كوردستريت // بيانات سياسية
الأول من أيار رمز المواجهة بين الطبقة العاملة وراس المال
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة الأول من آيار
سيحل علينا الأول من أيار، يوم التضامن الطبقي للعمال في مواجهة راس المال، يوم تشل فيه وتفشل كل الآلة الدعائية والأيديلوجية والسياسية للطبقة البرجوازية في تقسيم البشر على أساس القومية والدين والطائفة والجنس والعرق، يوم تتأكد فيه من جديد رواية ماركس، بأن هناك طبقة تمثل الغالبية العظمى من المجتمع البشري، تعمل وتنتج، ومع ذلك يزداد معه فقرها وبؤسها وعوزها، وطبقة طفيلية، هي الطبقة البرجوازية، التي تمثل أقلية ضئيلة جدا، تستحوذ على ثمار ونتاج عمل الطبقة العاملة، ويزداد ثرائها، ويزداد معها وحشيتها وبربريتها وقدرتها في جر العالم إلى أتون حرب عالمية أو تعمد الى خلق مجتمعات يشوبها الاقتتال الداخلي والكراهية والتهجير وتنتشر فيها المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها من الجرائم، كل ذلك من أجل انتزاع المزيد من الثروات والأرباح.
إنَّ عالم اليوم يشهد همجية صراع الأقطاب الإمبريالية العالمية، لإعادة تقسيم العالم، ففي أوكرانيا حيث حرب روسيا والناتو، إذ يقتل الأبرياء منذ أكثر من عامين من اندلاع تلك الحرب الرجعية، وتضع مصير الأحياء ومستقبلهم في غياهب المجهول، تحت يافطات كاذبة وخادعة، وتهديد البشرية بحرب نووية. وفي غزة تواجه الجماهير العزل في فلسطين الآلة الجهنمية لإسرائيل النازية، التي تقتل العشرات معظمهم من الأطفال والنساء كل يوم دون أي حساب أو رقيب من قبل ما يسمى “العالم الحر” و “حقوق الإنسان”.
وعلى المستوى الآخر نشهد اشتداد ونمو التيارات العنصرية واليمينية والسياسات المعادية للمهاجرين، وتوسع رقعة الجريمة المنظمة من تجارة المخدرات والاتجار بالبشر، وانتشار رقعة الفقر والعوز التي تبدأ من عقر دار الليبرالية الجديدة في أمريكا المبشرة بالرخاء الاقتصادي، ومرورا بأوربا، وانتهاء بالبلدان في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وكل تلك المظاهر، هي تعبير عن الأزمة العاصفة التي يمر بها النظام الرأسمالي وسياسته الاقتصادية.
وفي العراق، الذي يشهد تداعيات حرب غزة وصراع الأقطاب الإقليمية والدولية على أوضاعه الأمنية وتهديد حياة جماهير العراق، تسعى في الوقت ذاته الطبقة البرجوازية الحاكمة بكل تلاوينها القومية والطائفية لتحويل العراق إلى مزرعة جديدة للعبيد، كي يكون جزء من السوق الرأسمالية العالمية، فعلى الصعيد الاقتصادي تقوم بخصخصة جميع مفاصل المجتمع مثل التعليم والصحة والخدمات لتتنصل الدولة عن جميع مسؤولياتها، بما في ذلك إيجاد فرص العمل للملايين العاطلة عن العمل، فضلا قيامها بتخفيض قيمة العملة المحلية وفرض الضرائب على المحروقات والاتصالات والسلع. بالإضافة إلى ذلك ــ وللحيلولة دون اندلاع أية احتجاجات واعتراضات ضد تلك السياسات الاقتصادية ــ تسعى نفس الطبقة لتشريع القوانين المناهضة للحريات النقابية وإطلاق يد الحكومة والدولة بالتدخل في شؤون العمال وتأسيس نقابات صفراء موالية لسياساتها المعادية لمصالح العمال لحد النخاع ، كما تحاول تكميم الأفواه عبر تشريع قوانين لقمع حرية التعبير، وبموازاة ذلك تطلق الحكومات المحلية والحكومة المركزية يد القوات الأمنية في قمع تظاهرات العاطلين عن العمل مثلما حدث مع المهندسين والمعلمين، وفي ذات الوقت تغض الطرف عن تهديدات المليشيات للقادة والنشطاء والفعالين من العمال، عندما يقومون باحتجاجات عمالية، للمطالبة بحقوقهم المشروعة؛ مثل زيادة الأجور وتقليل ساعات العمل والحصول على الضمان الصحي والاجتماعي..
وعلى الجانب الآخر في إقليم كردستان، تحاول الطبقة البرجوازية الحاكمة سواء ممثليها القوميين في الأحزاب القومية في كردستان أو في بغداد، تحريك المشاعر الرجعية القومية في الجانبين بين الحين والآخر، مستغلة المماطلة والتسويف في تسديد مستحقات العمال والموظفين والمتقاعدين في كردستان من قبل حكومة بغداد. إنَّ الطبقة الحاكمة سواء في كردستان أو في العراق متفقة مع السياسات الاقتصادية للرأسمالية العالمية ومؤسساتها في تشديد الفقر والعوز على عمال وكادحي العراق وكردستان، لكنها ترمي تبعات خلافاتها السياسية على النفوذ والمصالح من جديد، على كاهل العمال والكادحين، والحيلولة دون توحيد صفوف الطبقة العاملة في العراق وكردستان وتوجه نصال نضالهم نحو عدو طبقي واحد.
إنَّ المجتمع الإنساني في الأول من أيار هذا العام، بحاجة أكثر من أي وقت مضى لولوج الطبقة العاملة في الميدان، والظهور بقيافتها وهيبتها الطبقية، أنها القادرة بتقدمها وقيادتها للبشرية المتمدنة بالوقوف بوجه الغطرسة والعنجهية الإمبريالية العالمية والدول التابعة لها، من أجل إيقاف حروبها، وإنهاء كل أشكال الظلم الطبقي والسياسي والاجتماعي وإحلال عالم المساواة والسلام، أنها القادرة على إيقاف دولاب الدم في غزة والضفة الغربية وإنهاء الظلم القومي عبر تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.
في الأول من أيار هذا العام، نوجه ندائنا الى الطبقة العاملة في العراق، بانها الوحيدة قادرة على إنهاء فساد وجرائم ونهب الطبقة البرجوازية الحاكمة في العراق، وهي القادرة على حل المليشيات وإحلال الأمن والأمان والسلام الدائم، وتحقيق مجتمع يعرّف الإنسان بهويته الإنسانية. إن عالم أفضل يكون خالي من كل أشكال الظلم والاضطهاد، ممكن تحقيقه فقط بسواعد العمال.
ــ عاش الأول من أيار
ــ عاش التضامن الأممي للعمال
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
أيار 2024
1