كوردستريت – نازدار محمد
.
قال المعارض الكوردي الدكتور “عبدالباسط سيدا” بأن ما يجري أو بتعبير أدق ما سيجري في عفرين لا ينفصل عن الوضع السوري العام، مضيفا بأن الإرادات الخارجية هي التي تتنافس وتتسابق وتتخاصم، في محاولات لتثبيت النفوذ وكسب نقاط ضمن مشاريع إقليمية ودولية لا علاقة لها بمصلحة السورييين عرباً وكورداً، جاء كلامه في حديث خاص لشبكة كوردستريت الإخبارية.
.
وتابع في ذات الصدد “على الأغلب لن يكون مصير عفرين مرتبطا بمصير الجزيرة وكوباني وفق ما نلاحظه من تحركات ميدانية وتوافقات سياسية في آستانة”، قائلا “عفرين ربما تكون جزءا من منطقة النفوذ التركية وبموافقة روسية، وربما تكون جزءا من منطقة النظام برعاية روسية إيرانية”، وأشار متأسفا “وفي الحالتين لن يكون للكورد الكلمة المفصلية بالنسبة لمصيرها بكل أسف هذا بغض النظر عن الجعجعة الإعلامية التضليلية الايهامية التي نسمعها هنا وهناك راهناً”
.
السياسي الكوردي في رده على سؤال لمراسلتنا أكد بأن الجميع كان يعول على المجلس الوطني الكوردي، منوها بأن حالة العطالة التي يعاني منها، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب “والمنافسة الحزبية والشللية وحتى الشخصية بين أحزابه وضمن كل حزب، جعله ضعيف الفعالية على مستوى الأداء السياسي القيادي هذا رغم التأييد الجماهيري الكبير له، وهو تأييد للبارزانية في الأساس كما نعلم جميعاً”
.
وأضاف في سياق متصل بأن قيادة المجلس لم تتمكن من استثمار ذلك التأييد “بكل أسف لصالح الكورد السوريين، بل تعامل مع الموضوع بعقلية استعلائية اتكالية، بل وحتى هروبية في بعض الأحيان” موضحا بأن الناس فقدت الأمل وبدأت الهجرة المليونية، وغاب الشباب بصورة شبه كاملة، وكان ذلك بفعل عدة عوامل منها حسب وصفه “ممارسات ال ب ي د وتجاوزاته وقمعه للرأي الآخر، والوضع الاقتصادي الصعب، وشبه فقدان الأمل بمشروع المجلس الوطني الكوردي، خاصة بعد الانسحابات المتكررة منها، وتوسيعه بقوى أسهمت في زيادة ترهله وعدم فاعليته”
.
“سيدا” قال بأن أمريكا دولة عظمى لها مصالحها، وتمتلك القدرة على تأمين ما تريد، والتنصل من أي التزام يتعارض مع تلك المصالح أو تتعارض مع تحالفاتها الإقليمية وتوجهاتها الدولية، ولها سوابق كثيرة في هذا الميدان، موضحا بأن “قوات الحماية الكوردية التي باتت اليوم قوات تحت الطلب في الجغرافيا السورية كلها تمثل تفصيلاً صغيرا في اللوحة العامة أمريكا تستفيد منها، وتستخدمها ورقة في حساباتها الإقليمية، وسيستمر الاعتماد طالما الحاجة قائمة، ولكن الى متى؟ وما هو الثمن؟ وهل ستتخلى أمريكا عن حلفائها المزعجين أم إنها ستسخدم تلك القوات- مع أوراق اخرى- لإزعاج أولئك الحلفاء، وفرض قواعد جديدة تتناسب مع مشروع إعادة هيكلة المنطقة إذا صح التعبير؛ أسئلة مشروعة مطروحة تنتظر إجابات في المستقبل القريب والبعيد”
.
وبحسب المعارض الكوردي فإن مفاوضات جنيف لم تثمر عن شيء حتى الآن ولن تثمر إذا استمرت هكذا، منوها بأن المجتمع الدولي يريد أن يعطي انطباعاً زائفا عن عملية تفاوضية جارية غير موجودة أصلاً هذه المفاوضات، قائلا “إذا حاز لنا استخدام مصطلح المفاوضات أصلاً هي مساحة إعلامية بالدرجة الأولى، ولن تكتسب أية فعالية قبل حسم الأمور ميدانيا، وسياسيا بين اللاعبين الأساسيين : الأمريكي والروسي، وبالتفاهم مع القوى الإقليمية الاساسية: تركيا، ايران، السعودية، نصر، اسرائيل”
.
في كلمته الأخيرة أشار “سيدا” بأن الإعلام الكوردي فيه حركة، متأسفا بأنه لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب، متابعا القول “لدينا كوادر شابة، تمتلك الإمكانيات، ولكننا ما زلنا نفتقر الى المهنية، ونعاني من السياسات والتخندقات الحزبوية، ومن النزعة الابهارية التي لا تستند إلى أية معطيات ثابتة وموثوقة” متابعا “نأمل الأفضل ، ولنا ثقة في ان التراكمات الراهنة ستؤدي الى فرز مستقبلي بين المطلوب والمعرقل”