كوردستريت|| #متابعات
في خطوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية، أجرى اللواء طلال مخلوف، أحد أبرز الضباط السابقين في النظام السوري، عملية “تسوية” مع إدارة العمليات العسكرية، وسلّم الأسلحة التي كانت بحوزته. يأتي ذلك ضمن سياق إعادة ترتيب الأوضاع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
نشرت صحيفة “الوطن” السورية مقطع فيديو يظهر فيه مخلوف، الذي شغل سابقًا منصب قائد الحرس الجمهوري ومدير مكتب القائد العام لجيش النظام حتى سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق.
وأكد مخلوف في تصريحاته أن هيئة “تحرير الشام” تعاملت معه “باحترام ولطف شديد”، معبّرًا عن شعوره بالأمان تجاه رؤيتهم لـ”منطقة الدولة”، بحسب وصفه.
عملية التسوية التي أجراها مخلوف تعكس التحولات الجارية في المناطق التي تخضع لهيئة تحرير الشام. من الناحية العسكرية، تسعى الفصائل لترسيخ سيطرتها وإعادة بناء الهيكلية الاجتماعية والعسكرية، ومن الناحية السياسية، تشير تصريحات مخلوف إلى جهود الهيئة لتحسين صورتها داخليًا وخارجيًا كقوة منظمة تسعى إلى بناء نموذج يشبه “الدولة”.
يُعد اللواء طلال مخلوف من الشخصيات البارزة في النظام السوري، حيث شغل مناصب رفيعة أهمها قائد الحرس الجمهوري، التشكيل العسكري الأكثر أهمية لحماية النظام ورموزه. خطوة مخلوف قد تُشجع ضباطًا آخرين على إجراء تسويات مشابهة، مما يُضعف النفوذ المتبقي للنظام في هذه المناطق، كما تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول تحول هيئة تحرير الشام وإمكانية قبولها كفاعل سياسي في المشهد السوري.
تُعد هذه التسوية مؤشرًا على التحولات العميقة في سوريا، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، مع استمرار إعادة رسم خارطة القوى في البلاد. تبقى التسويات وسيلة أساسية لإعادة بناء التوازنات، في ظل سعي مختلف الأطراف لترسيخ مواقعها.