تقرير يسلط الضوء على مخاوف محتملة لدى الإيزيديين من عملية تركية في سنجار

حول العالم 27 مارس 2018 0
تقرير يسلط الضوء على مخاوف محتملة لدى الإيزيديين من عملية تركية في سنجار
+ = -

تقرير يسلط الضوء على مخاوف محتملة لدى الإيزيديين من عملية تركية في سنجار

كوردستربت نيوز : صحافة عالمية

حذر مراقبون من أن التصريحات التركية بشأن القيام بعملية عسكرية في شمال العراق لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني في سنجار، أثارت مخاوف الإيزيديين من تكرار ما حدث عام 2014 لدى سيطرة داعش على المدينة.

وذكر تقرير لموقع “درج” اللبناني، نشر أمس الاثنين (26 آذار 2018)، ان تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أكد فيها عزم بلاده شن عملية عسكرية في بلدة سنجار شمال العراق، زادت من احتمال حدوث هجرة جماعية جديدة في مناطق الإيزيديين خوفا من تكرار مآسي 2014 حينما استباحها داعش وسبا الآلاف من نسائها.

وأضاف أن “مدينة سنجار كانت سببا لخروج الإيزيديين المحتمين بجبل سنجار منذ مئات السنين إلى الأضواء من بوابة الإبادة الجماعية والمأساة، كما انها تختصر واقع معاناة أبناء هذه الطائفة الذين ما زالوا يعانون من صدمة وهول ما فعل بهم داعش من جهة، ومن تداعيات النزوح والتشرد وتعقيدات الاختلافات السياسية والمرجعية من جهة أخرى”.

وأوضح التقرير ان “جذور الصراع على سنجار وتحولها إلى هدف ثمين لتركيا تعود إلى شهر آب من العام 2014، حيث شهد انسحاب قوات البيشمركة الكردية والأجهزة الأمنية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني أمام زحف عناصر داعش باتجاه المدينة، وفور وصول عناصر التنظيم إلى سنجار وضواحيها ارتكبوا جرائم إبادة جماعية بحق الإيزيديين، ما فتح المجال لدخول مقاتلين من حزب العمال الكردستاني PKK إلى أطراف المدينة، والذين فتحوا ممرات آمنة للفارين والناجين من بطش داعش باتجاه الجبل الذي تحول إلى ملاذ للإيزيديين من جديد”.

 وتابع أن هذا التمدد لحزب العمال الكردستاني أثار حفيظة السلطات التركية التي تعتبر PKK وأجنحتها والمقربين منها “إرهابيين” وتصر على استهدافهم بلا هوادة.

وأشار إلى ان قوات البيشمركة، التي تركت سنجار سابقا عادت اليها تحت غطاء جوي من التحالف الدولي وبمشاركة فصائل إيزيدية مسلحة موالية لـ  PKK  في معركة استعادة المدينة في تشرين الثاني عام  2015، لكن خلافاً سريعا طفا على السطح بين المحررين على تقاسم السلطة والنفوذ في هذه المدينة المتنازعة عليها أساسا بين أربيل وبغداد، حيث سيطر الموالون لـ PKK على دوائر رسمية وأبنية عامة، فيما أصر حزب بارزاني على انسحابهم من البلدة، لانتفاء الحاجة إلى دورهم بعد التحرير.

وأضاف التقرير ان “القوات العراقية والحشد الشعبي دخلا على خط الصراع حينما أبعدا سلطة وقوات حزب بارزاني من المدينة بعد الـ 16 من تشرين الأول 2017 إثر تداعيات الاستفتاء الذي تسبب بإضعاف موقف حكومة الإقليم وفقدان عدد من المكتسبات التي حصلت عليها بعد 2003 بينها إدارة  قضاء سنجار، حيث تخضع المدينة في الوقت الحالي لسلطة القوات العراقية أمنياً، لكن حزبي بارزاني وأوجلان يتقاسمان النفوذ بين نسبة كبيرة من أهلها، ورغم رفض السنجاريين حزب بارزاني بعدد كبير من الأصوات في كل الانتخابات التي جرت بعد 2003 عبر الآف من المؤيدين والمعينين من قبل الإدارة السابقة التي كانت تخضع للحزب سياسياً، يدين الكثير من إيزيدييها بالإمتنان والولاء لغريم حزب بارزاني المتمثل بحزب العمال”.

وأكد تقرير الموقع اللبناني، انه وبعد تهديدات أردوغان وامهال الحكومة المحلية في نينوى مقاتلي الـ PKK عشرة أيام للخروج من سنجار، أعلن حزب العمال بمختلف مسمياته الإنسحاب منها في محاولة من الحزب لقطع الطريق أمام تكرار ما حدث لعفرين السورية، ومن أجل الحيلولة دون توغل تركي قد يمنع خطوط تواصل الحزب بين معقله في جبال قنديل العراقية ومناطق سيطرة اجنحته في سوريا، لكن أردوغان عاد وكرر تهديداته بشن العملية بعد مرور يومين على إعلان الانسحاب ما فتح الباب أمام تفسيرات وتكهنات للإلحاح التركي على العملية تمحورت حول النوايا التوسعية لتركيا المنبثقة من الإرث العثماني، وبين رغبة أنقرة الملحة على إيجاد تماس بري مع مدينة تلعفر ذات الاغلبية التركمانية شمال غرب الموصل.

الجدير بالذكر ان ناشطين إيزيديين ونوابا وسياسيين من أبناء الطائفة يتأهبون منذ أيام لما يعتبرونه “عاصفة تركية محتملة” ضد سنجار تجنباً لوقوع الفأس في رأس الإيزيدية مجدداً، حيث أوضح التقرير “أن الرأس لا يحتمل فجاً جديداً بعد ما حصل له من القتل والسبي والتشرد والهجرة والدمار الكبير الذي لحق بالقرى والمناطق الإيزيدية، وسط صمت للحكومة المركزية في بغداد شببه بعض بصمت أهل القبور، وتشتت الخطاب الإيزيدي بين نقاط القوى المسيطرة والمعنية بالمدينة في ظل توسيع رقعة صراعات الزعامة بين أمير الإيزيدية النافذ مير تحسين وابناء عمومة له يرفضون الاعتراف بسلطته، وخلافات على الهوية تتمثل في رؤية إيزيدية تتبنى خطاباً كردياً، وأطراف أخرى ترى في الطائفة ديناً مستقلاً وقومية قائمة بذاتها”

آخر التحديثات