كوردستريت|| #المراة والمجتمع
بعد الزواج، تتغير حياتك بشكل جذري حيث تصبح لديك مسؤوليات وأولويات جديدة. تتضمن التغييرات البيانية في البطاقة الشخصية وإعادة ترتيب الاهتمامات والتزاماتك، بالإضافة إلى تأثيرات على علاقاتك الاجتماعية. على سبيل المثال، قد تخسر بعض الصداقات بسبب انشغالك بشريك حياتك، مما يعكس المقولة العربية المعروفة “من لقي أحبابه، نسي أصحابه”.
الزواج الجشع هو مصطلح يشير إلى الحالة التي يقضي فيها الزوجان معظم وقتهما مع بعضهما البعض، دون أن يبقوا وقتًا كافيًا لعلاقاتهم الاجتماعية الأخرى. دراسات أظهرت أن المتزوجين يميلون للانسحاب من الأصدقاء والعائلة والأنشطة الاجتماعية بسبب تركيزهم على شريكهم الحياة ومسؤولياتهم الأسرية، مما يؤثر على علاقاتهم الخارجية.
التغيرات العميقة التي يشهدها الفرد بعد الزواج تشمل تحول الأولويات والتركيز نحو العائلة، مما يؤدي إلى انخفاض الوقت المتاح للأصدقاء والأنشطة الاجتماعية. هذا يعكس اختلافًا في الرغبات والأهداف بين الأفراد الأعزبين الذين يمكنهم التفاعل بشكل أكبر مع محيطهم الاجتماعي والمتزوجين الذين يجدون أنفسهم أكثر مرتبطين بشريكهم وأسرهم.
ضيق الوقت ونقص الجهد المتاح يسهمان أيضًا في تقليل التفاعل الاجتماعي للمتزوجين، حيث تأخذ متطلبات الحياة الأسرية الأولوية في استخدام الوقت والطاقة.
بعد الزواج، يزيد الارتباط بالوظيفة، الأولاد، والالتزامات الأسرية الجديدة من حاجة الأفراد لقضاء وقت مع شريك الحياة. هذا يعني أنهم قد لا يجدون الوقت أو الطاقة الكافية لقضاءه مع الأصدقاء كما كانوا يفعلون قبل الزواج، ما يؤدي إلى تقليص التواصل الاجتماعي معهم.
في نفس الوقت، قد يبدأ الزوجان في إقامة علاقات جديدة مشتركة مع أصدقاء جدد يمكنهم قضاء الوقت معهم بشكل جماعي. هذا التغيير يمكن أن يقلل من التواصل مع أصدقاءهم القدامى، خاصة أولئك الذين لم يتزوجوا بعد ويمكنهم الاستمرار في تكوين علاقاتهم القديمة بدرجة أكبر.
بشكل عام، تتغير ديناميكيات العلاقات الاجتماعية للأفراد بعد الزواج بسبب الالتزامات الجديدة وتوزيع الوقت، مما يؤدي إلى تقليص بعض العلاقات وتعزيز البعض الآخر بناءً على الظروف الجديدة التي يجدون أنفسهم فيها.
للتوفيق بين العلاقة الزوجية والصداقات بعد الزواج، هنا بعض النصائح المهمة:
1. الاستعداد للتغيير:
يجب أن تكون مستعدًا لأن تتغير ديناميكيات الصداقات بعد الزواج. قد يتأقلم بعض الأصدقاء معك ويزدادون تقاربًا، بينما قد يختلف الأمر مع البعض الآخر الذين قد لا يكونون مستعدين لتكييف أنفسهم مع الأوضاع الجديدة.
2. بذل المزيد من الجهد:
للحفاظ على الصداقات، ستحتاج إلى بذل جهد إضافي بعد الزواج. قد تحتاج إلى جدولة الوقت للقاءات منتظمة مع أصدقائك والاستمرار في الاتصال بهم بطرق مختلفة.
3. الاهتمام المتوازن:
رغم أنك تقضي معظم وقتك مع شريك حياتك، يجب عليك أن تخصص وقتًا واهتمامًا لأصدقائك المقربين. هذا يمكن أن يشمل جدولة لقاءات شهرية أو التواصل المنتظم عبر الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي.
4. “التفاهم والتواصل:
تكون المحادثات الصريحة والواضحة مع شريك حياتك أساسية للتفاهم المشترك حول حاجياتك الاجتماعية والشخصية. يمكنكما معًا تحديد الأولويات والتوقيتات التي تسمح لكما بالاستمرار في الاستفادة من الصداقات وتعزيز العلاقة الزوجية في الوقت نفسه.
5. “احترام الحاجات الشخصية:”
لا تنسى أن لديك احتياجاتك الشخصية التي يجب عليك الاهتمام بها أيضًا. يمكنك إدارة وقتك بذكاء لتلبية احتياجاتك الخاصة والتواصل مع أصدقائك بدون أن يتأثر ذلك سلبًا على العلاقة الزوجية.
بالتوازن والتفاهم الصحيح، يمكنك الحفاظ على العلاقات الاجتماعية القوية بينما تعمق علاقتك الزوجية وتلبي التحديات الجديدة التي تأتي مع الحياة الزوجية والأسرية.