ﻭﻟﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﺮﻩ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺑﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻡ1947 ﻭﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻋﺎﻡ 1969, ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ،
ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﻼﺯﻡ ، ﻭﻋﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎً ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﻣﺸﻠﻮ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻋﺎﻡ 1988. ﺍﻧﺘﺴﺐ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻋﺎﻡ 1963 ﻭﺗﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﻋﺎﻡ 1990 ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺍً ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻭﺍﻧﺘﺨﺐ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻋﺎﻡ 2001 ،
ﺗﻮﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ18/10/ 2010 ﺍﺛﺮ ﻧﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ . ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻏﻔﺎﻝ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ, ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﻪ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺍﻟﻰ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ , ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ,
ﻭﺧﻠﻘﺖ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻫﻞ ﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ؟ ﺃﻡ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺷﻘﺎﺀ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ، ﻃﺒﻌﺎً ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﺸﺮ ﻭﺳﺮﺩ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻨﻀﺎﻝ ﺍﻻﺷﻘﺎﺀ ﻟﺒﺚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ، ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ، ﻭﺧﻠﻘﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ،
ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻞ ﺟﺰﺋﻲ ، ﻋﻠﻤﺎً ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﺤﻠﻮﻝ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻭﻃﻨﻲ . ﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ، ﺩﻭﻥ ﻓﻬﻢ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺍﻟﻤﻘﺴﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺩﻭﻝ ، ﻭﺍﻟﺠﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ .
ﻭﻣﻨﺬ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﻋﺒﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﺭﻛﺰ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ، ﻭﺣﺎﺟﺔ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﺗﻒ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬﻢ ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻏﻔﺎﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺩﻣﺸﻖ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻻﻧﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺩﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻪ ﻭﺧﻄﺒﻪ ، ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺟﺰﺀ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﻞ ﺗﻮﺍﻓﻘﻲ ﻳﺮﺿﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ، ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻣﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺮﺱ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺑﻌﺪﺍً ﻭﻃﻨﻴﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﻟﺼﻖ ﺑﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔﻋﺎﻡ 1992 ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﺮﻫﺎ ﺍﻻﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻃﺎﻟﺖ ﺃﻏﻠﺐ ﻧﺸﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺙ ﺃﻃﺮﺍﻑ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﺰﺏ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻐﻴﺮﺍً ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺮﺟﻲ ، ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻀﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺗﺤﺮﺝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ، ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻻﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻭﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ . ﺭﻛﺰ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻻ ﺿﺮﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻔﺮﻃﺔ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺬ ﺍﻟﻤﻬﺎﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﺃﺳﻤﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻛﺮﺍﺋﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻟﻢ ﺷﻤﻞ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﻭﻳﻮﺣﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ 12/3/2004: ﻭﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﻭﻓﻴﺎً ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻻ ﻳﻔﻀﻞ ﺃﺣﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻭﺿﻌﻬﻢ ، ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺮﺳﻤﻴﺎﺕ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺩﻭﻥ ﺷﺮﻭﻁ ، ﻭﻳﺰﻭﺭ ﻛﻞ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻭﻓﻴﺎً ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺃﺷﺎﺩ ﺑﻜﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻛﻮﺭﺩﻱ ﻧﺎﺿﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ، ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻇﺎﻇﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :
( ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﺿﺎﻉ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺭﻉ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﺮﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﺤﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺬﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﻃﻦ ﺣﺮ ﻭﺷﻌﺐ ﻋﺰﻳﺰ، ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﻮﺭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻇﺎﻇﺎ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺗﻄﺒﻊ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻏﻢ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻀﺎﻟﻲ ﻋﺮﻳﻖ، ﺗﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻇﺎﻇﺎ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺗﺮﺍﺛﺎً ﻧﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ، ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ، ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺮﺩﻳﺔ، ﺗﻤﻠﻚ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻓﻘﻂ ﻟﻬﺎ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺐ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﻃﻴﺎﻓﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ).
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﺑﻮ ﺷﻴﺎﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻮﻓﻴﻪ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﺍﺳﻄﺮ ﺃﻭ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺳﺮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺎﺵ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻛﺼﺪﻳﻖ ﻭﺃﺥ ﻭﺃﺏ ، ﻧﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺮﺓ ، ﻻ ﻧﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺑﻞ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺪ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﺎﻃﻔﻴﻴﻦ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ، ﻟﻘﺪ ﻓﺮﺽ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﺑﺘﻮﺍﺿﻌﻪ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﺑﺘﻮﺍﺻﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﺴﻤﺮ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺑﺮﺳﺎﺋﻠﻪ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻪ ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻀﺎﻝ ﻭﺍﺭﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