نكسات وعبر… بقلم عبدالرحمن ابراهيم

آراء وقضايا 31 يناير 2018 0
نكسات وعبر… بقلم عبدالرحمن ابراهيم
+ = -

كوردستريت | مقالات |

بعد إنسحاب الجيش العراقي من مدينة الموصل في حزيران 2014 وترك اسلحتهم الامريكية المتطورة وهروبهم حفات عراة امام بضع مئات من عناصر تنظيم داعش وانسحاب فرق كاملة بعتادها وسلاحها من جنوب كركوك تارك فراغا امنيا وعسكريا هناك… تقدمت قوات البيشمركة الى تلك المناطق لملئ الفراغ وحماية المنطقة.

 

بسطت قوات البيشمركة سلطتها على الاراضي المستقطعه ابان حكم صدام والتي سميت في ما بعد في الدستور العراقي الجديد ب (المناطق المتنازع عليها) تم استرجاع شنكال بعد وقوعها بيد داعش بعد إحتلال الموصل …

 

بقيت جميع المناطق المتنازع عليها بالاضافه الى كركوك تحت سيطرة قوات البيشمركه آمنه وعائدات النفط في تلك المناطق تذهب للخزينة الاتحادية في بغداد والتي بدورها قطعت حصة الاقليم من الميزانيه17% التي اقرها الدستور العراقي عام 2005وبعد ان وصلت المفاوضات بين اربيل وبغداد الى الطريق المسدود في عدم تطبيق الدستور وحل جميع المشاكل والملفات العالقة ومن ضمنها الماده 140 لتقرير مصيرالمناطق المتنازع عليها وفق الدستور الجديد.

 

والقضايا السياسيه والاداريه والاقتصاديه وتنصل الحكومة من جميع إلتزاماتهاالدستورية. هنا قرر الرئيس مسعود البرزاني وبموافقة البرلمان والاحزاب الكردستانية في إجراء الاستفتاء على الاستقلال عن العراق في. 25 -9- 2017 كاورقة ضغط على حكومة حيدرالعبادي التي تتسم فيها طابع الطائفية.

 

رغم الجهود الدوليه والامريكيه التي دعت الى تأجيل الاستفتاء عن موعدها المحدد الا ان حكومة الاقليم اصرت في اجرأها في موعدها تلبية لنداء الملايين من الشعب. تم اجراء الاستفتاء في موعدها المقرر وحاز على تأييد ساحق بنسبة 92% من اصوات سكان الاقليم تأيدا في خروج الكرد من تحت العبائة العراقيه وبطريقة حضارية.وديمقراطيه.. وبتحريض من تركيا وايران طالبت بغداد حكومة الاقليم بألغاء نتائج الاستفتاء شرطا اساسيا في اجراء الحوار ومتجاهله ان من صوت بنعم للأستقلال هم فقط من حقهم ألغائها…

 

وافقت حكومة الاقليم في تجميد نتائج الاستفتاء لكن الحكومه الاتحاديه تشبثت بموقفها والتجأت الى الخيار العسكري لبسط سلطتها على كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها.وهنا..

جرت الرياح بما لاتشتهي السفن الكردية.في صبيحة يوم 16 تشرين الاول 2017هاجم الجيش الاتحادي مع قوات الحشد الشيعي المدعوم من ايران بقيادة قاسمي سليماني قائد قوات الحرس الثوري الايراني وتحت انظار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحده الامريكيه حليف الكرد في محاربة تنظيم داعش. وبسلاح ودبابات المتطورة تم مواجهة الكرد و بخيانة احد الاجنحه لعسكريه قوات 70 التابع للاتحاد الوطني الكردستاني التي تركت مواقعها الامامية بدون اي مقاومة باوامر من بافل نجل الرئيس العراقي السابق المرحوم جلال الطلباني أنهارت الدفاعات الاوليه للبيشمركه رغم مقاومة جناح كوسرت رسول البطولي لكن انسحاب باقي القواة من كركوك وخلال ساعات تم احتلال كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي بدون اي مقاومه.

 

اصاب الجيش والحشد الشيعي الغرور نتيجة تسليم البيشمركه تلك المناطق التي حررتها بدمائها من تنظيم داعش بدون اي مقاومة تذكر حقنا للدماء. طالبت الاخير البيشمركة بالانسحاب الى مناطق ماقبل حدود 2003.اثناء حكم صدام حسين بل اكثر من ذالك توجهت الى اربيل واردت اسقاط الحكومة في كردستان لولا المقاومة الشرسة التي واجهتها من البيشمركة على تخوم واطراف العاصمة اربيل وبهذه السهوله تبخر الحلم الكردي مرة اخرى في غدر اخوة الدم والمصير وتركة في ساحة المعركة وحيدا .

وغدر وخيانة الاصدقاءالحليف الامريكي مرةاخرى

ان تلك النكسة ومرارتها على الامة الكردية لم تكن اقل من مرارة انهيار جمهورية مهاباد وثورة الملا مصطفى البرزاني.في اتفاقية الجزائر المشؤومة وكما ذكرها الرئيس مسعود البرزاني في خطاب الاستقالة في كلمة تعبر عن شعور بالمرارة..مرة اخرى.

لم يقف معناسوى جبالنا.ان الاكراد لم يجدو من يقف الى جوارهم من خارج اقليمهم لدعم حقهم في تقرير المصير وقال ثلاثة ملاين صوت لصالح استقلال كردستان صنعوا تاريخا لايمكن محوه… وبهذه العبارات التي تحمل كل معاني المراره من قائد تاريخي اراد ان يحقق حلم شعبه انتهت بنفس الادوات.القديمه.وهي تخلي.الاصدقاء.. وننهي هذه الصفحه المأساويه بهذه العبارات..؟ ان ارادة الانتصار مهمة… لكن الاهم منها ارادة التحضير للأنتصار…..

 

وشكرا

آخر التحديثات