كوردستريت || عارف سالم
.
.
قال الكاتب السياسي روني علي أنّ عفرين ليست سوى” حلقة” من حلقات الاستهداف تجاه الشعب السوري، بما في ذلك الشعب الكوردي،جاء ذلك من خلال حوار خاص أدلى به لشبكة كوردستريت الإخبارية …
.
مضيفا ” أنّ كلّ التغييرات التي استهدفت ولم تزل الجغرافية السورية، تصب من حيث الجوهر في خانة ترميم خاصرة النظام وفكّ الخناق عنه وذلك من خلال إثارة النعرات الطائفية والقومية والمذهبية، وضرب المكونات بعضها بالبعض وفق خطط مرسومة من جانب غرف إدارة الأزمة السورية التي تديرها الأجندات الإقليمية والدولية وكل بحسب مصالحه وموقعه ضمن معادلة توازنات القوة في أزمة الموت السوري .
.
وتابع ” علي “على ماذُكر آنفاً ” إنّ ما يحصل في عفرين هو جزء لا يتجزأ من هذا المخطط القذر ويصبّ في ذات الهدف ،وإن اختلفت أطرافه وتداعيات ذلك على مستقبل الشعب الكوردي وقضيته القومية كقضية أرض وشعب واستحقاقات ..
.
“من يتحمل مسؤولية التغيير الديمغرافي في عفرين”
.
وتعليقاً على مايحدث في عفرين من توطين أهالي الغوطة في منازل العفرينيين أوضح علي ” إنّ الحديث في هذا يقودنا إلى البحث في مآلات الحالة السورية وكيفية التفاعل مع حيثيات الأزمة من جانب كلّ جهةٍ أو إطارٍ أو كيانٍ، وعليه يمكننا القول بأنّ الكلّ – نسبيا – يتحمل المسؤولية، بحكم أنّ هذا الكلّ المشتغل على الأزمة بات جزءاً من أجندات إقليمية ودولية وبالتالي فاقدٌ لإرادته ومتجاوز كل ادعاءاته المبسترة، فيما لو أخذنا بعين الاعتبار أن الخصوم والأعداء لن يهمهم في كل ما يجري سوى تحقيق مصالحها وأهدافها.
.
وفي ردّه على على السؤالٍ لمراسل الشبكة حول الدور الذي يمكن أن يؤديه المجلس الوطني حيال عمليات “النهب والسلب” في عفرين أجاب قائلاً.. ” هذه العمليات هي من صناعة وتدبير الاستخبارات التركية وتنفذها عبر مرتزقتها وأدواتها وأذرعها، وبمسمياتها المختلفة .. وهي بذلك تحاول إدخال المزيد من التشويه فيما هو مشوّه وخلع صفة “المعارضة” عن الكيانات السياسية والمسلحة التي تدّعي معارضتها للنظام ودفعها نحو النهش بجسد المواطن من خلال النهب والسلب وسفك الدماء .
.
وفيما يتعلق بمسألة قرب “المجلس” من هذه الفصائل قال ” أعتقد أنّ في ذلك خلطٌ للأوراق وتجنٍّ على سياقات الأحداث في سوريا، بحكم أنّ هذه الفصائل هي أدوات مسخّرة وتخضع لعمليات العرض والطلب وهي قد تلوّنت بأكثر من لون وانتقلت، ولأكثر من مرة، من خندق إلى آخر،
.
وفي سياقٍ متصل ذكر الكاتب السياسي في معرض حديثه ” ان كلّ ذلك لا ينفي عن المجلس مسؤوليته السياسية تجاه ما حدث في عفرين وعجزه عن بلورة قرار سياسي وفق مرتكز أساسي يتجسد في أنّ احتلال عفرين من قبل تركيا وتغيير ديمغرافيتها، انهيارٌ للمشاريع التي يدّعي المجلس بتحقيقها لصالح الشعب الكوردي والقضية الكوردية في غرب كوردستان، أي أنه بذلك يشكل المعول الذي يهدم مشروعه بنفسه على حدّ وصفه .
.
” الامداد العسكري من قبل التحالف الدولي لمناطق روج آفا “
.
أكد” علي” أنّ الإمدادات العسكرية من قبل التحالف تشكّل جزءاً من الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وهي ليست محصورة في المناطق الكوردية وحدها .
