اجتمعت هيئة الرئاسة للتحالف الوطني الكردي في سوريا(HEVBENDÎ) في مدينة قامشلي بتاريخ الجمعة 16/09/2016، وبدأت الاجتماعَ بالوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح شهداء الحرية، ثم أقرّتْ جدول عملها، وتدارست الأوضاع التالية:
.
1- في الوضع السياسي:
.
في البداية، تناولَ الاجتماعُ قضيةَ اجتياحِ القوات البرية التركية للأراضي السورية بتاريخ 24/08/2016م عبر بوابة جرابلس الحدودية والذي يُعَدُّ انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضوٍ في هيئة الأمم المتحدة وتدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري، ويزيد من تعميق الأزمة السورية وتعقيدها. لقد جاء القرارُ التركي بالاجتياح بعدَ الانتصارات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في المنطقة الشمالية وتحريرها مدينة منبج بغطاءٍ جوي من التحالف الدولي وإلْحاقِ هزيمةٍ نكراءَ بتنظيم داعش الإرهابي وأخواتها، حيث تهدفُ تركيا منه العملَ على وقف المشروع الكردي الذي يرمي إلى تحرير الجيوبِ الفاصلة بين المناطق الكردية وتطهيرها من الفصائل المسلحة الإرهابية وربْطِها معاً بغيةَ كسر الحصار الذي تتعرض إليه تلك المناطق، كما تهدفُ إلى عرقلة المساعي الكردية الرامية إلى بناء دولة ديمقراطية برلمانية فيدرالية تعددية في سوريا موحدة بالتعاون والتنسيق مع القوى الوطنية السورية الأخرى، تتمتّعُ فيها كلُّ المكونات الإثنية والدينية والمذهبية بحقوقها المتساوية، تنتفي فيها المظالمُ والتمييز والاستعلاء القومي، وهذا ما لا تروقُ للدولة التركية التي أعلنتْ صراحةً أكثر من مرة، وعلى لسان رئيسها، بأنها لن تقبل بأية حقوق كردية في الشمال السوري.
.
وفي الشأن ذاته، فقدْ عبَّرَ الاجتماعُ عن إدانته لتصرفات الحكومة التركية الاستفزازية وتحرُّشِ جيشِها على طول الحدود مع المناطق الكردية من عين ديوار إلى عفرين مروراً بكوباني بقوات حماية الشعب وحماية المرأةYPG, YPJ بحثاً عن ذرائعَ لتبرير تدخلها العسكري لتحقيق غاياتها آنفة الذكر.
.
في موضوعٍ آخرَ، توقفَ الاجتماعُ مطولاً على وثيقة”الإطار التنفيذي للحل السياسي في سوريا” التي قدمتْها الهيئة العليا للمفاوضات إلى مؤتمر لندن الذي عُقِدَ بتاريخ07/09/2016م، وعبّرَ عن استيائه ورفضه لما وردتْ فيها من مغالطاتٍ سياسية عديدة لعلّ من أبرزها التجاهل المتعمد لحقوق الشعب الكردي وحل قضيته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية في إطار سوريا ديمقراطية فيدرالية موحدة تُضمنُ حقوقَ كل القوميات وتحترم جميع الأديان والمذاهب وتعطيها حق قدرها، وكذلك غضِّ النظر عن حقوق الشعب السرياني الآشوري الذي تعرض بدوره للتهميش والمظالم على يد نظام الاستبداد. وأعادت الوثيقة العزفَ الممجوجَ على وتر القومية العربية والدين الإسلامي بدوافع عنصرية لا تنسجم مع العصر ولا تتوافق مع أهداف ومآلات الشعب السوري المُطالِبِ ببناء دولة ديمقراطية حديثة لكل أبنائها دون تمييز، وضحّى من أجلها بدماء أبنائه.
.
