عماد الدين شيخ حسن …محامي
.
لو كان قدر الشناوي كامل أحمقاً في خطاه و سحقت هامته خطى ذاك القدر في غناء العندليب ، فالقدر بريء تجاه الكورد براءة الذئب من دم يوسف إلى يوم الدين .
فدعوا القدر و شأنه و ابحثوا عن الجاني و الجناة و المذنب و المذنبين في أسباب بلواكم بين قادتكم و الأوصياء عليكم و مستلمي زمام أمركم و نهيكم .
بل ابحثوا العيب و العذر و القبح فيكم يا من ولّيتم أمركم لمن لا يُولّى بل يُولّى عليه في مصحُ أو عصفورية .
.
عندما يتسلّم زمام أعدل قضاياك أحمقٌ و معتوه ، فترحّم عليها و أعلم بأنك خاسرها لا محالة ، فما بال قضيّة غارقةٍ و غاطسة في وحلٍ من الجهل و الجهلاء و المعتوهين . فلا تكاد عبر التاريخ تنفكّ من براثن وكيل جاهل حتى يتسلّمها آخر مثله بل و أجهل .
إنها الحقيقة معذرةً ….
و للعلم ….لسنا بصدد الخونة و الخيانة و النفاق و المنافقين و أمثالهم ، بل سنفترض جدلاً بأنّ الكلّ شرفاء و أوفياء و وطنيّون و أصحاب ذمّة و ضمير و سنكتفي بالتركيز على الحمق و الغباء فقط .
حسناً ….لا تروق لكم العموميات و الغمز و اللمز و الخلّبيات، كما لا تروق لنا نحن أيضاً ، لذلك لا بدّ من إقران الحكم بالبراهين و الأدلّة كما الأحكام القضائية .
لن نغوص في التاريخ و أمثلته في ذلك ، فلربما نختلف على حقائقه ، بل سنكتفي بحزبٍ حاليّ هو الأشمل مثالاً حيّاً و حاضراً .
.
حزبٌ هو شئنا أم أبينا فرض نفسه حامل هم و غم الراية و القضيّة و يدّعي تمثيلنا جميعاً و بأنّ قائده هو قائد للشعب الكردي و إلهه .
فهلّا تأملنا قليلاً و ليس عميقاً فيما جلبه لنا و علينا .
• –الممثّل الأبرز و الأوحد للكورد في قائمة الإرهاب العالمية ، لماذا يا ترى ؟
فكوبا و فيتنام و مناضلوها ترفع لهم القبعات على ذلك .
فالإجماع الكبير على ذلك مدعوماً بالرأي العام لا يمنحنا صكّ البراءة .
فما اللغز و السرّ إذاً ……؟
اللغز و السر أو بعضاً منه هو أننا :
.
الغباء كل الغباء و الحمق كل الحمق هو أن تولُي قضيّتك و مصيرك شخصاً أو أشخاصاً ليسوا مختصّون فحسب ، بل لا يفقهون في الشيء شيئا ، و تجعل منهم ناطقين رسميين بأسم الشعب في الإعلام و المفاوضات و الحوارات و الاتفاقيات و المحافل . دون أن تدرك بأنهم وبال على القضية و يبعدونك عن مرادك سنواتٍ ضوئية و يضفون عليك وصف المجرم بدل الضحية .
بالله عليكم أصدقونا القول ….
هل نوري محمود مثالاً عن الكثيرين مثله من الناطقين و غيرهم من قادة الأحزاب و قيادييها يليقون بنا تمثيلاً و نطقاً في الصحف و القنوات و الاذاعات و الساحات و الأروقة و القاعات .
أو ليسوا عاراً علينا و على إنطباع الغير و أفكارهم إزاءنا كشعب و إزاء مستوانا الفكري و الثقافي ، ( اذا كان وجه السحارة و افهمهم هيك …فكيف عامة الشعب ).
و ننوه بأن معظم من يمثلوننا لا يستحقون منّا التقدير و الإحترام سوى لأنهم كائنات بشرية لا غير .
.
و في النهاية لا يسعنا إلا القول بأنّ ما دفعنا لموضوعنا هذا إلا لأننا قرونا و نحن نزداد تخلفاً و بؤساً و معاناةًبفضل من ذكرتهم ، و ما زلنا نفسح المجال أكثر فأكثر لهم في كلّ أرجاء تمثيلنا و مصيرنا .
لذلك أبشروا بهلاكٍ لا مفرُ منه .
و دمتم إلى حينه .
.
ألمانيا ٤/١/٢٠١٩