كوردستريت || الصحافة
رأت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية، أن تعهد بايدن، بالتدخل عسكريا للدفاع عن تايوان من شأنه أن يؤجج العلاقات الأمريكية الصينية المتوترة بالفعل، وذلك في وقت يرى فيه المحللون أن تراجع الرئيس الديمقراطي عن ”الغموض الإستراتيجي“ قد يسرع من ”صراع مضيق تايوان“.
وقالت الصحيفة في تحليل لها، إنه على الرغم من تحرك البيت الأبيض بسرعة لتوضيح تصريحات بايدن، إلا أن تأكيد الأخير، قد يمهد في الواقع الطريق للصراع في مضيق تايوان، حيث تريد الصين إثبات قوتها في مواجهة أمريكا.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم، إن التزامات بايدن اللفظية بالدفاع عن تايوان ”قد تشجع ولن تردع العدوان الصيني ضد تايوان“، محذرين من أن التعهد قد يؤدي إلى ”عمل عسكري استباقي“ من قبل بكين، بينما تفوق القدرات الهجومية العسكرية الصينية قدرة الولايات المتحدة على إلحاق الهزيمة بها.
في غضون ذلك، نقلت ”بوليتيكو“ عن ونستون لورد، السفير الأمريكي السابق لدى الصين قوله ”ما زلت أعتقد أن هذه هي غريزة بايدن التي تنعكس في صياغة طائشة، وليس انعكاسا للسياسة، لكنها مقلقة بلا داع.. إذا استمر بايدن في فعل ذلك، فقد يكون الأمر بالغ الخطورة حقا“.
وأضاف لورد ”يجب أن نحافظ على الغموض الإستراتيجي. يمكننا ردع الهجمات الصينية على تايوان دون تدمير سياستنا الغامضة المتمثلة في صين واحدة، والتي كانت عنصرا أساسيا في علاقاتنا مع بكين لمدة نصف قرن“.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تحليلها، أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتايوان منصوص عليها في ”البيانات الثلاثة للولايات المتحدة والصين، وقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979، والضمانات الستة لعام 1982“.
وأضافت أن ”قانون العلاقات مع تايوان يلزم الولايات المتحدة بالحفاظ على قدرتها على مقاومة أي لجوء إلى القوة أو غيره من أشكال الإكراه التي من شأنها أن تعرض الأمن أو النظام الاجتماعي أو الاقتصادي للشعب في تايوان، للخطر“.
في سياق متصل، قالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية في تحليل لها، إن أحد المعاني المحتملة لتصريح بايدن هو أن ”أمريكا تخلت عن موقفها الراسخ منذ فترة طويلة بشأن الغموض الإستراتيجي في تايوان، معتبرة أن تصريحات الرئيس الأمريكي خلقت ارتباكا إستراتيجيا وغموضا حول مستقبل العلاقات بين البلدين“.
وأوضحت الصحيفة أن ”الغموض الإستراتيجي الأمريكي المتعمد قد ساعد – حتى الآن – في ردع الصين عن غزو تايوان، بينما ساعد أيضًا في ردع الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي عن إعلان الاستقلال الكامل، حيث يؤدي أي من السيناريوهين إلى أزمة جيوسياسية كبرى“.
وأضافت أنه ”في حين أن الولايات المتحدة مطالبة بموجب القانون بتزويد تايوان بالوسائل للدفاع عن نفسها، فإنها لم تتعهد قط بالتدخل عسكريا في صراع مع الصين، لكنها أيضا لم تعد قط بالبقاء خارج البلاد“