كوردستريت ـ حسن كله خيري
.
يعتبر سجن صيدنايا من أسوأ سجون النظام السوري وأفظعها قسوة في التعامل مع المعتقلين ومع إنه في الأساس كان سجناً عسكريا لكنه حجمه الكبير جعله يستقبل المئات من المدنيين السياسيين وأما التعذيب اليومي وحتى قتل المعتقلين كان طبيعيا حسب التقارير الحقوقية وربما هذا ما جعله يسمى بالمسلخ البشري،
.
“شبال إبراهيم” ناشط سياسي وعضو في “حركة سوز” كان أحد المعتقلين في سجن صيدنايا وفي مقابلة لشبكة كوردستريت تحدث عما كان يجري خلف جدران صيدنايا المنيعة وحيث كان أحد الشهود في تقرير منظمة العفو الدولية حول انتهاكان النظام السوري فقال:
.
“بأنه كان أحد الشهود في هذا التقرير وساهم فيه أكثر من سنة والمنظمة حاولوت التواصل مع المعتقلين عددهم أكثر من عشرة وهو واحدا منهم، وأشار أن هذا التقرير مميز ومهني وأضاف إن المنظمة حاولت توثيق الإعدامات التي حصلت وعددها 1300 حالة أعدام موثقة بالأسماء لكنه أشار على اعتبار أن منظمة “العفو الدولية” لها مكانها الخاص وأكثر نشاطا من منظمات الإنسانية الموجودة في العالم لذلك حسب وصفه فهم حاولوا توثيق أسماء أشخاص الذين تم إعدامهم بشكل أساسي على حد تعبيره.
.
تسمية “المسلخ البشري” أكثر مناسبة لسجن صيدنايا
.
وقال “شبال ابراهيم” إن التقرير الذي نعت سجن صيدنايا بـ “المسلخ البشري” هذه التسمية أكثر تناسبا مع ما يحدث في صيدنايا من تعامل السياسي والمدني باعتبار أن سجن صيدنايا من أكثر سجون في العالم يتم فيها انتهاك الحرمات وخرق قوانين الخاصة بالسجون من ناحية احترام المعتقلين كونهم محميون بقوانين دولية؛ ووصف إن النظام السوري كان يتعامل بشراسة وعداوة كبيرة مع المعتقلين لأن سجن صيدنايا كان تحصيل حاصل بين الفروع الأمنية حيث يتم تحويل المعتقل حسب وضعه من ناحية نوعية الجرم بالنسبة لنظام وحسب رؤيتهم للمعتقلين، وقال بأنه كان أحد المعتقلين الذين تم نقلهم من فرع مخابرات الجوية بتاريخ 2/2/2012 إلى صيدنايا وحتى تاريخ 29/5/2013 أي حوالي سنة ونصف كان في “مبنى الأحمر”، وأردف الناشط السياسي بالحديث عن “المبنى الأحمر” وهو أحد طوابق من سجن صيدنايا فيقول قبل الثورة كان أغلب نزلائه سابقين من إسلاميين وسياسيين ومن كل نواحي التي ينظر بها النظام إلى الأشخاص الذين لهم دور في أي انقلاب أو أي تحرك في سوريا.
.
وأضاف إنه في عام 2011 في بداية شهر الخامس تم إفراغ السجن ومحاولة أصدار أكثر من عفو من أجل تفريغ السجن من معتقلي الثورة.
.
مشيراً بإن الانتهاكات التي حدثت مع المعتقلين لا تتلخص في جمل، لكنه قال أن النظام السوري تعامل بأشرس وأعنف أنواع التعذيب والانتهاكات مع المعتقلين ، وأشار بإنه كان ضرب المعتقلين مستمر ووصف ذلك ببرنامج يومي حيث بداية الفجر يتم استيقاظ المعتقلين على الشتائم وبمجرد الاستيقاظ يجبر المعتقل التعري مباشرة حيث طبيعة صيدنايا الباردة وبرودة السجن كذلك الأمر، حيث منذ الصباح إلى أواخر الليل تقديريا حوالي ساعة حسب كلامه وأضاف إنه في الساعة الحادية عشر ليلا يتم صدور الأمر للمعتقلين بالنوم وهم عراة وجالسين مع حركة تسمى “جاثيا” حيث الوضعية الجلوس غير مريحة جسديا وذلك من أجل إرهاق المعتقل لكي لا يستطيع القدرة على الحركة أو إسناد نفسه على معتقل آخر جالس بجانبه.
.