من جهة أخرى، فقد عمّق أصحاب الوثيقة من حالة التشكيك والريبة وزعزعة الثقة بين المكونات الوطنية عندما قالوا في وثيقتهم:” سوريا دولة ذات سيادة، ولا يجوز اقتطاع أي جزءٍ من أراضيها..” في إشارة واضحة إلى اتهام ملفّقٍ للكرد بالانفصال، سعياً منهم لتحجيم الحقوق الكردية وتلخيصها بقضية حقوق مواطنة وحقوق ثقافية، عدا عن تشدق الائتلاف السوري بوحدانية تمثيله للمعارضة السورية ورفضه مبدأ الطاولة المستديرة للحوار التي يفترض بها أنْ تضمّ كافة أطياف المعارضة الوطنية في الداخل والخارج السوري دون إقصاء أي طرف للتوصل إلى حلٍّ راسخٍ، منصفٍ وعقلاني لهذه الأزمة-المأساة التي باتت المصالح الدولية والإقليمية تتحكّمُ بمفاصلها بعيداً عن إرادة الشعب السوري ومصالحه. وفي هذا الشأن جدّدَ التحالف موقفه الثابت من حل القضية السورية عبر حل سياسي يبدأ بالحوار الجاد والمسؤول بين أطراف المعارضة ووفد النظام تحت مظلة دولية يفضي إلى إنهاء النزاع ووقف العنف والبدء ببناء الوطن الجريح من جديد.
.
أما بخصوص الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخراً بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لوقف الأعمال القتالية بين الأطراف المسلحة التي تستثني قوى الإرهاب المتفق عليها مع فتح ممراتٍ آمنة لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، فقد قيَّمَها الاجتماع إيجابياً لعلّ وعسى أن تُفضي إلى وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار وبداية مرحلة جديدة من التوافقات الدولية لإنهاء فصولِ هذه التراجيديا المأساوية.
.
2 – في الوضع الكردي:
.
توقف الاجتماع على الوضع السياسي الكردي وناقش تفاصيله وحيثياته، فانتقد حالة الجمود والركود التي تخيّم على الأجواء السياسية الكردية وحالة الاحتقان والانشغال بصراعاتٍ هامشية تتسببُ في تعميق الشرخ بين الحركة الوطنية الكردية وجماهيرها التواقة إلى رؤية تكاتف وتعاضد كل الأحزاب والأطر الكردية ووقوفها في خندق واحد بمواجهة قوى الإرهاب ورُعاته، التي تستهدفُ الوجودَ والحقَّ الكردييْن.
.
وفي هذا الصدد، فقد عبَّرَ الاجتماعُ عن أسفه من العلاقة غير الطبيعيةالتي وصلتْ إلى حدود غير مقبولة وطنياً بين الأطراف المتصارعة على السلطة والنفوذ، والمتناسية مهمتَها الرئيسية التي وُجِدتْ هذه الأحزاب من أجلها، وهي توجيه الطاقات الكردية صوبَ مضطهدي شعبنا وناكري حقوقه ووجوده، حيث ينبغي على الجميع وقفة مسؤولة لمراجعة الذات وتقييم السياسات الخاطئة لتصحيحها، وتعزيز المواقف الصائبة وتكريسها، مؤكداً على أن الواجبَ الوطني يفرضُ علينا البدءَ بترتيب البيت الكردي دون تأخير، وتشكيل مرجعية سياسية تكون مصدراً للقرارات والشرعية السياسية.
.
2 – في الوضع التنظيمي:
.
قيّمَ الاجتماعُ أداءَ عمل هيئة الرئاسة والمكاتب المتخصصة خلال فترة ما بين الاجتماعين، وثمّنَ النشاطاتِ الإيجابيةَ التي قامت بها المكاتب ودعا إلى تعزيزها بنشاطاتٍ إضافية، والتوقف عند السلبيات وتشخيصها بغية عدم تكرارها مستقبلاً، واتخذتْ قراراتٌ تنظيمية وتوصياتٌ محددة لرفع سوية عمل التحالف.
.
قامشلي في 16/09/2016
هيئة الرئاسة
للتحالف الوطني الكردي في سوريا(HEVBENDÎ)