كوردستريت|| آراء وقضايا
بقلم هوشنك أوسي
منذ سنوات، وحزب العمال الكردستاني يتهم الحكومة التركية بأنها تفرض حالة من العزلة والتجريد على زعيم الحزب عبدالله أوجلان “المسجون” في جزيرة إمرالي. منذ سنوات وهذا الحزب يتلاعب بمشاعر الشعب الكردي، عبر استثمار وضع أوجلان، وأنه يعاني الأمرين ومحروم من حق الاتصال والتواصل مع أهله. منذ سنوات والحزب يجبر جماهيره والمؤيدين له، على الخروج في مسيرات مؤيدة لاوجلان ومطالبة بفك العزلة عنه. ناهيكم عن مئات البيانات والحملات التضامنية بنفس الهدف وتحت نفس الشعار – الاكذوبة.
هذه الخدعة – الكذبة، شككت بها، في مناشير وفيديوهات سابقة لي. لكن، وصلتني معلومات من مصادر مقربة من الحزب، مفادها: أوجلان يتصل بكوادر قيادية معينة من حزبه متواجدة في أوروبا. وآخر اتصال جرى بين أوجلان، عبر الهاتف، كان في الأسبوع الماضي. كيف يجري الأمر؟
مسؤول تركي خاص مكلف بالمهمة، يتصل برقم معين، ويقول لصاحبه: “غدا، في الساعة كذا مساء، سيتصل بكم عبدالله أوجلان”. ينتظر صاحب الرقم (كادر قيادي) الاتصال على الموعد، ويجري الاتصال ويستمر من نصف ساعة إلى ساعة، يتلقى فيها التعليمات والتوصيات والأوامر.
في آخر اتصال بين أوجلان وهذا الشخص، ركز أوجلان على النقاط الثلاث التالية:
١. سيطرة أردوغان بشكل كامل ومطلق على مفاصل الدولة. سابقا كنت أبحث عن مخاطب (محاور) والآن وجدته. [يقصد أردوغان].
٢. يجب على الحزب عدم ارتكاب أعمال عنيفة (يقصد الأعمال العسكرية).
٣. في الانتخابات البلدية القادمة (نهاية آذار) تجنبوا أن تكونوا مطية لأي طرف من الطرفين؛ حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري.
طبعا، اوجلان حين يطالب جماعته #HDP #DEM بالحياد، هذه يعني أنه يرفض اي اتفاق سري أو علني مع حزب الشعب الجمهوري #CHP، بالضد مما فعله العمال الكردستاني في الانتخابات السابقة.
ومجرد تحييد أصوات الجماعة القنديلية – الاوجلانية، هذا يعني بشكل غير مباشر؛ ترجيح كفة العدالة والتنمية. ذلك أن اوجلان لا يمكنه أن يطلب من جماعته بشكل صريح ومباشر: صوتوا لحزب أردوغان.
المقصد مما سلف ذكره؛ أوجلان ليس في عزلة، بل يتواصل مع حزبه عبر الاتصال الهاتفي، بالتنسيق مع الدولة. اوجلان حاليا، اردوغاني الميل والهوى. وهذه فكرة كتبتها في مقال سابق، قبل سنوات خلت.
لكن، كيف لي أن اقنع الحشود الآبوجية القنديلية (الاوجلانية)؛ إن حزبهم يكذب عليهم ويخدعهم ويتعامل معهم كقطيع؟