح وحان الوقت الآن لاستخدامها