كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا عن السياسة الخارجية الأمريكية، للكاتب إدوارد لوس، قال فيه إن “التحدث بهدوء يخدم أمريكا بشكل مدهش”.
وأشار الكاتب إلى أن أوكرانيا ليست العراق أو أفغانستان، لهذا تنجح طريقة أمريكا في التعامل مع الوضع، مشيرا إلى رد فعل إدارة الرئيس جو بايدن، للتعامل مع سقوط صواريخ على بولندا، وهي بلد عضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقال الكاتب إن بايدن وحلفاءه تجاهلوا صخب الانتحاريين المطالبين بتفعيل بند الدفاع الجماعي عن النفس لحلف الناتو، وتعاملوا بهدوء مع الحقائق ووجدوا أن الصواريخ جاءت من أوكرانيا. ولم يكن هناك قفزة في الاستنتاجات أو الوصول إلى سياسة حافة الهاوية.
ويتعارض موقف بايدن مع اقترح الرئيس الأمريكي الأكثر عدوانية تيدي روزفلت، والذي كان يقول إن الولايات المتحدة تتحدث بهدوء وهي تحمل عصا كبيرة. ويوضح الكاتب أن الرغبة في أن يكون الآخر مثلك هو دافع عدواني، حتى عندما يكون ذلك حسن النية.
وقال الكاتب إن الدليل الإرشادي لكيفية تصرف أمريكا مكتوب في الإخفاقات الأخيرة والنجاحات الأقل شهرة من فيتنام إلى العراق. وتكون الولايات المتحدة في أسوأ حالاتها عندما تحاول فرض النتائج على الآخرين. فرغبتها في رؤية العالم إما أبيض أو أسود يؤثر على رؤيتها للواقع أمامها.
ويوضح الكاتب أن تمرد فيتنام لم يكن جزءًا من صراع أمريكا مع الشيوعية، بل كان نضالا ضد الاستعمار. كما أن عراق صدام حسين لم يكن شريكا للقاعدة، فقد كان مجرد نظام سفاح آخر. وأفغانستان، من بين جميع الأماكن، لن يتم إعادة تشكيلها وفق تصور الآخرين.
ويحذر الكاتب من أن الفشل المتكرر في فهم العالم بشروطه الخاصة يقلل من قدرة أمريكا على إعادة تشكيله. وهذا هو السبب في أن أوكرانيا تمثل دراسة حالة قيمة. وقائمة مهام السياسة الخارجية لبايدن تدور حول الصين وليس روسيا.
وقد بذل الرئيس الأمريكي قصارى جهده لتهدئة جنون الارتياب لدى (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، من خلال استضافة قمة في جنيف بعد بضعة أشهر من تولي بايدن منصبه – وقبل أشهر قليلة من الغزو الروسي. كان الهدف هو إخراج موسكو من قائمة القلق حتى تتمكن أمريكا من استكمال محورها نحو آسيا.
وبحسب المقال، فإن جهود بايدن لم تفلح. ورغم أن بايدن يحاول تجنب العبارة الشائنة وأنه يقوم بقيادة الموقف “من الخلف” وليس في المقدمة، إلا أن هذا ما تفعله الولايات المتحدة. يقود الحرب بشكل علني الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واكتفت أمريكا بدور مسؤول التموين ومقدم المساعدات المخابراتية والقائد الدبلوماسي. كما سيحدد زيلينسكي الشروط التي ستنتهي بموجبها الحرب، على الرغم من أن الولايات المتحدة سيكون لها رأي حاسم في الممارسة العملية لهذه النهاية. (بي بي سي)