TOPSHOT - The sister (L) of Mohammed Ismael, who died in one of three suicide car bombings claimed by the Islamic State (IS) group in the nearby town of Tal Tamr earlier this week, mourns during his funeral in Qamishli, a Kurdish-majority city in Syria's northeastern Hasakeh province, on December 13, 2015. Tal Tamr, in the Khabur region, is controlled by Kurdish forces and has been targeted in the past by IS jihadists, who in February overran much of Khabur and kidnapped at least 220 Assyrian Christians. AFP PHOTO / DELIL SOULEIMAN/ AFP / DELIL SOULEIMAN (Photo credit should read DELIL SOULEIMAN/AFP/Getty Images)كوردستريت|| من الصحافة الحزبية
.
زاوية نقاط على حروف*
أمهات ثكالى يعترهن الحزن والأسى، وأخريات يتضرعن إلى الله، عسى أن يُعيد إليهن مفقودينهن، زوج أو ذُريّة، أخٌ أو أب، وكثيرات يقبضن على قلوبهن، من سوءٍ قد يطال قريب، وهنَّ لا يعرفن شيئاً عن غدٍ مجهول… دون أن ينسينَ واجبهن وكفاحهن الطويل في الحياة، وهنَّ يدندن أغاني الحب والحزن والجمال، ودون أن يفقدن الأمل…. لم تُسعفها خصوصيتها كإمرأة، ولا صدق مشاعرها، وأحاسيسها وعواطفها الجياشة، بل كانت الضحية، المعذبة، المكلومة الفؤاد، سندان الضغوطات والصعوبات… شهدت بأم عينيها، وطناً ينهار، أبناء شعبها يتقاتلون، تراثاً وثقافةً تُبدد، تاريخاً يُشوه، ذكريات تُمحى، وأخلاقيات وإنسانيات تتشظى… رأت منازلاً تتهدم فوق ساكنيها، وجثثاً تملأ شوارع، وأطفال ضائعون أو جائعون، جرحى يتألمون، كبار سن يحتضرون.
.
أمسكت بأيادي أطفالها لترحل إلى ملاذٍ آمن، من هول براميل وقذائف متفجرة، من حروبٍ طاحنة، من قيودٍ داعشية مهينة… إلى مخيمات النزوح، قد تجد فيها مأوى، وهي تنتظر هبات طعام وكساء، في وضعٍ بائس وشقاء كابس… أو هربت لاجئة إلى أوروبا الحلم والجمال، عسى أن تنعم براحة، ولكن! تشتتٌ في الذهن، وحنين إلى الأهل والوطن، وربما خسارةٌ لأبناء أو زوج.
.
فالمرأة السورية اضطهدت، هُجرت وتشردت، قُتلت وجُرحت، ثُكلت وفقدت الحبيب، اعتُقلت وعُذبت، جيعت وتيتمت، خُدشت كرامتها واغتصبت، سُبيت وبيعت في سوق النخاسة، بل واستغلت في الدعارة وسهرات الليالي… تَركت مقاعد الدراسة وأماكن العمل، وزُوجت وهي طفلةً أو قسراً… ولكن! لم ولن تستسلم، تُكافح وتبني أينما كان، بل وتُدافع عن نفسها، وقت ما تَتمكن.
.
كثيرات يعشن حياة عبودية، ويُعنفن يومياً… وإذا كان أصل البلاء هو العنف والحروب، التخلف والجهل والفكر المتعصب، وفقدانهن للأمان والاستقرار… فهل تُساعدهن حملة «عالم برتقالي» قررتها الأمم المتحدة بعنوان «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة» في سعيٍ إلى مستقبل أكثر إشراقاً وعالماً خالٍ من العنف ضد النساء والفتيات، أو يُسهل دربهن احتفاءٌ بـ «اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة»، يُقام هنا وهناك؟!
مسؤوليات ومهام جمة تنتظرنا، نحن السوريون أولاً، لعلنا نرفع الحيف عن المرأة، ونُعيد إليها البسمة والارتياح، ونحقق لها من مراد في مجتمعٍ يسوده السلم والحرية والمساواة.
.
* جريدة الوحـدة – العدد 302 – تشرين ثاني 2018 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