وتحدث “شبال ابراهيم” عن نفسه بأنه مر بسبعة سجون لكنه وصف سجن صيدنايا لم يكن يشبه أي سجن وهو سجن مميز لدى النظام حسب تعبيره، بعد وأضاف أنه بعد اطلاق سراحه من السجن حاول معرفة نوعية السجن وناحية بنائه وما بداخله لأن في فترة الاعتقال وأثناء الدخول والخروج كان يتم تعصيب عين المعتقل مع قيد اليدين بالحديد وأضاف أنه من خلال هذا التعامل عرف بأنه السجن محمي بشكل جيد من ناحية وجود كتائب عدة كالمدفعية والدبابات والصواريخ وألغام المزروعة بشكل غير طبيعي وأيضا وجود القناصين حول السجن من كافة الجهات حسب كلامه، وأشار إلى أساليب التعامل وكيفية الحفاظ على ما يجري داخل السجن وخارجه والذي وصفه بـ “أهل الكهف” حيث لا يعرف المعتقل ماذا يحدث داخل السجن وخارجه على حد سواء.
.
وقال “شبال ابراهيم” “أن الشخص الذي لا يعرف حقيقة هذا النظام المجرم عليه بالدخول إلى سجن صيدنايا فقط لمدة 24 ساعة عندها سيعرفه عن قرب وحشية النظام السوري ” . لأن المعتقلين كانوا يشتكون إلى نقص كبير إلى الطعام حيث يتم توزيع طعام المعتقل الواحد لثلاثين معتقل وأضاف هذا ناهيك عن ظروف الصحية السيئة لأنهم لم يكن قد شاهدوا الأطباء والأدوية حيث يأتي الطبيب من أجل رفع المسؤولية عن نفسه وعن إدارة السجن التي لم تكن تبالي مهما كانت النتيجة. وأضاف إن ظروف المعتقل كانت سيئة جدا من ناحية خدمة الشخصية حيث أغطية النوم مبللة بالمياه ومليئة بالقمل وكان يمنع المعتقل من النوم عليها حيث من صباح الباكر يتم وضع الأغطية في زاوية إلى أخر الليل حيث برد القارس، وأثناء إدخال الطعام إلى الغرفة وتوزيعه يتم ضرب كل المعتقلين وتحدث عن أنواع التعذيب التي تعرض لها فقال يتم استخدام أدوات تعذيب عديدة منها ما يسمى “الكرباج” و “دولاب” وهو عبارة عن دولاب سيارة، وكذلك يتم استخدام بواري بلاستيكية ،وأيضا أداة أخرى أسمها “سيليكون” وهي أداة قاسية وموجعة ويبلغ طولها مترا وهي عبارة عن أنبوب مرن عندما منطقة من الجسم يفتح مكانها مباشرة ، ناهيك عن ضرب باليدين أثناء تغميض العينين وأضاف بأنه تعرض لأكثر من عشرة مرات لهذا الضرب،
.
حول الزيارات إلى المعقلين قال “ابراهيم” بإنها ممنوعة وعندما يأتي أحد لزيارة معتقل يتم دفع مبالغ مالية كبيرة أو يكون لدى المعتقل بما وصفه بواسطة لدى النظام، وقال بأنه تلقى زيارتين في السجن وفي كل مرة كان يدفع المال ووصف الزيارة بإنها عبارة عن ثلاث أو أربع دقائق حيث في الزيارة يمنع الحديث عن أشخاص فقط سؤال عائلتك وأطفالك حيث يكون بيننا جدارين من شبك الحديدي بالإضافة إلى ثلاثة عناصر من أجل عدم تداول أو إعطاء أي معلومات خاصة.
.
تابع ” ابراهيم” بأنه كانت توجد عقوبات فردية وعقوبات جماعية ونتيجة ذلك بالإضافة إلى البرد والتعذيب توفي في غرفتهم شخص وبعدما توفي تم ضربه لمدة ساعتين تقريبا وأشار بأن السجانون كانوا يحاولون إرسال رسالة للمعتقلين مفادها “أنه ممنوع عليكم أن تموتوا ويجب أن يتعذبوا هنا بالأشغال شاقة كانوا يريدون أن يكون المعتقل مكسورا، سيئاً صحيا” حيث تعامل اليومي كان بهذا الشكل وقال بأنه ولم يكن يمر يوم عليهم وهم بلباسهم الكامل أو يتم إعطاؤهم الطعام بشكل جيد، ووصف بأنه كان كل يوم نفس روتين التعذيبي والنفسي والمضايقات. ووصف حالته الصحية بأنه عندما دخل السجن كان وزنه أكثر من90كغ وعند خرجه نقص وزنه إلى 58كغ وكل معتقلين كانوا مثله.
.
السرية المطلقة في الإعدامات
.
