كوردستريت|| #آراء وقضايا
بقلم حسام عبد الحسين/ العراق
ينهال علينا في الإعلام بين الحين والآخر مايسمى “اقتصاديون” ويسردوا حيثيات مالية مثلالناتج الإجمالي، عجز وفائض وتضخم ورخاءالموازنة العامة، الميزان التجاري، التقشف، الفائدةالعامة والمركبة،… آليات البنك الدولي وصندوقالنقد الدولي.. الخ. وهدف هذه المصطلحات محاولةلتعمية اكبر عدد من المجتمع عما يخفيه الساسةفي إدارة الاقتصاد، وبيان أن علمية الوضعالاقتصادي في هذه العناوين فقط لا غير.
لو دققنا في حياة البشر لوجدنا أن الاقتصاد كلشيء، ولهذا عملت الأنظمة السياسية الحاكمة علىخلق هويات عرقية وقومية وعقائدية وفئوية لتمريرالكيفية الاقتصادية تحت هذه المسميات، وتحتاجدائما إلى رفع شعارات فكرية وسياسية لتبريرتوسعها وهيمنتها السياسية من اجل الاقتصاد،سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، بغضالنظر عن مدى الزيف والخداع والتضليل التيتحملها تلك الشعارات.
ينطوي علم السياسة والاجتماع والنفس والتاريختحت الاقتصاد، والذي يتكون من قسمين لا غير:
القسم الأول: النظام الاقتصادي الرأسمالي الذيينقسم إلى نوعين:
الأول/ يسمى ( رأسمالية الدولة ) ويشمل سورياولبنان والعراق وإيران والصين والاتحادالسوفيتي… يعتمد هذا النوع على أن الطبقةالسياسية الحاكمة تسيطر على موارد البلد وتأخذحصتها الفردية ومن ثم توزع الأموال حسبأمزجتها، وتلونه بقانون لتشريعه. كما غنت سميرةتوفيق: (بيع الجمل يا علي واشتري مهر إلي).
الثاني/ يسمى رأسمالية السوق (الشركات) وهذاواضح مثل أمريكا وأوربا والصين والاعتماد علىنظام الخصخصة. الذي يمثل تهرب الدولة منمسؤوليتها تجاه المواطن. حيث تأخذ الطبقةالحاكمة كل الموارد المالية للبلد بصيغة قانونية،وتأتي بشركات خارجية تأخذ أجور خدمتها مندخل المواطنين. وهنا تكون حصة المواطن صفر منموارد المالية للدولة، في حين دور الدولة قانوناالإشراف على تلك الشركات، ولأجل ربح الطبقةالحاكمة وامتلاكهم لتلك الشركات بشكل غير مباشريكون الإشراف شكليا لا يحقق حماية حقيقيةللمواطن.
إن القسمين أعلاه يزيح فكرة الإنسان ويستبدلهبفكرة الربح، لذا تسحق الطبقات الحاكمة البشرلأجل أرباحها المالية، بواسطة صناعة هوياتسياسية تنعكس على هويات المجتمع، وبالتالي؛تلقائيا يتم تقسيم المجتمع. وصناعة الثراء والفقر.
القسم الثاني: النظام الاقتصادي الاشتراكيوببساطة هو إلغاء العمل المأجور. وهذا نظام حديثمتطور لم يطبق في العالم إلى الآن سوى ٣-٦ سنوات فترة رئاسة فلاديمير لينين في الاتحادالسوفيتي ومن ثم حصل الانقلاب الناعم السري منقبل جوزيف ستالين ومجموعته على مبادئ الثورةالاشتراكية، وعملوا سرا بنظام رأسمالية الدولة انفةالذكر بشعار الاشتراكية، ومن ثم بدأت الكثير منأنظمة الحكم في العالم تستغل أسم (الاشتراكية) لأنها أصبحت عشق الشعوب آنذاك.
إن الغاية من هذا الطرح هو أي نظام حكم يخفيالنظام الاقتصادي الذي يعمل به، لذا نشاهد العالمالسياسي اليوم متعدد الأقطاب، روسيا – الصينوحلفائهم، أمريكا وحلفائها، لكن الحقيقة هم قطباقتصادي واحد تحت خيمة الإجرام وإفقار الشعوبهي (الرأسمالية). لكن الطبقات الحاكمة تخفيهابشعارات، يتوهم بعض البشر بهذا الشعار هوالسبب والمسبب لمعاناتهم.
ومما تقدم نجد أن الجمهوري ترامب والديمقراطيبايدن يتوحد الهيكل الاقتصادي لهما وتختلفالشعارات، والهدف هو الربح من قوت وحياةالشعوب. وينطبق هذا أيضا على ساسة روسياوالصين وحلفائهم رغم خلافهم مع الناتو.