كوردستريت || الصحافة
تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور سوكيركو، في “سفوبودنايا بريسا”، عن محاولة الولايات المتحدة إشعال حرب نووية في أوروبا، ظنّاً منها أنها ستبقى فوق المعركة وتجني فوائدها فقط.
وجاء في المقال: دقت صحيفة Military Times، مؤخرا، ناقوس الخطر، استنادا إلى استبيان مكتوم الأسماء شمل الجنود الأمريكيين النشطين. يتوقعون فيه أن تشارك الولايات المتحدة في حرب واسعة النطاق في المستقبل القريب. جاءت الآراء منقسمة. فنصف من استجابوا يتوقعون صراعا عسكريا في غضون عام، والبقية يستبعدون حدوثه. ومن الملفت أن خمسة في المائة فقط من الجنود الأمريكيين كانوا قبل عام يؤمنون باحتمال مشاركتهم في أعمال قتالية.
موضوع الحرب الآن مُلحّ. وهو مثل جمرة متوهجة، يكفي رمي فروع أشجار جافة فوقها ليندلع اللهب. من مستعد للقتال؟ “المتقاتلون” الرئيسيون هم الولايات المتحدة وروسيا والصين. وبناءً عليه، فإن القوى الثلاث التي تتولى زمام القيادة في التسلح والتقنيات مستعدة لإملاء شروطها على النظام العالمي. تتقاطع مصالحها عند “تقاطع” الجغرافيا السياسية العالمية.
ما الذي يمكن نظريا للولايات المتحدة أن تزجه في مواجهة روسيا؟ أي عملية عسكرية برية مجرد هراء وخرافة. فلا يبقى سوى “العصا النووية”.
وكما يقول الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين، تنتشر الأسلحة النووية الأمريكية الآن في أربع دول أوروبية، هي ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا. وهذا يشكل صداعا كبيرا لحكومات هذه البلدان، لأنهم يعرفون بوضوح شديد أن هذه الأهداف معلّمة بصليب أحمر غامق على خرائط هيئة الأركان العامة الروسية، وستتعرض للضربة الأولى في حال نشوب نزاع نووي.
فالخطر الأكبر على أوروبا لا يأتي من روسيا، إنما بالتحديد من الولايات المتحدة، المستعدة لإثارة حرب نووية في مكان بعيد عن شواطئها، وأما بعد ذلك، ببقائها فوق النزال، فتأتي مرة أخرى بمهمة حفظ السلام لمعاينة الأنقاض التي يتصاعد منها الدخان. هذا الاحتمال إشكالي، فإذا ما حاولت الولايات المتحدة استخدامه، فلن تتمكن من تجنب الرد. لأول مرة منذ مائتي عام، ستهوي بلطة الحرب على أراضيهم. (روسيا اليوم)