اللعبة الاعلامية على قنوات الجزيرة و العربية ما زالت تشيد بخطاب الجربا العاطفي البسيط الذي لم يتمكن الا ان يتملق فيه للحريري مذكرا بمحاكمة لبنانية لا مكان لها بازمتنا السورية فدور الحريري و تدخله في شاننا علينا ان ندينه جديا كم بدا هزيلا الجربا امام حنكة المعلم و خبرته باستعمال الالفاظ المنتقاة و التعابير المدروسة مستفزا بان كيمون و مظهرا للعالم كم هي عاجزة مؤسسة الامم المتحدة امام صراعات الدول العظمى.
نقلت مجلة لوبوان فضائحنا و اشارت الى ان الجربا حين سئل عن الاستراتيجية التي سينهجها بالتفاوض اجاب “سنطالب بالحرية” و هنا اضافت الصحيفة ها هو يعترف بنفسه بحدود امكانياته !!
تضيف مجلة لوبوان الفرنسية التي هي ضد النظام السوري ان الجربا لا يملك اي كاريزما و تصرفاته لا تدل على ثقة بالنفس بل تؤكد المجلة على انه كان بعيد كل البعد عن دهاء المعلم الذي اذهلهم بحنكته و خطابه..
هذا الكلام الذي يتردد بالاعلام الغربي و هو ما يجول بخاطر كل الراي العام الدولي مؤيدا كان ام معارضا للنظام السوري و لكن طبعا اعلامنا السوري المعارض ينهج غالبا ما تعلمه في مدارس البعث من تهليل جاهدا باقناع نفسه و اقناعنا بان كلمة الجربا كانت مهمة و مؤثرة . ..
بات من الضروري ان يفتح السوريين اعينهم جيدا و ان ينتبهوا للخدعات الاعلامية العابثة بالعقول النظيفة فمهم ان نرى باننا لسنا في مرحلة نصر بل استنزاف
علينا ان نكون موضوعيين رغم جرحنا لكي نعي و نرسم المخرج ، علينا ان نعري الحقائق و ان نواجه انفسنا، الاعلام الغربي و بالتحديد مجلة لوبوان السياسية الفرنسية اشادت بشجاعة المعلم الذي تحدى الامين العام للامم المتحدة . هل يجرؤ احد من ماجوري قطر و السعودية رفع الصوت ليس امام الامين العام للامم المتحدة بل امام اصغر سفير اجنبي يحدثهم ؟
لنعترف بان الوفد المعارض ليس على المستوى و بان الاخوان عندما اختاروا تلك الشخصيات المتكررة بتشابهها متذ ٣ اعوام اختاروا الاريح لهم و ليس الادهى او الاذكى او الاكثر خبرة بالمحافل الدولية او بفن التفاوض، حيث يرفض الاخوان ان يكون لغيرهم من السوريين اي حق بتقرير استراتيجية المستقبل لوطن مشترك.. او اي استراتيجية سياسية بالمشاركة و لسبب اذ هم لا يطمحون الا للسلطة بالاستئثار و ليس بالديموقراطية.
يصرح احد اعضاء الوفد على صفحته الفيسبوكية و كانه يعلن نصرا ما ” نحن رفضنا الجلوس في قاعة واحدة مع وفد النظام” يا لك من بطل و لكن انسيت المهمة المسندة اليك ؟ الصحف الغربية امتلات سخرية عن رفض وفد المعارضة بالتفاوض حول طاولة واحدة و طبعا كعادة المعارضة تم الضغط عليها و توعيتها و تراجعت عن هذا الكلام الجاهل.
لكن في النهاية هذا العبث في الوقت الضائع غير مهم فجنيف ٢ محطة نعلم مسبقا انها لن تفرز شي مهم و لكن مع هذا نتامل بان تعطي نتائج على صعيد الاغاثة الانسانية و ان يقبل النظام بفك الحصار عن بعض المناطق كحمص او السماح للمنظمات الدولية بالعبور لتوصيل المساعدات الانسانية.
هذا الجانب يجب التركيز عليه و لربما الاهالي بالداخل لا يعنيهم اليوم ماذا سيقول الجربا و لا يثقون لا بالمعارضة و لا يريدون الاسد و لكنهم معنيين بلقمة العيش و البقاء على قيد الحياة.
“الشعب السوري يستحق الحياة” هذا شعار يجب ان نرفعه في كل مكان بعدما اسقطوا الاخوان المعارضة تدريجيا و بعدما باعت المعارضة التي كانت علمانية قرارنا بالرخيص.. وكذلك حينما ارتهنت لهفوات ديبلوماسيين غربيين كثيرا ما يخطئون الحسابات.
بقاء بشار الاسد مرهون ببقاء تلك المعارضة على حالها و ببقاء الخطاب الاسلامي الديني و الاخواني معا وبدوام تناقضاتهم. فبينما يرفض الحضور المجلس الوطني الاخواني اللون نري اغلب اعضاء الوفد الائتلافي من اعضائه و من الاخوان ! و تستمر المهزلة.. مهزلة استحمار السوريين و كذب الاخوان الذين مع مرور الوقت يثبتون اكثر فاكثر طموحهم للسلطة رافضين فكرة فصل الدين عن الدولة احتراما للاخر. و هكذا باستمرارهم بالعند و الانانية و الاقصاء يثبتون الاسد و نظامه في الحكم لمدة اطول. .. كلما ازداد اقصائهم و تحكمهم كلما فقد الثقة بهم المجتمع الدولي بالتالي بنا كسوريين و بعدالة مطالبنا الانسانية …
عندما كنا نسمع جملة يجب ايجاد بديل عن نظام الاسد لكي تتعامل معه دول العالم كانت المعارضة المقادة من الاخوان تظن بان المطلوب هو اخراج حكومات انتقالية و تشكيلات هزلية فما زال السيد الطعمة تائه لم يعترف به احد و ما زال ينكر انتمائه لجماعة الاخوان ..
النظام في الوضع الراهن منتصر دوليا ديبلوماسيا لانه داخل معسكره السياسي و مع حلفائه يلعب دور متوازن و بندية محترم و له كلمة وهذا لانه يملك استراتيجية جادة للبقاء و فريق عمل جاد و اقل رخصا من مافيا المجلس و الائتلاف.. انه من ظلم القدر لسوريا ان يكون صف الثوار بهذه الهزالة و صف الديكتاتور الظالم بهذا التصميم.
باختصار المعارضة بوضعها الحالي مشلولة فلن يقبل كبار متنفذيها التنازل عن ما اصبح بنظرهم بعد ٣ اعوام “مكتسبات بمثابة حقوق ” و هي عبارة عن مال و مناصب و نفوذ .. و لا احد يمكنه ازاحتهم رغم انهم سبب فشل تطوير العمل السياسي للمعارضة لحد الان و ضعفها و رغم انه اثبت عليهم مسؤلية عدم انجاز التطورات اللازمة و رغم انه ثبتت عليهم تهم الفساد بوضوح الا انهم برمتهم يشكلون المعادلة المفروضة دوليا على الثورة السورية قصرا و ظلما، و هم و بشكل كارثي مفروضين على الشعب السوري الذي تماما كما لم يختار الاسد لم يختار تلك الازلام.
بقلم لمى الأتاسي