يا جماهير شعبنا الكردي في سوريا
أيتها القوى الوطنية والديمقراطية
يحتفل الشعب الكردي في الحادي والعشرين من شهر آذار, برأس السنة الكردية (نوروز) العيد القومي للكرد يوم انتصار ثورة الحرية بقيادة كاوا الحداد على الطاغية أزدهاك, ومنذ ذاك التاريخ بات نوروز رمزاً للحرية والانعتاق والتمرد على الظلم والقهر والجبروت, حيث يخرج الجماهير الكردية في كلّ مكان إلى أحضان الطبيعة, ليعبروا عن فرحتهم بهذا اليوم التاريخي العظيم، وليجسدوا من خلاله معاني الحرية والمحبة و الإخاء والتسامح.
إن شعبنا الكردي يستقبل نوروز هذا العام، وما يزال يأنّ تحت وطأة سياسة التمييز العنصري، ويعيش آثار الممارسات الشوفينية، التي طبقت بحقه عقود من الزمن, بغية صهره في بوتقة العنصرية المقيتة، ومن خلال المئات من المراسيم والقوانين الجائرة بحقه, كمشروع الحزام العربي, والإحصاء الاستثنائي الجائر عام 1962 وتداعياته, بالإضافة إلى الضغوطات الاقتصادية والسياسية التي تعرض لها أبناء شعبنا ومناضليه, من قتل وسجن واعتقال والملاحقات الأمنية مما دفع الآلاف منهم إلى الهجرة خوفاً على حياتهم, أو بحثاُ عن لقمة العيش, وكانت الغاية من هذه السياسات المنافية لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان, هي احداث تغيير ديمغرافي للمناطق الكردية التاريخية في كردستان سوريا .
يا جماهير شعبنا الكردي
ايها الوطنيون السوريون
يطلّ علينا نوروز هذا العام, وثورة الكرامة والحرية في سوريا, تولج عامها السادس ودون ان تلوح في الافق القريب ما يشي إلى الانفراج وحل الأزمة بينما شعبنا الكردي, يتعرض لأشرس هجمات من قبل القوى التكفيرية والإرهاب بدءا من المناطق المتاخمة لكركوك ومرورا بمنطقة موصل وشنكال وانتهاء بتل ابيض وكوباني وشيخ مقصود, كما تتعرض عفرين لحصار جائر منذ شهور من قبل المجاميع التكفيرية والإرهابية, ولا يزال النظام الدكتاتوري, يمارس سياسة الارض المحروقة ويتمادى في غيه وعدوانه ضد الشعب السوري, بمختلف انتماءاته القومية والدينية والمذهبية, ويتجاهل جميع القرارات الاممية حيال حل الازمة السورية سلمياً, ويضرب جميع هذه القرارات والمخرجات ذات الصلة عرض الحائط, ويسلك طريق العنف والقتل والدمار كخيار وحيد .
إننا في المجلس الوطني الكردي في سوريا, والمتمثل بحركته السياسية الاصيلة ومكوناته المستقلة, من القوى الشبابية والنسوية وفعالياته المجتمعية المختلفة, نؤكد بأن خيارنا الاستراتيجي يتمثل في الالتزام بمخرجات جنيف1 والقرارات الاممية ذات الصلة, والقاضي بإيجاد حل سياسي للازمة السورية المستدامة, ونجدد وقوفنا إلى جانب القوى المناهضة للإرهاب وعلى كافة الصعد, كما أننا لن نألو جهداً في السعي لتحقيق الحرية والديمقراطية, للمكونات السورية (قومية, دينية, مذهبية) والعمل بدأب وتفان, من أجل تحقيق التطلعات القومية لشعبنا الكردي, وفي هذ الصدد نذكر جميع الاطراف, بتحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها حيال حقوق شعبنا الكردي وقضيته القومية في البلاد, وندعوهم للارتقاء إلى حجم المظلومية والحرمان الذي لحق بشعبنا في كردستان سوريا, جراء السياسيات العنصرية المطبقة بحقه, من لدن السلطات المتعاقبة على سدة الحكم, ورفع الغبن والحيف عن كاهله, والعمل على ادراج القضية الكردية كملف مستقل في مفاوضات جنيف3 بين وفدي المعارضة والنظام, من خلال الاقرار الدستوري بحقوق شعبنا الكردي, في ظل دولة اتحادية يسوده نظام برلماني ديمقراطي تعددي, يتمتع الجميع في كنفه بالحرية والكرامة والأمان .
إننا في المجلس الوطني الكردي في سوريا, في الوقت الذي نتقدم بأحر التهاني وأجمل التبريكات لجماهير شعبنا الكردي والسوري, بحلول عيد نوروز, وندعوهم في الوقت ذاته, إلى إظهار القيم والمعاني الحضارية السامية لهذه المناسبة العظيمة, والعمل على إشعال الشموع ليلة العيد, والابتعاد عن حرق الإطارات وتلوث البيئة, لما له من أثرٍ سلبي على الصحة العامة, كما ندعو الجميع أينما كانوا, إلى الحيطة والحذر من التجمعات الكبيرة يوم نوروز, ونهيب بفرقنا الفنية الالتزام بقرار المجلس الوطني الكردي, بإلغاء مظاهر الفرح هذا العام, للضرورة الامنية وحفاظا على سلامة الناس من أي مكروه.
– تحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهداء نوروز, وجميع شهداء شعبنا الكردي, وشهداء الثورة السورية.
– عاش نوروز, رمزاً للحرية و التآخي والمحبة.
وكل عام وانتم بخير.
قامشلو 16 /3/ 2016
الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا