من المسؤول عن مآسي الكورد في روج آفا كوردستان..بقلم حسن أوسو حاجي عثمان

آراء وقضايا 30 يناير 2018 0
من المسؤول عن مآسي الكورد في روج آفا كوردستان..بقلم حسن أوسو حاجي عثمان
+ = -

كوردستريت | مقالات |

أترك الإجابة لكل كوردي غيور- حق أبناء الكورد(عفرين) في ذاتيتهم الكوردستانية – ما مصير شعبنا الكوردي في روج آفا كوردستان هل يقتل بأيادي عدة أو يبقى هكذا؟ ومن المسؤول عنه؟ لابد من رحيل الأفكار الضارة مع صاحبه من خلال الإقناع والتوعية الصادقة الجادة ولا بد من رحيلهم من خلال العنف.

إن شقة الخلاف الكوردي الكوردي كما يلاحظ واسعة حيث يجيب كل تيار(حزب) كوردي عن الأسئلة بطريقة مختلفة، ومع هذا، تظل البنية المزروعة هي الصيغة الشاملة التي تفترض أن المادة البشرية الكوردية هو قائم على أرضه التاريخية لنيل حقوقهم المغتصب ولإقامة دولتهم بمساعدة الأصدقاء المخلصين للشعب الكوردي والشرعية الأمامية والجبال الكوردستانية. وللإشارة إلى التيارات الفكرية والتنظيمية داخل الحركة الكوردية المنشلة، وللإشارة إلى التيارات توحي بأن ثمة اختلافات عميقة وجوهرية بين تلك التيارات، وهو أمر مناف للحقيقة، أما الصراعات داخل التيارات مختلفة.

 

وتعود الوحدة الأساسية بين التيارات الكوردية المختلفة إلى أنها تدور في إطار الصيغة الكوردية الأساسية بعد أن تحولت إلى صيغة أساسية شاملة وبعد تهويدها. فمهما احتدم الصراع بين تيار وآخر، يظل هناك الاتفاق المبدئي على الأهداف النهائية وعلى آليات تنفيذها، ومع هذا، تحدُث بعض الانقسامات داخل التيارات الكوردية يمكن تصنيفها على النحو التالي:

أولاً: التقسيم على أساس مجال النشاط الكوردي.

ثانياً: التقسيم على أساس إثني (ديني/علماني).

ثالثاً: التقسيم على أساس إثني (إسلامي، وأفكار غربي/شرقي).

رابعاً: التقسيم على أساس العقيدة السياسية الفاشلة.

يا إخوتي ويا أحبائي، أنتم في معظمكم شباب تحملون على أكتافكم مسؤولية هائلة عظيمة، نحن في الواقع بدأنا نسلم الأمانة دخلنا الكهولة وجاء الزمن الذي يتطلب منا أن نسلم الأمانة لكم أريد أن أقول لكم كلمة، الوقوف عند ظواهر الأمور شيء خطر ومضيعة للوقت في غير طائل ومشي في الظلام، اعرفوا كل شيء وفكروا في كل شيء وقبل أي شيء، اعرفوا في أي عصر تعيشون واعرفوا المواصفات الحقيقية للعصر الذي تعيشون فيه، واعرفوا الإمكانات التي يمكن أن يقدمها هذا العصر سلباً أو إيجاباً قلت إنه مع الحرب العالمية الثانية أصبح تدخل الدولة أي جهاز العنف السمة التي تطبع العصر برمته فما قدمت لنا الحرب العالمية الثانية أبرزت إلى الساحة ثلاثة شياطين، الإدارة الحكومية الغير شرعية، والعلم الفاسد، والتكنولوجيا بأنواعها.

الإدارة الحكومية أصبحت تتدخل في الصغيرة والكبيرة، وتعطي نفسها حق الإشراف والتوجيه والتقرير والتنفيذ أي حق قولبة المجتمع البشري بل قولبة العقل البشري وصياغته على النحو الذي تريد، والتكنولوجيا سهلت على الإنسان ما كان يبذله من جهد يشعره بشخصيته ووضعت في يد الدولة، كل مقادير هذه الشخصية، ماذا كان من نتائج هذا؟ كان من نتائج هذا أن تضخم جهاز العنف وأن تضخم موضوع تدخل الدولة في شؤون الأفراد وأن تضخم الوضع الأبوي الذي تأخذه الدولة وأن تجسم هذا الدور حتى أصبحت الأجهزة الحاكمة في أي مكان من الأماكن تشعر بأنها وصية على الناس وبأنه لا يجوز للمواطنين أن يروا رأياً يخالف ما يراه الزعيم الأوحد أو القائد المستبد أو الرئيس الآتي من على ظهر الدبابة، ولا ينبغي لنا أن نسقط من حسابنا أن ثمة ظاهرة معروفة في التاريخ السياسي وهي أن الأجهزة الحاكمة دائماً حتى أفضلها وأمتنها تصاب بما يسمى بالتسمم القاتل بالحكم لمجرد أن تصل إلى الحكم تصاب بهذا التسمم الأزرق،

 

فترى أن الجهاز الذي تهيمن عليه أفضل جهاز، وأن أي إصلاح لا يمكن أن يأتي إلا من هذا الجهاز. ومن هنا كان دورها العنيف ودورها الخطر ودورها المخرب، هل استطاع المردة الثلاثة الأبالسة الثلاثة أن يضيئوا أمامنا الطريق لنرى هل تراجع العنف في الحياة الإنسانية أم تقدم؟ نرجع إلى الأرقام في التاسع من أيار عام 1945م شنت على مدينة طوكيو عاصمة اليابان غارة جوية دامت ست ساعات، كانت الغارة مكونة من 286 طائرة قاذفة ألقت على مدينة طوكيو 1670 طن من القنابل الحارقة فأحرقت 40 كيلو متر مربع من المدينة وتكشف الموقف عن قتل 84 ألف نسمة من أصل 67000 ألف نسمة هم قوام سكان مدينة طوكيو، 286 طائرة و1670 طن من القنابل المتفجرة، في السادس من آب ألقت طائرة قاذفة واحدة على هيروشيما من ارتفاع 400 متر قنبلة واحدة بحجم البيضة أحرقت 11 كيلو متر مربع بواسطة النار والريح الحارقة من المدينة،

