” روداو” و ” محمد منصورة” و ” دجاجات أم حامد “

آراء وقضايا 02 سبتمبر 2018 0
” روداو” و ” محمد منصورة” و ” دجاجات أم حامد “
+ = -

” روداو” و ” محمد منصورة” و ” دجاجات أم حامد ”

كوردستريت نيوز || بقلم : عبدالرحمن كلو 

من على شاشة روداو خرجت علينا إحدى ” الناشطات ” المحسوبة على أطراف الحركة الكردية وكانت بكامل اناقتها تتحدث عن واقع قامشلو والأمن والأمان وتحاول أن تقول أن الأمور كما يرام من كافة النواحي باستثناء بعض المنغصات التي يمكن تجاوزها ناسية ومتناسية الواقع الفعلي الذي يعيشه شعبنا من جبايات واعتقالات وكم أفواه وإلغاء الحياة السياسية وحرمان من الماء والكهرباء …
ذكرني حديثها بقصة دجاجات أم حامد وهي قصة قصيرة جرت في قامشلو في تسعينيات القرن الماضي عند زيارة العميد محمد منصورة .
إذ كان من العرف التقليدي لدى بعض وجهاء وشيوخ منطقة الجزيرة بزيارة مسؤولي الدولة وضباط الأمن في المناسبات والأعياد وذلك توددا و تقربا منهم، ففي إحدى الزيارات للسيد محمد منصورة رئيس فرع الأمن العسكري بالقامشلي حيث جموع من وجهاء وشيوخ عشائر العرب والكورد في حضرة السيد العميد لتهنئته بعيد الاضحى، وبعد السلام والتهنئة قام أحد الحاضرين بالقاء قصيدة شعرية موزونة ومنظومة بقافية موسيقية وبلغة عربية فصحى قال فيها:
بما معنى ….
أيها الفارس المغوار… مذ ان دخلت أرض الجزيرة آمن وأمان وسلام…
يا شجاع القوم ….حللت الجزيرة وحلت البركات
يا أبا جاسم ….معك باتت للحياة قيمة ومعنى في ربوع جزيرتنا
واستطرد في الإلقاء وقال: مذ ان دخلت الجزيرة حتى الخرفان والذئاب تصالحت وتصافحت …والفئران والقطط في وئام وسلام يلعبون سوية في مرابعنا…والثعالب والواوية لم تعد تغدر بدجاجاتنا وديوك الحبش منفوشة الريش مزهوة تتمايل بين قطعان الثعالب …آمن وأمان…مذ أن دخلت الجزيرة…. أمن وأمان… وكان يكرر الأمن والأمان .
قال أبو حامد ملأني الضحك لكنني لم أستطع واكتفيت بابتسامة خرجت رغم ارادتي ووشوشت صديقي الذي بجانبي وقلت له البارحة الثعالب والوواوية دخلوا على دجاجات ام حامد قتلوا وأكلوا وقطعوا أوصال دجاجاتها عن بكرة أبيهم ….اكثر من عشرين دجاجة وديك حبش…هل من المعقول أن الثعالب والواوية في منطقتنا لم يسمعوا بأن أبا جاسم لم يأت عندنا او هو في الجزيرة الآن؟
وابتسم صديقي باستحياء ولزمنا الصمت حتى انتهاء الزيارة، وعندما بادرنا بتوديعه واحدا بعد الآخر وصلني الدور كي أودعه قال لي انتظر انت ابو حامد…شعرت بخوف شديد وعلمت أن الابتسامة ستكون لها عواقب غير محمودة وبعد خروج الجميع قال لي قل لي يا أبو حامد ما هو سبب ابتسامتك عندما كان الشاعر يلقي القصيدة ؟ قلت له سيدي وآلله اخاف من عاقبة الحديث، قال: لا لا لا تخف لك الأمان، قلت: سيدي والله ليلة البارحة أم حامد خسرت عشرين دجاجة وديك علو التهمتها الثعالب والواوية يعني مجزرة وحشية حقيقية في حوشنا، قلت لصديقي هل من المعقول أن هذه الثعالب لم تسمع بقدوم أبو جاسم للجزيرة أو لم تسمع بعهد السلام والأمان حتى ارتكبت هذه المجزرة بدجاجات ام حامد؟
لم يرضه جوابي ولم يبتسم بل بدا وكأنه كان يريد أن أصدق كلام الشاعر… لذا اكتفى بالقول: اذهب ، وفقط.

آخر التحديثات