النشاط الإعلامي لداعش كان يهدف لابتزاز من هم تحت سيطرته
كوردستريت نيوز – وكالات
نشر موقع “وور أون ذا روكس” تقريرا يلخص فيه نتائج دراسة أجريت حول النشاط الإعلامي لتنظيم داعش قبل أن يضعف تواصله ويخفت، بعد الهزائم المريرة التي لحقت به، فيما أشار إلى أن التنظيم كان يسعى لابتزاز من هم تحت سيطرته من خلال ماكينته الدعائية.
وذكر الموقع ملخصا لنتائج دراسة أجراها الباحث البارز لدى المركز الدولي لدراسات عن التطرف شارلي وينتر، والباحث الرفيع لدى برنامج عن التطرف في جامعة جورج واشنطن هارورو إنغرام، التي أظهرت كيف واصل داعش، إثر انهياره في الأشهر الثلاثة الأخيرة لعام 2017، نشر دعايته، وتبنيه تكتيكات جديدة أكثر مرونة.
وبرأي الباحثين، فإن “من الخطورة التركيز على النشاط الإلكتروني للتنظيم على حساب معرفة وفهم ما يقوم به داعش بعيداً عن الإنترنت، ما يهدد بعرقلة مساعي محاربة الإرهاب لسنوات قادمة”.
وبحسب وينتر وإنغرام، فإن بعد تراجع حجم إصدارات داعش الإلكترونية بأكثر من 50% خلال الأشهر الأخيرة للعام الماضي، عاد في بداية عام 2018، ليكثف إنتاجه ولينشط من جديد.
وحول أسباب تراجع نشاط داعش الإلكتروني في الخريف الماضي، يقول الباحثان إن التقدم الاستراتيجي في مدن سورية، وبخاصة في مدن دير الزور والميادين والرقة، عاصمة داعش سابقاً، لم يدع للتنظيم شيئاً ليعرضه.
ويضاف إليه احتمال اضطرار داعش لنقل موقعه الإعلامي المركزي إلى مكان آخر.
وحول ما تبقى من آليه داعش الافتراضية، يشير كاتبا المقال لكون الضرر الذي لحق بوسائل إعلام داعش كان كبيراً، لكنه لم يكن مدمراً بما يكفي. ويعد ذلك اختباراً لحقيقة أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة وشركائها اقترب، أكثر من أي وقت مضى، من هدفه في إسكات داعش، وهو إنجاز يحسب له.
كما ثبت من خلال عدة دراسات، أن هزائم داعش في الميدان كان لها أثر مماثل على نشاطه الإعلامي، وحيث ارتبط النفوذ الإقليمي بالقدرة على التواصل.
ولكن، بحسب الكاتبين، دلت تقلبات في حجم منشورات داعش عبر الإنترنت، على انتهازية استراتيجية لطالما اتسم بها التنظيم.
وعلى سبيل المثال، غالباً ما كانت فترات الهدوء الدعائي تتبعها فورات، مما يشير إلى أن التنظيم كان يخطط لإعادة ترتيب أوراق، وعلاوة عليه، ما زال النقاش جارياً حول قضية هامة تتعلق بما إذا كان تراجع قدرات داعش في مجال الدعاية على الإنترنت متلازمة مع دعايته خارج نطاق الشبكة العنكبوتية.
ويرى الكاتبان أنه من الخطأ الافتراض بأن النشاط الإلكتروني يصور ما يجري على الأرض، والعكس صحيح، فإنه لا يمكن لأي عدد من محللي البيانات أن يقدموا صورة دقيقة عن الجانب الآخر من المعادلة، أي ما يجري خارج نطاق الإنترنت.
وفي ذلك المجال، يحتفي نشطاء إعلام داعش على الأرض بـ”الساعين إلى الشهادة”، وينشرون أفلاماً قصيرة ومنشورات لترهيب وابتزاز من لا يزالون تحت رحمته، فضلاً عن بناء وتقوية شبكات محلية يعتمد عليها لاحقاً