كوردستريت | وكالات |
سلَّطت صحيفة الغارديان البريطانية، يوم الجمعة، في تقرير لها الضوء على المخطط الإيراني لتأمين ممر بري يربط بين إيران وسوريا، وصولًا إلى لبنان.
وكتب مراسل الصحيفة في العراق، مارتن تشولوف، ما شاهده في مدينة البعاج المحاذية للحدود السورية، أثناء وصول قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران.
ووصف تشولوف الدمار شبه الكامل الذي وجد فيه محيط مدينة البعاج، وعند سؤاله “أبو مهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة الحشد، الذي قدم إلى المدينة لتحية مقاتليه والإشادة بانتصاراتهم ضد تنظيم داعش عن سبب هذا الدمار برَّر ذلك بالقول:
“هزمت القاعدة لكنها ما لبثت أن عادت باسم تنظيم داعش، وإن لم ندمر كل هذه المنطقة لعاد تنظيم الدولة مجدداً باسم جديد”، على حد قوله.
ولفت المراسل إلى أنه “مع تقدم قوات الحشد الشعبي في العراق نحو الحدود السورية، تقدَّمت قوات أخرى موالية لإيران في سوريا نحو الحدود العراقية إلى أن التقت القوتان، هذا الأسبوع، على الحدود بين مدينتي الميادين العراقية ودير الزو ر السورية، وهو ما اعتُبر لحظة فارقة في الحرب السورية وفي المعركة ضد تنظيم داعش، لكنه أيضًا تجسيد جزئي للمخطط الإيراني في المنطقة”.
ونقل مراسل الصحيفة عن أحد قادة الحشد الشعبي، دون أن يسميه، قوله إن “تأمين سوريا سيرسي الاستقرار في كل المنطقة، وهذا ما سنصل إليه”.
وأعلن “الحشد الشعبي” في العراق، يوم الاثنين، 29 مايو/أيار، عن السيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا غربي الموصل، بعد استعادة عدد من القرى الأيزيدية من قبضة تنظيم داعش.
ويرى مراقبون أن وصول هذه القوات إلى الحدود السورية قد يمثل نقطة تحول في مسار الحرب السورية، كون ذلك يمهد لفصل مناطق التنظيم في العراق عن المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.
وأكدت مصادر في الحشد أنها بدأت بحفر خندق وبناء سواتر على الحدود بين العراق وسوريا، لمنع تنقل الأفراد والعتاد بين طرفي الحدود. وأكد القيادي في الحشد، كريم الخاقاني، يوم الثلاثاء، 30 مايو/أيار، أن فريق “الجهد الهندسي بدأ بحفر الخنادق وإنشاء السواتر على الحدود العراقية”.
وبحسب تقارير إعلامية فإن الفرصة باتت سانحة أمام طهران، للسير قدمًا في إنشاء خط مباشر يصلها بالساحل السوري على البحر المتوسط، عبر الأراضي العراقية والسورية، مما يمكنها مستقبلًا من إمداد نظام الأسد والميليشيات التي يرعاها في سوريا أو لبنان بالسلاح والعتاد والرجال.