 

 

وأسفرت هذه القنبلة عن قتل 160 ألف نسمة من أصل 240 ألف نسمة أين أصبحت النسب طارت مع الريح، الحروب الكلاسيكية أصبحت لعبة أطفال وأصبح العلم والتكنولوجيا والإدارة الحكومية يشكلان خطراً يهدد المجتمع البشري كله بالدمار والفناء فإذا أضفنا إلى هذا أنه بحلول عام 1957م وهو تاريخ قريب بالنسبة إلينا زادت القوة التدميرية باكتشاف القنابل الهيدروجينية عشر مرات نكتشف أن الخطر تجسم وأن العنف بلغ مراحل تنذر بالويل والثبور وعظائم الأمور، فإذا نظرنا أيضاً إلى أن العلم يقول لنا اليوم: إن الكيلو غرام الواحد من مادة اليورانيوم المشعة التي تستخدم في التفجيرات النووية تحوي ست مئة ألف كيلو قوة طاقية للانفجار، وعرفنا أن الذي أمكن استخلاصه من القوة التدميرية والتفجيرية هو واحد إلى ألف أدركنا أن القوة الرهيبة المتحصلة اليوم التي رفعت الأقمار الصناعية إلى القمر وإلى المريخ وإلى كوكب الزهرة تساوي واحد من ستين من القوة التي يمكن للعلم أن يستخلصها من المواد المشعة، إذا عرفنا هذا يقف شعر رأس الإنسان،

 

أية طريق تسير فيها هذه البشرية من هنا نجد أن العملاقين الكبيرين اللذين هما روسيا وأمريكا اتفقا على أن لا يكون بينهما صدام نووي لأن الصدام النووي، يشكل دماراً كاملاً للبشرية وذلك ذروة العنف وهو النتيجة الطبيعية لغياب المراقبة الشعبية من الساحة لكنهما اتفقا على ماذا على السماح بالحروب الموضعية سأضرب لكم من الحروب الموضعية مثلين لتروا أنه حتى مع استعمال الأساليب الكلاسيكية التقليدية بأن الحروب الموضعية تشكل تهديداً خطيراً بما تملكه من آلة عنيفة جبارة في حرب كوريا التي استمرت ثلاث سنوات

 

ثم ختمت بالهدنة استخدم ما يقرب من خمسة ملايين رجل في الحرب ومات في هذه الحرب مليون ومئتا ألف رجل ودمر أربعون بالمئة من القوة الزراعية في البلاد ودمرت سبعون بالمئة من الثورة الصناعية في البلاد في الجزائر وهي حرب موضعية قتل مليون قتيل في الجزائر باستخدام فرنسا لقوات حلف الأطلسي التقليدية الكلاسيكية سياسة الأرض المحروقة، تسمعونها أكثر من سبعين بالمئة من الأراضي القابلة للزراعة جرى إحراقها من قبل القوات المحتلة الغازية فأي دمار وأية قابلية للدمار تحملها هذه التطورات الرهيبة، نسأل أنفسنا هل تراجع العنف؟ لا، نسأل أنفسنا أيضاً:

 

ما مصير هذا البؤس والشقاء لشعبنا في روج أفا كوردستان؟ سأذكر لكم يا أحباب عام 1945م وصلت ألمانيا إلى القاع حتى إن وزيراً من كبار الوزراء الحلفاء قال بكل مرارة وألم إنه وخلال قرون طويلة لم يسبق أن عانى شعب أوروبي هذه الحالة من الدمار والضياع والبؤس والشقاء شاعت على ألسنة الألمان مقطوعة شعرية يغنونها في الطرقات بعد أن فقدت ألمانيا عشرين بالمئة من سكانها وبعد أن دمرت فيها ثلاث مئة ألف مسكن، وبعد أن فقدت تسعين بالمئة من الرأسمال غير المنقول الذي تملكه كان الرجل منهم يمشي ويغني ويدندن بمقطوعة يقول: سقط الرجل في قبر جندي وسقطت المرأة في سرير زنجي،

 

الرجل سقط في سبيل الوطن والمرأة سقطت في سبيل سيجارة، عرض المرأة كان يباع ويشترى بسيجارة أمريكية هذا الشقاء الرهيب من المسئول عنه يا إخوة، هل المسئول عنه الأبالسة الذين يسيطرون على العالم من يومها إلى اليوم؟ أم المسئول عنه جماهير الشعب، الأبالسة باستمرار يحضرون طائراتهم التي تنقلهم وما سرقوا من أموال الأمة خارج مناطق الخطر-عند اللزوم- والشقاء والبلاء ينزل على الأمم،

 

هل لم يكن في الإمكان أن نتصور طريقة أخرى لحل المشاكل نتفادى بها كل هذه المآسي نقول نعم وفرق المسألة كله أن الإسلام الحقيقي هنا أقول كل الأديان السماوية يرى أن حل المشاكل بإماتة نوازع العنف في ذات الإنسان الفرد، بينما لا يصحو الناس على العنف إلا بعد أن يستشري وبعد أن يصبح شيئاً لا سبيل إلى علاجه بحال من الأحوال.

30-1-2018م

آخر التحديثات