
إذا كان بودنا أن نتعرف على القائد المخلص فيجب علينا أن نبحث عنه في نظرة الأعداء إليه و كيفية معاملته، فإذا كان وصفهم له بأنه العدو الشريف و معاملته بالخصم العنيد فذلك هو الذي أخلص لشعبه و يبذل روحه دفاعاً و فداءُ لوطنه، و إذا أردنا أن نعرف مكانة الزعيم نقارن بين قوله و فعله و ماضيه و حاضره و التواصل بينه و بين شعبه و الثبات على مبدأه في الإخلاص و المحبة.
.
و إذا أردنا أن نتعرف على القائد الناجح و النافع لشعبه فهو الذي يطبق الحق و العدل و يبتعد عن الأنانية و ملذات النفس و يستلم الحكم فقط لإنقاذ البلاد و الشعب من براثن خطر يداهم الوطن و يكون كارثياً على الشعب و لذلك فإن الشعب يفتقد إلى قادة عظام يسدون أثر العظام الذين سبقوهم في التضحية و الفداء من أمثال القاضي محمد و البارزاني الخالد.
.
نأسف على حالنا و شعبنا و نتحسر على زعمائنا بعد أن أصبحنا متفرقين و تابعين و متبوعين و ما كان هلاكنا في الماضي و ضياعنا إلا من تبعيتنا لغيرنا و طيبة قلوبنا المليئة بالعاطفة الجياشة تجاه الأعداء و التي استثمرها الأعداء في خدمتهم بدون أن ندري و لم نتدارك الأمر فيما بعد بل و نزداد تفرقة و تتشتت القوة و نصبح لقمة سائغة لأعدائنا الذين يتربصون بنا من كل مكان.
.
لم نكن نحن في يوم من الأيام إلا كما أحب زعمائنا أن نكون، ليس لدينا سوى أن ندعو بالخير لزعمائنا لأننا في قبضتهم يتصرفون بنا كما يشاؤون، و لأننا نشأنا في بيئة ضعيفة كسرتها نكبات الدهر من مجازر وحشية و تعرضنا لغزوات بربرية من قبل الهمج و توالت المصائب علينا من جميع النواحي و اعتدت على حقوقنا الحكومات و الدول و كانت المؤامرات أكبر من طاقاتنا كل هذا من جهة ليست بآلام كبيرة بالرغم من عظمتها مقابل فساد السياسات التي نمارسها تجاه بعضنا البعض، نتقاتل و نتخاصم و نفتح معارك جانبية مع بعضنا و ننسى أن العدو جاثم على صدورنا و محتل لبلادنا و يتفرج علينا و يسخر من تصرفاتنا و هذا ما يولد الشعور بالإحباط لدى الكثيرين و يجعلهم يتهربون من مسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم و كله بسبب إننا فقراء في إنجاب القادة و نحتاج لقائد تتجمع فيه كل صفات القيادة و الزعامة و أولها التضحية و الفداء و خاصة إننا شعب حي و فتي و مثقف يعرف مجريات الأحداث و إذا حمل كل منا مسؤولياته التاريخية سوف نسير الزعماء و لا نسير خلفهم و لكن العمل يتطلب قليلاً من التضحية بالمصالح الشخصية و الآنية إذا كنا فعلاً نفكر بشعب و وطن.
.
نحن الشعب الكردي لا تزال الدماء تجري في عروقه و حافظ على أرضه و لغته منذ آلاف السنين بالرغم من آلام الماضي و تكالب الأعداء و العمل على صهر الكرد بالتتريك و التفريس و التعريب على مدى عقود من الزمن، إلا إن غاباتنا لا تزال مليئة بالأسود و أن شعباً فيه زعيم مثل البارزاني بقوة إيمانه بحقوق شعبه العادلة لن يموت أبداً و لن يستكين حتى بناء دولته المستقلة.
.
من لم يتعظ من تجارب الماضي الوخيمة و المؤلمة فهو غافل عن الحقيقة و من يركض خلف مصالح شخصية و حزبوية ضيقة فهو لشعبه قاتل، بل يجب على الزعيم أن يقود الجحافل و يتقدم الصفوف، فماذا أعددتم لنصرة شعبكم في كردستان سوريا؟ أين الشباب الذين يهيئون للنضال و أين الزعماء الذين يوجهون و ينفخون في قلوب الجماهير بالإستعداد و اليقظة؟.
.
مروان سليمان
24.07.2015