أما بخصوص حالات الإعدام قال ” ابراهيم” بأنه لم يرى ذلك بنفسه، لأنه بخصوص الإعدامات كان يتم التعامل مع هذه الحالة بسرية تامة ومطلقة في داخل السجن. حيث كل أسبوع أو أسبوعين كانوا يسمعون صوت فتح حوالي ثلاثين إلى أربعين باب أي بمعدل أربعين وخمسين معتقل أو أكثر، لكن إلى أين يتم أخذهم لم يكونوا يعلمون بذلك. لأن إدارة السجن كانت تعلم لو أن السجناء لديهم علم بحدوث الإعدامات فإن السجناء لن يقفوا مكتوفي الأيدي مهما كانت النتيجة، لأجل هذا هم لم يكن يريدون أن يكون لديهم علم بما يحدث وذلك لتجنب حالات تمرد والعصيان من قبل المعتقلين .
وأضاف أن المبنى الأحمر الذي كان معتقلا فيه يمنع المعتقل من مغادرته المبنى وهم موزعين وكل معتقل موجود في المكان ممنوع عليه الخروج وممنوع عليه إعطاء معلومات لغيره من هنا كان المعتقلين الذين كانوا موجودين لم يكن يعرفون المعلومات عن بعضهم ، وأضاف إن إدارة السجن كانت لديها معلومات عن السجناء. وعند دخول معتقل جديد كانوا يجبرون المعتقلين بإدارة وجوههم إلى الحائط من أجل عدم التعرف إلى الوجه الجديد الذي دخل إلى الغرفة . لهذا لم يكن يعلمون أن كان هناك تميز بين الكوردي أو آخر والتعامل كان على نفس السوية حسب تعبيره.
.
لافتاً بإن النظام كان يتعامل مع نزلاء السجن على أنهم عبارة عن مجموعة من المخربين وعصابات يحاولون تغيير السلطة وتهديد النظام حيث التعامل كان على هذا الأساس، لأن سجن صيدنايا حسب وصفه كان عبارة عن مكان إيداع يتم نقل المعتقلين إليه من كافة الفروع الأمنية التي كانوا يسمونها.
.
شبال ابراهيم: الحركة السياسية الكوردية لم تتعامل بشكل جيد مع التنسيقيات الشبابية
.
وحول نظرة “شبال ابراهيم” إلى الحركة السياسية الكوردية فقال إن الكورد كانوا أكثر شريحة في سوريا مستفيدة من الثورة وذلك بسبب ممارسة النظام لأبشع أنواع التخويف والاعتقال بحقهم وحرمانهم من الجنسية وكل الأمور سواء السياسية والمدنية والخدمية، وكانوا أكثر قومية تتعرض إلى الانتهاك من قبل النظام .
.
وقال بأن الحركة السياسية والحزبية الكوردية لم تستغل الظرف ولم تكن على علاقة مع الثورة التي قام بها الكورد والذي هم جزء من شباب السوري لأنها كانت ثورة شبابية والأطراف الحزبية حاولت بظرف أو بآخر ركوب الموجة بعدما رأت أن الثورة قامت في كل سوريا وحاولت أن تكون جزء من الثورة، وعلى هذا الأساس لم يكن هناك أهمية لوجود تنسيقيات الشبابية وهو من أحد المؤسسين لتلك التنسيقيات وقال بأنهم لم يكونو متشوقين إلى قيام وتشكيل التنسيقيات لكن حدث ذلك نتيجة فراغ السياسي والميداني في الشارع الكوردي ما جعلت الشباب ينضمون إلى التنسقيات ودعوة إلى المظاهرات .
.
وقال إن الوضع السياسي سيئ جدا والكورد بحاجة إلى تفاهمات وإلى حوارات مستمرة بين بعضهم واحترام الخلافات الموجودة بينهم، ووصف بإن الكورد على المحك، من أجل هذا يجب على أحزاب والحركة السياسية يجب أن تكون من أولوياتها أن تكون مثل الحقيقي للكورد ولا تبحث عن مصالح الشخصية والمادية حسب تعبره.
.
وحول افتتاح ممثلية للمجلس الوطني في برلين وبرعاية وزارة الخارجية الألمانية قال ” ابراهيم”: إنه بدون شك أي أنجاز في أي دولة كانت هو أنجاز عظيم لأنه من ضروري أن توصيل فكرة عم يريده الكورد وتعريف العالم بحقوقهم وإيصال معاناة الكورد إلى محافل الدولية، والدبلوماسية الكوردية بحاجة إلى تفعيل وتواصل مع كل المنظمات والدول وأي نجاح للحركة الكوردية هي نجاح للكورد برمتهم.
.
