صحيفة “معاريف ” الإسرائيلية : استراتيجية ترامب الجديدة.. خطوات عسكرية امريكية أكبر في سوريا والعراق ودحر نفوذ ايران في اليمن

صحافة عالمية 21 ديسمبر 2017 0
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع في واشنطن يوم الأربعاء. تصوير كارلوس باريا - رويترز
+ = -

بقلم: د. ايلي كرمون

ينبغي النظر الى الاغتيال الاخير لرئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح على ايدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في السياق الواسع، في ضوء السحب التي تهدد مكانة الهيمنة لايران في المنطقة. فتصفية صالح تخدم مصلحة مشتركة للحوثيين، الذين يسيطرون على نصف اليمن، وأسيادهم في طهران. فـ “خيانة” صالح بانتقاله الى الجانب السعودي عرض للخطر مشروع النظام الايراني للسيطرة على “أربع عواصم عربية”، صنعاء، بغداد، دمشق وبيروت.

 

وبالضبط عندما كان يبدو أن ايران ستسيطر في سوريا وفي لبنان، بمساعدة نشطة من حزب الله والميليشيات الشيعية الاخرى، تحت المظلة الاستراتيجية الروسية، شددت اسرائيل الضغط العسكري المباشر ضد تواجد هذه القوات وتثبتهم في قواعد برية، جوية وبحرية. وبالتوازي تتخذ خطوات أمريكية هادئة في سوريا وفي العراق. ومؤخرا رفع جدا مستوى الشبكات الامريكية في سوريا، وعدد الجنود الامريكيين المرابطين فيها سيصبح 2000 وليس 500، مثلما اعلن البنتاغون في وقت سابق.

 

وينبغي الاشارة ايضا الى المحادثات التي تجريها ادارة ترامب على توريد تكنولوجيا نووية للسعودية، الخطوة التي ستغير عشرات السنين من السياسة الامريكية، دون ان تتعهد حكومة السعودية بتقييد استخدام التكنولوجيا الامريكية لتحقيق سلاح نووي.

 

ونشر موقع الانترنت الروسي “Strategic Culture“، جزء من جهاز الدعاية لدى الكرملين، مؤخرا مقالا تحت عنوان “خطوات جديدة للولايات المتحدة: حرب مع ايران كفيلة بات تكون أقرب مما نعتقد”، كنتيجة لحملة منسقة لصد ايران في المنطقة. وبتقديري، فان ايران بالذات هي الكفيلة بان تشرع في الحرب من خلال هجوم لحزب الله ضد اسرائيل.

 

من ناحية ايران، فان سوريا هي الكرزة التي في القشدة، والتي استثمر فيها جهد عسكري، مالي وبشري هائل في الحفاظ على حكم الاسد. ويسمح الجهد بسيطرة ايرانية مطلقة في لبنان من خلال حزب الله، فتح باب للبحر المتوسط وتهديد مباشر على اراضي اسرائيل في ظل خلق تواصل اقليمي عبر العراق وبناء جبهة شرقية جديدة. وحسب منشورات أجنبية، تنفذ هجمات جوية اسرائيلية متوالية ضد محاولات ايران اقامة قواعد دائمة في سوريا وتوسيع جبهة الصراع لحزب الله من لبنان الى الحدود السورية. اما السياسة الروسية المتمثلة باحتواء الخطوة العنيفة الاسرائيلية، انطلاقا من الموافقة الصامتة او من الرغبة للسماح لها بدفع حل سياسي في سوريا الى الامام، فلن تستقبل باستكانة في طهران.

 

هذا الاسبوع نشر البيت الابيض استراتيجيته الجديدة للامن القومي، حيث تظهر ايران في مصاف كوريا الشمالية كالتهديد المركزي على الولايات المتحدة، حلفائها والعالم كله. فالنظام الايراني متهم في أنه يستخدم الارهاب في ارجاء العالم ومن خلال حزب الله، يطور صواريخ باليستية ذات قدرات عالية، وله قدرة كامنة على استئناف عمله لتحقيق سلاح نووي. وعليه، فان الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها كي تمنع عن ايران تحقيق سلاح نووي وتعطيل نفوذها الاقليمي الضار.

 

خطوات عسكرية امريكية ذات مغزى أكبر في سوريا والعراق، ودحر نفوذ ايران في اليمن، في اطار استراتيجية ترامب الجديدة، كفيلة بدفع القيادة في ايران نحو خطوة عسكرية ضد اسرائيل في ظل الاستناد الى مخزون الصواريخ الهائل لدى حزب الله وقواته البرية، التي تطورت في أثناء حربها في سوريا.

 

صحيح أن الهدف المركزي في جعل حزب الله ذراعا صاروخيا وبريا لايران ضد اسرائيل كان استخدامه اذا ما وعندما تهاجم اسرائيل او الولايات المتحدة البنية التحتية النووية لايران، ولكن اذا ما تعاظم في الاشهر القريبة القادمة الضغط ضد ايران في سوريا، في لبنان، في العراق وفي اليمن بالفعل – فان طهران ستقف امام حسم مصيري.

.

المصدر

آخر التحديثات