تتعدّى التصعيد القائم في غزّة ما يحدث على الأرض، وتدور رحاها كذلك في العالم الافتراضيّ، خاصّة بعد أن تكثّفت الهجمات الإلكترونيّة، بحسب خبراء في هذا المجال.
ويوضّح فرنسوا ديروتي مدير المعلومات في شركة الأمن السيبرانيّ “سيكويا”، أنّه “على غرار ما حصل في النزاع الروسيّ الأوكرانيّ، زاد عدد الهجمات الإلكترونيّة. لكن لا يمكننا الحديث عن حرب سيبرانيّة بل عن هجمات تهدف خصوصًا إلى حجب الخدمة” من خلال تعمّد حصول حركة كثيفة تجعل الموقع الإلكترونيّ غير متاح لبضع ساعات.
ومن التقنيّات الأخرى الّتي يتبعها القراصنة، استبدال صفحة الاستقبال بشاشة سوداء أو برسالة دعائيّة، واستهدفت مواقع للحكومة أو لوسائل إعلام إسرائيليّة فضلًا عن مجموعات طاقة أو دفاع بهذا النوع من الهجمات.
وطالت الهجمات تطبيق “ريد أليرت” الّذي ينبّه الإسرائيليّين من هجوم وشيك، ويقول خبير في شركة كبيرة للأمن السيبرانيّ “مجموعات القراصنة هذه الّتي كانت تحشد صفوفها في إطار الحرب الأوكرانيّة، تتّجه الآن إلى النزاع الدائر منذ أسبوع بهدف إيجاد ضحايا، بما في ذلك في صفوف الشركات الغربيّة. لكنّ هذه العمليّات محصورة في مجال عمليّات التواصل ولا تشكّل حربًا إلكترونيّة”.
ويؤكّد محمّد بومدين رئيس شركة “زيويت” للأمن السيبرانيّ “الهجمات على مواقع الإنترنت الإسرائيليّة المحميّة جدًّا، هي بصورة عامّة من نوع حجب الخدمة”. ويرى “أنّ هجمات كبيرة قد تحصل خلال نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل لأنّ آلاف الهجمات تجري حاليًّا” من نوع اختبار مجموعات من كلمات السرّ ما يسمح خصوصًا بحجب الخدمة على المواقع الإلكترونيّة.
ويضيف فرنسوا ديروتي من شركة سيكويا أنّ “بين المهاجمين مجموعات أجنبيّة، قراصنة روس مؤيّدون للفلسطينيّين وقراصنة هنود مؤيّدون لإسرائيل”، وتعرّضت مواقع إلكترونيّة إسرائيليّة لهجوم من مجموعة “أنونيموس سودان” الناطقة بالروسيّة والداعمة للفلسطينيّين فضلًا عن مجموعة “كيلنت” الروسيّة، ومن جهة أخرى، تدعم مجموعات إيرانيّة هجمات ضدّ إسرائيل على ما يؤكّد المصدر نفسه.
وأعلنت “أنونيموس سودان” مسؤوليّتها عن هجوم على النسخة الإلكترونيّة لصحيفة “جيروزاليم بوست” الّتي شلّت لساعات عدّة، وقالت مجموعة “كيلنت” إنّها تنوي استهداف مواقع إلكترونيّة حكوميّة إسرائيليّة.
ويؤكّد ديروتي “لم نر هجمات لإزالة معلومات كما حصل في أوكرانيا، مع أنّ إيران قد توفّر مثل هذه الأدوات. لكنّ مستوى الدفاع السيبرانيّ في إسرائيل عال جدًّا وأفضل من مستواه في أوكرانيا”.
في المقابل هاجمت مجموعات هنديّة مواقع إلكترونيّة فلسطينيّة، ويرى الخبير في سيكويا أنّ ذلك ناجم عن العلاقات الدبلوماسيّة بين الهند وإسرائيل، فضلًا عن العلاقة بين مجموعات هنديّة وشركات ناشئة إسرائيليّة تشكّل مزوّدًا لها.
ويشير مدير “زيويت” إلى أنّ الهجمات ضدّ المواقع الإلكترونيّة الفلسطينيّة كانت أقلّ عددًا، لكن أكثر خطورة أحيانًا، ويذكر هجومًا إلكترونيًّا شنّته المجموعة الهنديّة “إنديان سايبر فورس” على “ألفا نت” مزوّد الإنترنت في قطاع غزّة.
وفي تقرير صدر مطلع تشرين الأوّل/أكتوبر أفادت شركة “مايكروسوفت” أنّها سجّلت مطلع 2023 موجة كبيرة من الهجمات شنّتها مجموعة “ستورم-1133″، واستهدفت هذه الهجمات منظّمات إسرائيليّة في قطاعات الدفاع والطاقة والاتّصالات.