“شبال ابراهيم”: الذين يحضرون استنانة أو جنيف ممثلو الأجندات الدولية وليس الشعب السوري
.
وحول حديثه عن مؤتمر استانة وجنيف4 قال: لم ينتهى لا أستانه ولا جنيف بل هذه لعبة سياسية دولية قذرة يتم التعامل بها مع الملف السوري، وبرأيه من صعب جدا أن يتم توصل إلى حل ينهي الصراع بشكل سلمي عن طريق هذه المؤتمرات وتعود النتيجة إلى الشعب الذي ضحى بكل شي من التعذيب والاعتقال وغازات الكيمياوية والتهجير.
.
تابع حديثه بالقول .. إنه مع الأسف توجد جهات دولية تتعامل مع ملف السوري وكأن هناك مشكلتين، مشكلة الشعب ومشكلة النظام”، ووصف بإن هذا الكلام غير صحيح حيث يوجد هناك تباعد في الرؤية، وأستانه وجنيف هي عبارة تحصيل حاصل لأنه إلى الآن لم يتم توصل إلى تفاهم دولي لإنهاء الأزمة لأن فصائل التي تحضر تلك المؤتمرات باتت تمثل أجندات دولية معينة ووصف بإن الفصائل السياسية وشخصيات المستقلة “هي عبارة عن شخصيات وأجندات لدول معينة”، برأيه إن الذين يحضرون مؤتمر جنيف أو استانة ليس الشعب أنما أجندات التي تدير الشعب سواء من تركيا وقطر وإيران وروسيا وحتى النظام لم يعد له علاقة بهذا الموضوع لأن تم تسليم موضوع الشعب والنظام إلى دول معينة، وإذا تم إتفاق بين هذه الدول سيكون هناك اتفاق في سوريا .
.
التنسيقيات الشبابية لم تعد تستطيع التعامل مع الحركة السياسية
.
حول مستقبل التنسيقيات الشبابية قال “شبال ابراهيم”: أنه بالعودة إلى الوراء قليلا، إن التنسيقيات الشبابية عندما تم إنشائها هي كانت عبارة عن مرحلة هزت كيان النظام السوري القمعي وكانت مهمتها إعلان المظاهرات، ولم يكن لديها طموح لتشكيل كيانات سياسية، لكن التقاعس الذي كان موجودا في حركة السياسية الكوردية ومن قبل باقي الأطراف السياسية السورية أدى أن يأخذ الشباب دورا مهما، وبعد ذلك تم تهميش الشباب بطريقة دقيقة من قبل جميع الأطراف بسبب خوفهم من تنسيقيات الشباب ولم يستطيعوا استيعاب الشباب الثوريين الذين ضحوا بكل شيء، لذلك أصبح الشباب الآن في مرحلة صعبة جدا في التعامل مع الحركة السياسية، والشباب حاولوا خروج من هذه المرحلة التي وصفها بالقذرة أي مرحلة المصالح والأجندات ” وأضاف هذه هي الحقيقة للأسف هي أصبحت مرحلة الأنتهازيين والمتسلقين الذين تسلقوا الثورة لخدمة مصالحهم الشخصية” .
.
وعاد بالقول أنه لا يمكن لأي الثورة في العالم أن تنجح من دون الشباب لأنهم وقودها وأشار بذلك إلى القائد الكردي الراحل ملا مصطفى البرزاني “من دون الشباب ليس هناك ثورة ليس هناك أعمار وبناء ليس هناك نتيجة” .
.
وفي نهاية حديث الناشط السياسي وعضو حركة سوز “شبال ابراهيم” مع شبكة كوردستريت قال أنه يتمنى أن يفهم السوريون أن الكورد ليسوا بضيوف في سوريا أن يفهم السوريون أن الكورد ليسوا عبارة عن عرابين لمشروعهم العروبي أو هم مشروع تخويفي في سوريا، إنما الكورد جزء أساسي من بناء سوريا سواء في الماضي والحاضر وهم يعملون من أجل الإنسانية في كل سوريا .
.
وبحسب قوله بانه حقهم الطبيعي أن يحثوا عن مشاريعهم القومية سواء كان حق الاستقلال وحق تقرير المصير أو العيش في سوريا واحدة، لأن هذا الشيء يختاره الشعب وليس أطراف السياسية حيث هناك شعب يقرر مصيره بنفسه بأي طريقة وبأي شكل، لأن أطراف السياسية لها رؤيتها والشعب له رؤيته حيث الاستفتاء وصناديق الأقتراع وبطريقة ديموقراطية، وكرديا دعى “شبال ابراهيم الأحزاب السياسية الكوردية إلى لغة الحوار فيما بينهم.