صلاح علمداري : كاك مسعود بارزاني نعتبره رمزاً كردستانياً و علم الإقليم وثقناه في برنامجنا رمزاً قومياً

آراء وقضايا 27 مايو 2018 0
صلاح علمداري : كاك مسعود بارزاني نعتبره رمزاً كردستانياً و علم الإقليم وثقناه في برنامجنا رمزاً قومياً
+ = -

كوردستريت || رأي الكتاب 

هل موضوع حزب الوحدة هو الأهم كردياً من بين مواضيع الساعة لكي يتناوب البعض على تخصيص جل وقتهم في تقييمه و توصيفه ؟ هل الكتابة عن حزب الوحدة هي أهم من الكتابة عن كركوك و شنكال و الاقتتال الأخوي الذي على وشك …و التهديدات التركية و الإيرانية و تهديدات داعش و النظام السوري و الكتائب الجهادية الأخرى للكرد ليل نهار ؟ و أهم من معاناة الكرد مع الحرب و الغلاء و الحصار …؟ حزب الوحدة ليس جزءً من الإدارة القائمة التي تقرر بمفردها مصير الكرد على الأرض!, و ليس جزءً من المجلس الوطني الذي يغامر منفرداً بمستقبل و مصير الكرد السوريين ضمن وفد المعارضة! … فهل موقع حزب الوحدة أهم من هذين الموقعين بحيث يناله النصيب الأكبر من القيل و القال ؟ هل ما يُكتب عن حزب الوحدة هو تقييم و نقد لأدائه و توجهاته من أجل الاستفادة منه و البناء عليه أم مجرد تُهم و تجريح بحق قياداته و تدخل في شؤونه للنيل منه؟!

.

لم نكن لنرد على التهم المكررة و المبتذلة لو أنها أراء فردية عبثية, و لكن عندما تتحول إلى هذه التهم إلى مسلسل و حملة إساءة لحزب ننتمي إليه مع الآلاف ممن كرّسوا سنوات عمرهم في العمل ضمن صفوفه, في شخص سكرتيره المنتخب أو قياداته و كوادره و يكيلون شتى التهم بحقهم من خلال لغة تفتقر أحياناً إلى آداب الحديث و تخلو من أي اعتبار أو احترام في سياق حرب باردة يبدو أنها لن تنتهي قريباً , لا بد أن نضع بعض النقاط على حروفها آملين أن يتوقف هذا الاستهداف المتعمد لحزبنا و توجهاته و مواقفه التي يتم النقاش فيها بما يكفي ضمن الهيئة القيادية و كيلها بعناية لتنال في أسوأ الأحوال غالبية أصوات القيادة بل و أحياناً يتم التشاور فيها مع ممثلين عن المنظمات المحلية وفق آلياتنا المعتمدة و لا تقتصر على نبوءة فردية كما يتم اتهامنا به و كما هو شائع أساساً في العقلية الحزبية التقليدية لدى الآخرين , مبدين هنا على الملأ كامل استعدادنا للخوض في مناقشة أي موضوع حتى و لو في بث على الهواء إذا كان الهدف منه هو الإحاطة و التصويب و الإغناء بدلاً من سلوكية الاختباء خلف الستار و تلقين أبواق تختبئ هي الأخرى خلف أسماء مستعارة .

.

