كوردستريت || الصحافة
نشرت الإندبندنت تقريرا لمراسلة الشرق الأوسط، بيل ترو، تناول ما انتهت إليه آمال سوريين كانوا قد شاركوا في احتجاجات 2011.
ورصدت ترو حكاية شاب وشابة سوريَين لا يعرفان أحدهما الآخر، كانا قد اندفعا في تيّار الاحتجاجات التي اجتاحت المنطقة ومن بينها سوريا قبل عشرة أعوام.
ورأت الكاتبة أنه رغم اختلاف التفاصيل، تروي الحكايتان قصة انهيار موجع لآمال كانت معقودة على الثورة في سوريا التي انزلقت إلى “حرب أهلية هي الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين”.
فعلى مدى عشر سنوات، باتت هذه الحرب مجمعا لشبكة متداخلة من الصراعات بالوكالة بين قوى إقليمية وعالمية.
ونقلت الكاتبة عن الشاب، ويدعى أحمد (26 عاما) من إدلب، القول إن “الانضمام إلى المظاهرات كان قرارا محفوفا بالمخاطر، لكننا علمنا أن تلك هي فرصتنا الوحيدة للتغيير”.
وبعد عشر سنوات ضاعت فيها آمال أحمد في التغيير، وبلا أيّ مؤهلات وجد الشاب نفسه مضطرا – لكي يعيش ويساعد عائلته – إلى الانضمام لقواتٍ سورية تدعمها تركيا للقتال بالوكالة عنها خارج أراضيها.
وقضى أحمد عام 2020 جنديا مرتزقا تدفع له تركيا بينما يقاتل في ليبيا التي كان يأمل أن يجد منها طريقه إلى أوروبا على متن قارب مع المهاجرين.
أما الشابة، وتدعى تهاني (36 عاما) فهي الآن لاجئة في ألمانيا. وتحكي تهاني أنه ألقي القبض عليها مع غيرها لمشاركتهم في الاحتجاجات، وأنها تعرضت للتعذيب والاعتقال قبل أن تتمكن من الهرب من سوريا في رحلة طويلة ومريعة إلى أوروبا.
وتحكي تهاني للإندبندنت أن أمها، التي كانت تتوسل إليها في بداية المظاهرات بعدم المشاركة فيها، اختفت منذ اعتقالها عام 2014 وحتى الآن لا تزال مفقودة.
وتقول صاحبة التقرير إن قوات النظام في سوريا، عمدت منذ البدايات الأولى للاحتجاجات في 2011 إلى العنف المفرط مع المتظاهرين بشكل عام، قبل أن تتركز نيران الجيش النظامي السوري وغاراته الجوية ضد المعارضة المسلحة.
ولفتت الكاتبة إلى أن سكان البلاد وجدوا أنفسهم محاصرين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي ضمت بين صفوفها عناصر أجنبية وجماعات جهادية وميليشيات.
ولا يعرف أحد على وجه الدقة كم عدد من سقطوا في تلك الحرب؛ وتوقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الموتى عام 2014 بعد تسجيل 400 ألف قتيل.
وتصاعدت حدة الصراع في سوريا بعد تدخّل روسيا دعمًا للأسد عام 2015، ثم تدخّل تركيا بعد عام دفاعًا عن مصالحها على الجانب الآخر.
لكن عدد القتلى ليس المؤشر الوحيد الدالّ في هذه المأساة السورية؛ فبحسب وكالة الأمم المتحدة للطفولة، يمكن الجزم بأن حوالي ستة آلاف طفل (بعضهم لم يتجاوز السابعة) حمل السلاح كمقاتل تم تجنيده – تماما كما حدث مع أحمد، بحسب التقرير.
أما تهاني، فهي واحدة بين حوالي ستة ملايين سوريين شردتهم الحرب خارج وطنهم، بينما تشرد سبعة ملايين آخرين داخل حدود سوريا.
وتنقل الكاتبة عن تهاني قولها “لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف أنتهي … ماذا يمكن أن نسمّي ما حدث إلا بأنه قتل ممنهج لحالمين طالبوا بالحرية”.
أما أحمد فيقول: “ربما قضت الثورة السورية على الأرض، لكنها لا تزال حية في قلوبنا”.
(بي بي سي)