
كوردستريت|| #وكالات
كشفت وكالة “رويترز” في تقرير استقصائي نُشر اليوم، عن عملية تهريب منظمة نفّذها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قبيل انهيار نظامه، نقل خلالها أصولاً مالية ووثائق سرية ومساعدين مقربين إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة استباقية لحماية إمبراطوريته المالية من الانهيار.
أربع رحلات سرية… ومسار محكم
وفق التحقيق، استخدمت الطائرة الخاصة، وهي من طراز “إمبراير ليجاسي 600” وتحمل رقم التسجيل C5-SKY، في أربع رحلات منفصلة انطلقت من دمشق إلى مطار البطين في أبوظبي، كان آخرها من قاعدة حميميم العسكرية الخاضعة للسيطرة الروسية. الرحلات حملت مبالغ نقدية ضخمة، وثائق رسمية حساسة، وأقراصاً صلبة تتضمن تفاصيل دقيقة عن الشبكة التجارية التي يديرها الأسد.
اللاعب الرئيسي في العملية
أدار يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي للأسد، العملية كاملة، حيث أشرف على ترتيبات استئجار الطائرة وتأمين انتقال أقارب الأسد، مساعديه المقربين، وموظفين رفيعي المستوى في القصر الرئاسي إلى الإمارات. الطائرة كانت تحظى بمستوى عالٍ من الحماية والتكتم، وسط غياب أي تصريح رسمي من الجانب الإماراتي بشأن طبيعة المهام التي كانت تنفذها.
خريطة إمبراطورية الأسد المالية
التقرير أشار إلى أن الأقراص الصلبة المنقولة تحتوي على وثائق تفضح البنية المعقدة لـ”إمبراطورية الأسد التجارية”، التي تشمل استثمارات ضخمة في قطاعات الاتصالات، المصارف، الطاقة والعقارات، موزعة عبر كيانات وهمية وواجهات قانونية يصعب تتبعها.
رد فعل الحكومة السورية الجديدة
الحكومة السورية المؤقتة، التي تسلمت السلطة بعد فرار الأسد إلى روسيا نهاية العام الماضي، بدأت بالفعل خطوات قانونية ودبلوماسية لاستعادة الأصول المهربة، بالتعاون مع دول أوروبية ومنظمات رقابية دولية. ووصفت العملية بأنها “نهب منظم لمقدّرات الدولة”، وتعهدت بملاحقة المسؤولين عنها.
ماذا بعد؟
تثير هذه المعلومات تساؤلات جديدة حول حجم التواطؤ الإقليمي والدولي في حماية أموال النخبة الحاكمة بسوريا، وتفتح الباب أمام معركة سياسية وقضائية لاستعادة ما تم تهريبه من ثروات خلال سنوات الحرب.