.
“القوات الكوردية هي ورقة بيد الغرب يستخدمونها حسب مصالحهم “
.
وفي شأنٍ آخر أفاد الكاتب السياسي “في سوريا لا يمكن الحديث عن جهة تمتلك إرادتها، سواء أكان النظام أم “المعارضة” .. وعليه فإنّ الكلّ قد أصبح جندياً تحت الطلب في خدمة الأجندات الخارجية وكلّ بحسب توافقاته ومصادر الضخّ لديه.
.
لافتاً ” بما أنّ هذه الأجندات تحاول تحقيق أهدافها، كان علينا قراءة التاريخ والانكسارات التي لحقت بالمنطقة والقضية الكوردية من جراء توظيف هذه الأجندات واستثمارها للقضايا العالقة .. بمعنى آخر يمكن القول أنّ القضية الكوردية وكذلك قضايا الديمقراطية وتحقيق السلم الأهلي في المنطقة ليست من صلب ما تحاول هذه الأجندات تنفيذها وترسيخها ..
.
مشيرآ”ان اللعبة السياسية تدار في بعض أجزائها وفق توافقات المصالح والتشارك في الأهداف، يمكن للجانب الكوردي – فيما لو امتلك أدواته الدبلوماسية – الدخول إلى معادلة توازنات القوة من خلال هكذا بوابات التي قد تعيد عليه ببعض المكتسبات .
.
“المباحثات بين التحالف الدولي والسعودية حول تسليم الرقة لجيش الإسلام بعد دماء الكورد التي أُريقت هناك”
.
الكاتب السياسي لفت في حديثه ” أنّ اللعبة السياسية – لعبة الكبار – إذا لم تحترم إرادة الشعوب فكيف لها أن تحترم دماء الشهداء؟؟!!. هذا من جهة، ومن جهة أجرى فإنّ كلّ هذه الوصفات التي تدفع إلى الشعب السوري هي ليست سوى جرعات إضافية تصبّ في خانة توسيع دائرة موته، فيما لو أخذنا بعين الاعتبار أنّ الدول القابضة على الوضع السوري بإمكانها أن تضع حدّاً لهذا النزيف فيما لو أرادت ..
.
ويرى ” أنّ كلّ الترتيبات منذ ما بعد “صفقة حلب” الهدف منها إعادة الهيكلية لبنية النظام بهدف بسط سيطرته على كامل الجغرافيا السورية وإن كان على مراحل زمنية متفاوتة ووفق صفقات دولية وإقليمية، تأخذ في الحسبان امتيازات كل جهة في سوريا ما بعد الموت .
.
“سلسلة الاعتقالات بحق قياديي المجلس الوطني من قبل الاتحاد الديمقراطي “
.
يرجّح الكاتب السياسي أنّ اللجوء إلى الاعتقالات وتغييب المختلف هو ليس استمراراً لسياسية معينة يعتمدها الحزب المذكور، بل هو تنفيذ لسياسية متفق عليها بمنأى عن الحزب، وإن كان الحزب يتحمّل مسؤوليتها لكونها تمارس باسمه.
.
موضحا أنّ ما يتمّ ممارسته في غرب كوردستان يتجاوز أداء الحزب نفسه وهذا ما يحيلنا إلى الاعتقاد بأنّ كلّ ذلك من صناعة غرف خفية تحاول تمرير مخططاتها من خلال هذه الواجهة / الحزب. خاصة وأن هذه الاعتقالات والانتهاكات تتم وفق تهمٍ قد تصل إلى حد الخيانة في الوقت الذي يشكل الحزب نفسه جزءاً من هذه التهم..
.
وأردف الكاتب السياسي في ختام حديثه لشبكة كوردستريت قائلاً.. “لو حاولنا الوقوف عليها عبر صيرورة الأزمة السورية، كالعلاقة مع النظام التركي على سبيل المثال وليس الحصر.. من هنا يمكننا تفسير كل ما يجري على أنها محاولات على طريق تفكيك الحاضنة الكوردية وزرع مسامير “الحقد” في طريق أية خطوة أو بادرة من شأنها إعادة النظر – كورديا – في اللوحة السياسية القائمة .