كوردستريت|| #آراء وقضايا
بقلم دلدار بدرخان
رداً على مقاله الأخير ” سيمفونية عفرين “
– لو أردنا أن نعرف ما الذي يشغل بال الفيلسوف والمُنظّر السياسي ” عبد الحكيم بشار” لرأينا أن جُلّ أهتمامه في هذه الأوقات يصب في كتابة سيمفونية وملحمة عن “عفرين وشعبها ” وأي سيمفونية يقصده ويبتغيه في مقاصده ، هو يريد أستئصال كامل مشاعره وأحاسيسه المنزوية في أعماقه ليُخرجها للعالم حتى يبرهن للجميع مدى تعلقه و عشقه لهذه الجغرافية بعدما رأى بأم عينه مدى تفاني أبناء هذه المنطقة وقوة تحملهم وصبرهم على الشدائد و المصائب والإرهاب الذي يرتكبه جيشه المعارض .
– ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه ، فهو العبد الفقير مُقيَّد بسلاسل و أغلال السياسة و لا يستطيع أن يُكشف لنا عن جرحه و يبوح بمشاعره تجاه مناطق عفرين ولو بقيد أنملة ، ولا يستطيع التعبير عن مكنوناته وما يدور في خلده و سريرته ، و كذلك لا يتجرأ حتى ولو بالإشارة إلى وجود إرهاب يرتكبه جيشه ضد أبناء هذه الجغرافية ، ولا يستطيع المطالبة بخروج مجلسه الوطني وحزبه من هذا الإئتلاف، ولا يستطيع أيضاً أن يصف ويسمي تلك الجرائم بالإرهاب ، لذلك هو يعاني الأمرَّين ، و يعاني من صراع داخلي مؤلم بين الأنا والضمير ، ويعيش حالة تناقض سياسي خارج عن سيطرته و إرادته .
– فمن جهة يسمي ويصف بكل صفاقة جرائم PYD بالإرهاب ويكتب عنها ويتغنى بها ليلاً نهاراً دون كلل أو ملل ، ويتباهي أمام جمهوره وأنصاره بما يكتبه عن PYD ويسمي ذلك شجاعة و بسالة ونضال ، ويرى في نفسه مناضل من الطِراز الممتاز حينما يكشف حقيقة PYD ، بينما لا يتجرأ في الكتابة ولو بسطر واحد أو حرف عن جرائم الفصائل ، ويتخذ وضعية المزهرية ويصبح كالنعامة يغطي رأسه بالرمال تحت الأرض لكي لا يسمع أو يشاهد جرائم هذه الجموع في عفرين .
– هو ينظر من ثقب أبرة صغيرة ليشاهد جرائم PYD ويكتب عنها بكل تفاصيلها وحيثياتها ، بينما لا يمكنه أن يرى حجم البلاء والجرائم التي تقوم بها عناصر جيشه في مناطق عفرين ، هو يرى جرائم جوانين شورش كر و يرى حرق مكاتب المجلس الوطني الكوردي ويكتب عنها بكل حماس و شغف ويصفها بالإرهاب والجريمة المنظمة ، بينما لا يرى في المقابل حرق و قطع أشجار الزيتون والتنكيل بحق الشعب العفريني ، هو يرى العنف و الخطف و حجم الخوّة والتغيير الديمغرافي ضمن مناطق PYD بينما يصبح أعمى وأصم لا يرى ولا يسمع عندما تقوم فصائل جيشه بالتغيير الديمغرافي والسرقة والخطف والإنتقام من أبنائنا ، هو يرى كل شاردة وواردة و كل صغيرة و كبيرة في أفعال PYD بينما لا يرى الجبال والتلال المتراكمة من الجرائم التي تقوم بها عناصره المعارضة، هو يرى في مناطق PYD جحيماً لا يمكن للمرء تحمله ، بينما يرى في مناطق عفرين باريس الثانية ولا يخجل إن قال عنها المدينة الفاضلة ، مكاييله مختلفة ومقاساته مزاجية وكلها خارج عن إرادته فهو يعيش أجمل أيامه في النضال والكفاح .
– أسمح لي أن أقول لك في النهاية ، سيمفونيتك التي تحلم بها وتتمنى أن تكتبها عن عفرين ما هي إلا لذر الرماد في العيون ، وستكون سيمفونية النفاق والدجل ” عنوانها نضال عبد الحكيم بشار ومشاعره الكلعة تجاه مناطق عفرين ” .
* دلدار بدرخان