إذا كان المستهدف هو شخص سكرتير الحزب و الطعن في إمكانياته و مؤهلاته و قراءاته السياسية فإننا ندعو إلى إجراء مقارنة منصفة بينه و بين حوالي خمسين سكرتيراً آخرين في القامشلي وحدها بل بينه و بين جميع قادة الائتلاف السوري ناهيكم عن أن رفاق الحزب و ممثليهم في المؤتمر هم من يتحملون مسؤولية انتخابهم لكامل الهيئة القيادية و للسكرتير في عرف انتخابي تفتقر إليه غالبية الأحزاب الأخرى دون أن يزكّى أحد من قبل جهة ما أو يحظى أحد بإجماع دون معارضة , السكرتير نفسه حصل على 65% فقط مقابل منافسه في آخر مؤتمر, أما اذا كان المستهدف هو الهيكلية و التنظيم و منظمات الحزب المنتشرة من نهر دجلة إلى النهر الأسود في أقصى غرب عفرين مروراً بكل قرية كردية بينهما كما في أوربا و إقليم كردستان و لبنان و الخليج و تركيا … في محاولة للنيل منه و تحويله إلى حزب (مكرو – باص) فعبثاً حاول كثيرون مرات و مرات دون أن يتمكنوا من حصر التنظيم في بقعة هم يريدونها بل زاد التنظيم قوة و انتشاراً و زاد الرفاق إصراراً و صارت فرقة حزبية تضاهي بعض الأحزاب في حجمها و فعاليتها.. و إذا كان المستهدف هو توجه الحزب و مواقفه فإننا نؤكد بأن حزب الوحدة سيبقى مدرسة نضالية متميزة سواء بقي السكرتير و بقيت القيادة أم رحلوا و سيبقى يستثمر طاقات رفاقه و النخبة التي تلتف حوله في مشروعه الكردي السوري و يعمل دون صخب و دون تحيز وفق كيل و ميزان و جدول أولويات .

.

يشتد وطيس هذه الحملة كلما احتدت نبرة الصراع بين طرفين كردستانيين و تخندقت غالبية الأحزاب الكردية في عرف أعمى مع طرف ضد آخر و تميز حزبنا في كل مرة بموقفه الرافض للتحشيد و التخندق و الاحتراب الكردي -الكردي محملاً تبعات ذلك على الطرفين المتحاربين كائناً من يكونان دون أي تحيز ناهيك عن أن الكرد وقضيتهم يمرون الآن بمرحلة مصيرية , يحتاجون فيها فقط إلى تجاوز الخطاب الكيدي و تمتين الصف الداخلي من خلال اقتران طاقة الشباب مع خبرة الرعيل الأول و قيادات مهما تواضعت يكفي –برأينا- أنها حاولت و كرست جلّ وقتها للنضال من أجل الكرد و قضيتهم و أحزاب تعرض الكثير من أعضائها للاعتقال و الملاحقات و الإهانات في وقت كان فيه الكثيرون لا يميزون بين الشعور القومي و الشعور بالجوع ! و لم يولد فيه الكثير ممّن يكتبون اليوم قصائد الهجاء بحق تلك القيادات .

.

موقف حزبنا المبكر في ضرورة التعامل الإيجابي مع الإدارة الكردية حتى و نحن خارجها … حتى لو كان المجلس الوطني بمفرده يديرها و عدم الانزلاق إلى موقع العداء و الصدام معها نيابة عن أعداء الكرد لم يشأ الكثيرون استيعابه و استيعاب أن الإدارة هي ضرورة للمرحلة الكردية , رغم أن هذه الإدارة أفصحت عن جدواها خلال السنوات الماضية بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء و موقفنا هذا أثبت صوابيته بشهادة أي محلل سياسي منصف .

.

الموشح القديم – الجديد عن حزب الوحدة كعلاقته بقنديل و النظام السوري و طهران و ما إلى ذلك من خربشات لا زال يتردد بين فترة و أخرى و في كل مرة بصياغة جديدة و مؤثرات و ملحقات جديدة , أما الذين يشكّون فعلاً فنقول لهم : ليس لحزبنا علاقات سرية مع النظام السوري و طهران و لا أية جهة أخرى معادية لحقوق الكرد , و أما الذين يشكّكون و يبالغون عمداً فنقول لهم : كفى بثاً لسموم الحقد ضمن البيت الواحد و المجتمع الواحد…. , قد نختلف مع حزب العمال الكردستاني و قنديل في بعض السلوك و طريقة التفكير لكن ذلك لا يجعلنا على عداء معهم أو تشكيك بهم و لا يغير نظرتنا المبدئية إليهم كمنظومة كردستانية شقيقة و أما عن أحزاب و حكومة إقليم كردستان فإنهم أشقاء و موضع تقديرنا و لا نكّن لهم سوى الاحترام و كاك مسعود بارزاني نعتبره رمزاً كردستانياً و علم الإقليم وثقناه في برنامجنا رمزاً قومياً لكن كل ذلك لن يمنعنا من توجيه ملاحظاتنا و انتقاداتنا الأخوية سواء إلى قنديل أو إلى حكومة الإقليم .

