كوردستريت|| وكالات
قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن “لا بديل” لإقرار الكونغرس المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا، وذلك بعدما هدّد مشرّعون جمهوريون بعرقلة إقرار الحزمة الجديدة.
وردا على سؤال طرحه مراسل حول ما إذا سيصادق الكونغرس على حزمة المساعدات، قال بايدن لدى لقائه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض “أعوّل على حكمة الكونغرس الأميركي. لا بديل لذلك”.
وأعلن بايدن أن أولى دبابات “أبرامز ام 1” الأميركية ستصل أوكرانيا في “الأسبوع المقبل” لتعزيز قدرات كييف في التصدي للقوات الروسية في هجوم مضاد يسير ببطء.
وقال بايدن في البيت الأبيض وإلى جانبه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “في الأسبوع المقبل تصل أولى دبابات أبرامز الأميركية إلى أوكرانيا”.
والزيارة هي الثانية للرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة منذ بدء روسيا غزو بلاده في شباط/فبراير 2022.
وقال بايدن إنه “وافق على الشريحة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا” والتي قدّرها البنتاغون بـ325 مليون دولار.
وتشمل شريحة المساعدات صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية.
لكن الحزمة لا تشمل صواريخ “أتاكمس” الأميركية البعيدة المدى التي طالبت بها كييف مرارا.
تشمل الحزمة طلقات مدفعية عيار 155 ملم تحوي ذخائر عنقودية كانت واشنطن قد وافقت للمرة الأولى على تزويد أوكرانيا بها في تموز/يوليو، رغم مخاوف من مخاطر تتهدد المدنيين على المدى الطويل جراء القنابل غير المنفجرة.
وتقول الولايات المتحدة إنها تلقّت ضمانات من كييف بأنها ستخفّض إلى أقصى حد المخاطر التي تشكّلها هذه الأسلحة على المدنيين، بما في ذلك عدم استخدامها في مناطق مأهولة.
وكانت واشنطن تعهّدت تسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام في إطار تعهّد بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار.
وستكون الدبابات مزوّدة طلقات من اليورانيوم المنضّب خارقة للدروع عيار 120 ملم.
وهذه الذخيرة مثيرة للجدل لوجود رابط بينها وبين مشكلات صحية على غرار السرطان والاضطرابات الخلقية في مناطق استخدمت فيها في نزاعات سابقة، علما بأنه لم يثبت بشكل حاسم أنها السبب فيها.
وشكّل قرار تزويد أوكرانيا دبابات أبرامز تحوّلا في الموقف الأميركي، إذ كان مسؤولون عسكريون أميركيون قد أشاروا مرارا إلى أنها سلاح معقّد لا يناسب القوات الأوكرانية.
ومن جهته شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يزور واشنطن الخميس على وجوب “البقاء موحّدين” في مواجهة روسيا، ساعيا إلى إقناع الأميركيين بمواصلة دعمهم الكبير لبلاده وسط محاولة أعضاء يمينيين في الكونغرس قطع المساعدات عن كييف.
واستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل، نظيره الأوكراني وزوجته أولينا.
وانتقل الرئيسان إلى المكتب البيضوي حيث أكد بايدن لزيلينسكي “حرصه على وقوف العالم إلى جانب” أوكرانيا.
ولفت زيلينسكي خلال اللقاء إلى أنه “بدأ يومه في الكونغرس الأميركي لشكر البرلمانيين والشعب الأميركي على دعمهم الكبير والهائل”.
ومما لا شك فيه أن محطة البيت الأبيض هي التي لقي فيها زيلينسكي الترحيب الأكبر خلال النهار على الرغم من عدم تمكّنه من إقناع الأميركيين بتزويده صواريخ بعيدة المدى يلح في المطالبة بها.
وكان زيلينسكي قد زار الكونغرس محذرا جمهورييه المتردّدين في إقرار حزمة جديدة من المساعدات الكبرى لأوكرانيا، من أن بلاده تواجه خطر خسارة الحرب أمام روسيا في حال توقّف تدفّق الدعم.
وكتب على منصة اكس “شددت على أن انتصار أوكرانيا يضمن ألا تزعزع روسيا ولا أي ديكتاتورية أخرى استقرار العالم الحر”.
وأضاف “للانتصار يجب أن نبقى موحدين”، في وقت يدرس الكونغرس حزمة جديدة محتملة من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.
تختلف هذه الزيارة، وهي الثانية للرئيس الأوكراني الى العاصمة الأميركية منذ بدء الهجوم على بلاده في شباط/فبراير 2022، عن سابقتها في 21 كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته.
مذاك، تراجعت الضغوط للإسراع في نجدة أوكرانيا، إذ إن الحرب تدور منذ أكثر من عام ونصف عام والدعم العسكري وصلها من دول غربية عدة. وطال التغيير أيضا السياسة الأميركية الداخلية، إذ بات الخصوم الجمهوريون لبايدن يمسكون بالغالبية في مجلس النواب.
وأكد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي الثلاثاء أن لديه “أسئلة أريد طرحها عليه (زيلينسكي). أين هي المحاسبة على الأموال التي أنفقناها؟”.
لكن خطاب الرئيس الأوكراني أمام غرفتي الكونغرس قوبل مرتين بالتصفيق الحار والوقوف تقديرا، حسبما أكد على منصة “إكس” السناتور الديموقراطي كريس مورفي.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول “سألناه عمّا يحتاج إليه وعن خطّته لتحقيق الانتصار”، مبديا تفاؤله بالمصادقة على حزمة جديدة من المساعدات بقيمة 24 مليار دولار.
– لا صواريخ بعيدة المدى –
وأعلن البيت الأبيض الخميس أن الولايات المتحدة ستزوّد أوكرانيا قدرات “كبيرة” للدفاع الجوي.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان في مؤتمر صحافي إن بايدن “قرر أنه لن يزود (كييف) صواريخ أتاكمس، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال مستقبلا”.
ورغم أن بايدن شكّل قوة الدفع للدعم الغربي لأوكرانيا، إلا أن الرئيس الأميركي أقر بأن احتمال تباطؤ هذا الدعم يشكّل واحدا من مرتكزات الاستراتيجية الروسية، خصوصا أن النزاع سيتمّ في غضون أشهر عامه الثاني، مع اقتراب فصل الشتاء وتأثيره في سير العمليات العسكرية ميدانيا.
وليل الأربعاء، استهدف هجوم روسي “واسع النطاق” مدنا أوكرانية عدة، مخلفا ثلاثة قتلى في خيرسون (جنوب) وسبعة جرحى في العاصمة كييف.
وقال بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع “روسيا تعتقد أن العالم سوف يكل وأنه سيُسمح لها بالاعتداء على أوكرانيا بلا عواقب”.
وأكد “إذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا، فهل استقلال الدول سيكون مضمونا؟ الجواب هو لا”.
وفي مؤشر إضافي إلى التعقيدات في موضوع المساعدة، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا الخميس أن تصريحات رئيس وزرائه في شأن توقف وارسو عن تسليح أوكرانيا قد أسيء فهمها، وذلك في خضم خلاف بين البلدين.
وأبدت بولندا “استعدادها للتباحث” مع كييف في الحظر الذي تفرضه وارسو على واردات الحبوب الأوكرانية، وهو ملف خلافي بين البلدين.
(أ ف ب)