إن سرعة إصدار القرار والبدء بتنفيذه بشكل مباشر تدل على أن الإرادة الدولية تستطيع فرض أي قرار وتنفذه إن تلاقت رؤى ومصالح أطرافها الرئيسية ، حيث لم تتبلور بعد تلك الإرادة في وضع حدٍ لأزمة سوريا وإيجاد حلٍ لها .
وهكذا تبددت آمال من كان يراهن على العامل الخارجي مرةً أخرى في إسقاط النظام السوري وأصيب بالإحباط واليأس مقابل انتعاش أنفاس النظام وحصوله على فرصةٍ أخرى في إطالة عمره وهو يتعاون للغاية مع الفريق الفني المكلف بتصفية ترسانة أسلحته الكيميائية .
واقع الحال مأساوي ومؤلم ، حياة السوريين في جحيم ، دمار ونزيف دماء ، العنف والعنف المضاد مستمرٌ ، الطاغية يحظى بدعم علني من البعض وحمايةٍ خفية من البعض الآخر على وقع ضمان أمن إسرائيل وموارد النفط وخطوط الغاز ومصالح الدول الكبرى في المنطقة ، بينما هناك ضعف وتفكك في أوساط المعارضة السياسية والمسلحة ، وثمة حرب داخلية بين بعض فصائلها ، وطغيان أجندات باسم الإسلام – الدين الحنيف في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة ، تحت شعارات بعيدة عن أهداف الثورة في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، وما الهجمات الإرهابية على المناطق الكردية إلا جزءٌ منها وتهدف بشكل أساسي إلى ضرب بنية المجتمع الكردي وجوداً وكياناً وقيماً وتبغي إثارة الفتن والقلاقل فيه.
هناك توجه دولي لعقد مؤتمر جنيف 2 لأجل بلورة حلٍّ سياسي ، دون أن تكون المعارضة موحدة أو مهيأة وتمتلك زمام المبادرة ، وفي هذا السياق يترتب على أوساط الحركة الكردية السعي الجاد للمشاركة فيه بتمثيل من الهيئة الكردية العليا كونها العنوان السياسي الأبرز والأكثر فاعليةً وتمثيلاً للكرد وتحظى باحترام مختلف الأحزاب الكردستانية والمعارضة السورية الديمقراطية .
تبقى معاناة السوريين وحريتهم وكرامتهم ومصالحهم في نهاية سلم اهتمامات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة والمساهمة في تحديد مصيرهم ، وسقطت كل الأوهام والشعارات الجوفاء ، وتلاشت رهانات واعتماد الكثيرين على الخارج والمال السياسي ، وبدل أن تنتصر الثورة توسع العنف والإرهاب . ولكن يبقى الأمل قائماً في الخلاص من الظلم والاستبداد بإرادة قوى الشعب السوري الخيرة ووعي أبنائه وعزيمة شبابه المخلصين والمخلصات.
* جريدة الوحـدة – العدد / 242 / – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).