كوردستريت || بيانات
// بيان //
في الرابع والعشرين من كل عام نستذكر وبكل مرارة القرار ٥٢١ الذي أصدرته القيادة القطرية لحزب البعث سنة ١٩٧٤ بالتحالف مع القوى الشوفينية والعنصرية لضرب الهوية الوطنية والتلاحم المجتمعي والتنوع الثقافي والمناخ الديمقراطي الذي ساد البلاد في مرحلة ما بعد الاستقلال.
وقد مهد هذا القرار المشؤوم المعروف بمشروع الحزام العربي إضافة إلى قرار الوحدة بين سوريا و مصر وتغيير اسم الجمهورية السورية إلى الجمهورية العربية السورية وتغيير نظام الحكم الذي كان برلمانيا ديمقراطيا الطريق نحو قيام قيام دولة استبدادية لم يستطع الشعب السوري التخلص من تباعاتها ورواسبها حتى الآن.
هذا المشروع الذي استند أساساً إلى دراسة أعدها محمد طلب هلال رئيس شعبة الأمن السياسي آنذاك بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1963 بعنوان “دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية، الإجتماعية، السياسية”. والذي تم بموجبه الاستيلاء على أراضي الفلاحين الكورد على امتداد 300 – 375 كم وبعمق 10- 15 كم وتوزيعها على عائلات عربية استقدمت من مناطق الرقة بحجة غمر أراضيهم من قبل سد الفرات ولم يقتصر هذا الإجراء الذي تنافى مع أبسط القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية بمصادرة أراضي وأملاك أبناء شعبنا الكوردي فقط ، بل أثبتت الوقائع التاريخية فيما بعد أن تلك القرارات كانت سياسية ممنهجة اعتمدها نظام البعث الشوفيني وكان الهدف الحقيقي منها طمس الهوية الكردية وصهر الكورد في بوتقة القومية العربية، وتجلت تلك السياسة بوضوح في قمع الحركة السياسية الكردية وملاحقة واعتقال العديد من كوادرها وتغيير الأسماء الكردية التاريخية لمئات القرى والبلدات والتلال والمواقع الأثرية واستبدالها بأسماء عربية، ومحاولة حرمان الكورد من التحدث بلغتهم الأم .
و لقد وقف حزبنا منذ صدور هذا المشروع العنصري وبصلابة في وجه تلك الإجراءات مؤكداً ان الهدف من وراء هذه السياسات لا تستهدف المكون الكوردي فقط بل الهوية الوطنية الوليدة التي كانت في اطوارها الأولى وحذرت من أن محاولات طمس الهوية الكردية بدلاً من الاعتراف بها سيبقي النسيج الوطني ممزقاً.
اليوم في الوقت الذي يجدد فيه البارتي تأكيده بأن الطريق إلى سوريا حديثة لابد ان يمر من خلال إزالة جميع رواسب هذا النظام الاستبدادي وعلى رأسها مشروع طلب الهلال العنصري.
فانه يدعو جميع القوى السياسية الوطنية وعلى امتداد الجغرافيا السورية إلى إفشال المخططات العنصرية ويؤكد مجددا بأن بناء الهوية الوطنية ينطلق أساساً من إلغاء جميع الممارسات والإجراءات العنصرية التي استهدفت الشراكة المجتمعية لكل مكونات الشعب السوري بدءاً من استعادة اسم الدولة السورية لتكون دولة لجميع مكوناتها وإلغاء إجراءات الصهر والتعريب التي مورست بحق المكون الكوردي وصولا إلى سوريا جديدة متصالحة مع نفسها ومع تاريخها , ويرى أن مثل هذه المشاريع والإجراءات ستزول مهما حدث وستبقى وصمة عار على جبين منفذيها وشاهداً على الغبن التاريخي بحق أبناء شعبنا الكوردي خلال سنوات الظلم والدكتاتورية التي عاشتها سوريا.
اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا 26/ 6 / 2021