كوردستريت || الصحافة
أفادت مصادر إعلامية تابعتها كوردستريت أن تركيا المحصورة في منطقة محدودة بين بلدتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين ترغب في التوسع عسكرياً وسياسياً في الملف السوري، لذلك تستغل الأوضاع الحالية واضطرار روسيا إلى سحب جزء من قواتها من سوريا بسبب حربها في أوكرانيا، لنزع منبج وتل رفعت من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضحت صحيفة العرب اللندنية في تقرير لها أن روسيا تنشد تعاوناً تركياً أكثر تطوراً، علاوةً على حرصها على بقاء النظام السوري قوياً وألا يتأثر النظام بالتراجع العسكري الروسي في سوريا، وهذا يتطلب ضرورة إجراء تسوية تنهي الحرب وتفرض مصالحة بين أنقرة ودمشق مقابل الانسحاب الروسي، كإشارة على إعطاء الضوء الأخضر لتوغل تركي واسع النطاق في المنطقة.
وأشارت في الوقت نفسه إلى أن العملية التركية لن تضر بمصالح الأكراد وحدهم، بل قبل ذلك بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية، من جهة تشكّل معادلة جديدة تزيح نفوذ واشنطن من المشهد السوري، فضلاً عن العصف بشراكتها مع قوات سوريا الديمقراطية ، وبواسطة حوالي 900 جندياً أمريكياً متمركزين في المنطقة المعروفة باسم المنطقة الأمنية لشرق سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وعبر تزويد قسد بالقوات الإضافية والأسلحة الثقيلة ومضادات الدبابات وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، تستطيع الولايات المتحدة استعادة نفوذها وإفساد الصفقة التركية– الروسية المفترضة .
أما بخصوص الموقف الروسي، فنشرت صحيفة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية مقالاً أشارت خلاله إلى أن روسيا تجد نفسها في هذه القصة في موقف غريب نوعاً ما، عندما لا يتوقف الأمر عليها بدرجة كافية، لأن موسكو تصرح دائماً بأن دمشق دولة ذات سيادة وهي صاحبة القرار في السياسة الدولية، وإذا اقتربت تركيا وسوريا من الجلوس على طاولة المفاوضات في هذا الوضع، فمن الصعب تحديد الدور الذي يمكننا القيام به هناك، لكن هذا لا يعني أن على روسيا أن تراقب فقط، لأن لدينا خياراً آخر جيداً جداً ونوعياً، هو توريد الأسلحة.
وأضافت الصحيفة أنه بعد كل شيء ومهما تكن جولات المفاوضات بين سوريا وتركيا، فإن أنقرة في جميع الأحوال، سوف تختبر قوة دفاع النظام السوري حتى العظم.
وأشارت إلى أنه لمنع حدوث ذلك، يجب أن تعمل روسيا لتوفير الأسلحة الحديثة لدمشق ولا سيما الدفاعات الجوية؛ لأن رهان تركيا الأساسي على الطيران وليس الأرض.
ونوهت إلى أن قرار العملية التركية شمالي سوريا حُسم، بموقف تركي أقوى من السابق، وذلك بعدما تهيأت كافة الظروف التي تدعم موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام حلفائه الذين كانوا يرفضون إعطاء الضوء الأخضر لهذه العملية، الأمر الذي جعله قادراً على تنفيذ هذه العملية بعد دراسة المعطيات بدقة.