كوردستريت|| الصحافة
.
تحت العنوان أعلاه، كتب بوريس جيريليفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول عواقب الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وجاء في المقال: يبدو أن الوحدة الأمريكية تغادر سوريا بالفعل. ما يؤكد ذلك النشاط المحموم من “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي جماعة مناهضة للحكومة مدعومة أمريكيا، يلعب الانفصاليون الأكراد دورا مركزيا فيها..
.
على الرغم من إعلان وزارة الدفاع الفرنسية أن وحدتها المتمركزة في مناطق انتشار الأمريكيين، لن تغادر إلى أي مكان، فالجميع يفهم أن الفرنسيين لن يبقوا طويلا، بعد رحيل الأمريكيين. فهم ببساطة لن يكونوا قادرين على إعاقة تحقيق الأتراك نواياهم بالسيطرة على شرق الفرات.
حقيقة أن الرئيس الأمريكي تخلى عن أكراده يؤكدها “تفويضه” أنقرة بـ “مكافحة الإرهاب”، الأمر الي أعلنه بنفسه.
.
وأما بعد ذلك، فحدث ما كان ينبغي أن يحدث: جاء وفد من كردستان السورية إلى موسكو. فليس لدى الأكراد من يأملون بعونه: فكل من إسرائيل والسعودية، اللتين اهتمتا مؤخرا بالانفصاليين الأكراد، لن يدخلا، بسببهم، في صراع مباشر مع الأتراك ولن يصبحوا درعا حية.
.
في وقت سابق، كانت روسيا قد نجحت تقريبا في التوفيق بين دمشق والأكراد، وأقنعت الأسد تقريبا بالبدء في النظر في مسألة منح الأكراد حكما ذاتيا.
من الواضح أن الوضع اليوم ليس مؤاتياً ليساوم الأكراد كما كان من قبل، لكنهم ما زالوا يأملون في الحصول على بعض التنازلات من دمشق.
إلى ذلك، فالأمر لا يتعلق فقط بموقف دمشق. المسألة، سوف تحتاج إلى معالجة مع مراعاة مصالح أنقرة، لأن الشراكة الطبيعية مع تركيا مهمة جدا بالنسبة لروسيا. وهذا يعني ضرورة التوصل إلى حل وسط يسمح للأتراك ليس فقط بحفظ ماء الوجه، إنما ويشعرهم بأنهم منتصرون.
.
حتى وقت قريب، كانت أنقرة تقول إنها يرضيها إذا كانت الأراضي الواقعة شرقي نهر الفرات ستخضع لسيطرة دمشق، ويتم نزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية، ولا يتم إنشاء حكم ذاتي كردي واسع. من الواضح، على الأقل أن المطلبين الأول والثاني يتوافقان مع المطالب السورية، ولن يتغيرا.
.
روسيا اليوم