كوردستريت|| #آراء وقضايا
بقلم حسام عبد الحسين
مصطلح التنافس والتسابق والغيرة مصطلحبمعنى واحد.
أصبحت حالة التنافس والتسابق والغيرة حالةطبيعية في المجتمع، يخبأها أفراده ولا يظهروها،لكنهم يعتبروها حالة بشرية طبيعية، في حين هيمرض نفسي تنشأه الأسرة منذ الصبا وتجعلالأطفال الأخوة والأقارب والأصدقاء يتنافسونليتهرب والدان الأسرة من تعب ومسؤولية بناءالاكتفاء الذاتي للأطفال أو لا يدركون ذلك.
وقبل الأسرة هذا المرض تخلقه الطبقات الحاكمة منأجل فرقة المجتمع، وبالتالي؛ السيطرة القوية عليه،وتمرير ما تريده من قوانين وغايات.
ولا تكتفي الطبقات الحاكمة في إدخاله على الأسرةفحسب وإنما خلقته في التجارة، لأنها صنعتتجارة حرة ليربح أفراد الطبقات الحاكمة ومن يعملتحتها بإدارة تجارتها، فهي ليست حاكم واحدوإنما طبقات حاكمة لابد أن تخلق منافسة وغيرةوتسابق لأجل الربح، ولو افترضنا أنشأت سوقحكومي مركزي ينتهي مرض التنافس والتسابقوالغيرة، لذا هذا المرض صناعتهم.
إن الأمراض الاجتماعية تشبه الأمراض الجسديةالمعدية كما يشبهها مختصي علم الاجتماع، لذانجد مرض التنافس والتسابق والغيرة انتشر مايقارب ٩٠٪ بين أفراد المجتمع، حيث كلما قلت ثقافةووعي مجتمع زادت نسبة انتشاره، ونرى التفككالاجتماعي والأحقاد والتوتر ودس السم بالعسلوضعف الأصدقاء والمزاح الملوث بالحقد..الخ.
وتجذر في الأسرة والعمل والمدارس والجامعاتوالسوق ومواقع التواصل الإجتماعي..الخ.
توجد أسئلة مهمة منها، ما الضرر بالتنافسالإيجابي؟
الإجابة: توصلنا على إنه مرض فهل يوجد مرضسلبي وايجابي! إضافة إلى وجوده مضر بحياةالإنسان الداخلية والاجتماعية، لأن الطبقة الحاكمةكي تربح لابد من خلق فوارق طبقية لذا وجود هذاالمرض سيؤدي إلى تدمير نفس الإنسان، لأنه يرىوجود الفوارق الاجتماعية أمر طبيعي ونجاح كمايروج إعلام الطبقات الحاكمة.
سؤال/ أليس من المفترض أن ننافس هذه الفوارق
ونصبح في المقدمة بالتنافس؟
الجواب/ الفوارق الاجتماعية صناعة سياسية تنشأبتوزيع غير عادل لثروة البلد وفساد مشرعن،وبالتالي؛ يرفض من يحمل الفكر الإنساني أن يكونضمن هذه الفوضى، لذا التنافس في أصله مرضوفي فعله لا إنساني.
سؤال/ كيف نطالب بحقنا من السلطة؟
الجواب/ بالرفض ومعرفة حركة النظام الرأسمالي،لأن من يفهم هذا النظام بدقة تتضح لديه سلطاتالعالم جميعها، لذا الرفض والمعارضة السياسيةتختلف عن التنافس.
سؤال/ يتقدم الفرد بالتنافس؟
الجواب/ تقدم خالي من مشاعر السعادة والاستقرارالنفسي، فهو يصارع نفسه ويعيش الضغطويخسر سنوات من عمره دون أن يرى منجز لنفسه،لانه يقارن نفسه بمن ينافسه، وبالتالي؛ يسيربطريق الوهم وليس طريقه للنجاح.
سؤال/ علم النفس يمدح التنافس؟
الجواب/ يوجد فارق فكري مهم، هناك من يعتقد أن“علم” النفس صناعة الرأسمالية العالمية لتحويلمأساة البشر على أنفسهم وتخليص الطبقةالحاكمة من صناعة هذه المأساة. والتنافس هوطريق لتفتيت المجتمع، ويخدم الطبقة الحاكمة كمابينا في بداية المقال.
إن الإنسان لا يمكن أن ينال السعادة دون سعادةالآخرين، وبالتالي؛ يجب أن يعيش مع ذاته ولنفسه،ولا ينظر لأحد سوى ليومه السابق والحالي ويقارنبينهما وماذا يفعل غداً، يعيش بإمكانياته الجسديةوالمالية والفكرية، يحقق نتاجه الفكري ويسعىللأمام لهدف النجاح سواء فردي إلى الهدف لاالأفراد أو جماعي مع أشباهه.
حين يشفى الإنسان من هذا المرض يجد الراحةعندما يرى راحة وتقدم الآخرين، وليس الأفضليةعليهم، تنشأ بداخله قوة رهيبة تذهب به للسعيلتحقيق غاياته، ويصنع طريق لنفسه لا منافسةبطريق الآخرين, ويحقق الاكتفاء الذاتي.