.

من دواعي سروري و أنا عضو في هذا الحزب أن كل الذي نتعرض له من اتهام لا علاقة له بصفقات مشبوهة أو فساد , و لا مواقف مخزية تمس الأمن القومي الكردي , و لا انزلاقات أخلاقية , و لا تلقّي مال سياسي و لا إراقة دماء … لم نعتقل قيادات سياسية معروفة فنلفق لهم تهم تهريب ! و لم نطلب من أمريكا وضع وحدات الحماية الكردية ضمن لائحة الإرهاب!!… كل ما نتعرض له هو مجرد بهتان و طعن في شخصيات قيادية او في شخص السكرتير دون أن يتمكن أحد حتى الآن من تعزيز تهمته بوثيقة أو واقعة أو صورة تكسبها و لو قليلاً من المصداقية , و هنا نعلنها للملأ مَن لديه وثيقة تثبت أية تهمة و لو على دجاجة يملكها أحد أعضاء حزب الوحدة فليظهرها للقراء و إلا فكل ما يكتبونه ليست إلا قصائد هجاء لإرضاء أمير بلاطه .

.

ربما حاولنا أن نكون متميزين و هذا حقنا , فاعتمدنا الانتخابات الشفافة وسيلة من القاعدة و حتى القيادة و تركنا في القيادة هامشاً للاختلاف باعتبار رأي الأكثرية قراراً و نشر رأي الأقلية على صدر جريدتنا و لم نقبل أن يكون الرفاق نسخاً مكررة فتركنا هامشاً للاجتهاد و الخصوصية و الاختلاف و جعلنا النقد البناء في متناول الجميع على جدول العمل في كل اجتماع حزبي ليكون من حق الفرقة الحزبية أن تنتقد القيادة و من حق أحدث عضو أن ينتقد السكرتير… كنا أول من وزع ملصقات في حلب و دمشق و الجزيرة تطالب بإلغاء قانون الإحصاء و أول من نظم احتجاجات مدنية أمام البرلمان السوري و أمام محاكم نظام البعث الجائرة و سفارات النظام في الخارج و أول من دعا إلى إشراك المستقلين في المشاركة بالقرار السياسي… كما كنا من الغائبين باستمرار عن الإستدعاءات الأمنية و الرافضين الوحيدين لإلغاء نوروز 1994 بحجة وفاة ابن الرئيس … كنا من أوائل الذين نبهوا إلى خطورة الإسلام السياسي على الثورة السورية و خطورة تسليح الثورة و إدخال الجهاديين إلى سوريا و إدخال المسلحين إلى المدن الكبيرة ( حلب و حمص ..)… أسسنا مؤسسة حماية و تعليم اللغة الكردية , كرمنا المناضلين القدماء و مستمرون في تكريم المتميزين كل عام …تميزنا عن غيرنا بالكثير من المواقف و المبادرات و أثرينا بقسط ما موروث شعبنا النضالي لكننا مع ذلك نبقى جزء من الحركة الوطنية الكردية و جزء من اللوحة السورية و لسنا حالة مثالية , نخطئ و نصيب بل ينقصنا الكثير و يهمنا رأي الناس فينا فأهلا بالنقد البناء و لا سهلاً بالتجريح

.

Salah Alamdari

-26/5/2017

آخر التحديثات