كوردستريت – بيرين يوسف
.
المواقف الدولية تنبنى على المصالح الحيوية لتلك الدول بالدرجة الأولى ، ولكن في الحالة الكردية هناك نوع من الانتظار والترقب ، وتعتمد على الموقف الكردي الحاسم ومدى امكانية صموده وانتصاره بعد الاستفتاء هذا ما صرح به “مصطفى جمعة” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا في حوار خاص مع شبكة كوردستريت وأضاف “جمعة” إن الكورد اثبتوا تفوقهم ووقوفهم الحازم في وجه الارهاب الداعشي وتدخلات دول الجوار الكردي ، وهذا الأمر يجعل من الكرد عامل استقرار واطمئنان ، مما يستدعي ليس عطفا دوليا ؛ بل ارتباط مصالح مستقبلية أيضا ، الأمر الذي سيؤدي الى تغيير تلك المعادلة في قادم الأيام لصالح استقلال كردستان ، ولولا ذلك لما قامت دول الجوار الكردي والتي تقتسم أراضي كردستان بالتهديد والوعيد وإجراء المناورات العسكرية على حدود الإقليم ، ولما حاصرت حكومة العبادي إقليم كردستان وتصرفت بطريقة عدائية جدا .
.
“مصطفى جمعة: المواقف الدولية ستتغير لصالح الكورد حيال الاستفتاء”
.
وأشار القيادي الكردي إن المواقف الدولية حتى الآن تشير الى التوقيت غير المناسب للاستفتاء ولم تصرح بالضد من حق تقرير المصير للشعب الكردي ، وتفاءل الساسي الكوردب بأن تلك المواقف في طريقها الى التغيير لصالح الكرد ، خاصة وأن العراق تبدوا دولة فاشلة ، وتركيا حليفة لداعش ، وايران تخلق وتقود الأزمات في وجه التوجهات الدولية ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة .
.
“مصطفى جمعة”: يجب أن يكون أعضاء أمانة المجلس الكردي من الداخل”
.
وحول موعد مؤتمر المجلس الوطني الكردي أفاد جمعة بأنه ليس هناك تحديد موعد باليوم والساعة ، ولكن المؤتمر حسب المعطيات المتوفرة سينعقد أواخر الشهر الحالي , بعد تأخير قارب السنة . مضيفا إن هذا المؤتمر مهم جدا في ظل الظروف الحالية ، ومتمنيا أن يخرج بقرارات جدية وعملية ، من أجل وضع المجلس على سكة العمل المثمر والفاعل ، ويرى السياسي الكردي أنه يجب ان ينعقد على أساس لائحة تنظيمية تحدد دور ألأحزاب وكذلك المستقلين والكيانات الأخرى المنضوية في أطر المجلس ، وأن يكون معظم قيادات الأمانة العامة في الداخل ، وأيضا إعادة الاعتبار للمجالس المحلية وخاصة في المناطق الغربية : كوباني ، الباب ، عفرين ، والوقوف على دور المجلس في الهيئات التابعة للمعارضة ، والعلاقات مع المنظمات والمحافل الدولية .
.
وحول التدخل التركي في ادلب أفاد “جمعة” إن ذلك التدخل مرتبط بمخرجات آستانا ، والتفاهم الثلاثي التركي الروسي الإيراني بما يجعل ادلب منطقة “خفض تصعيد” على غرار المناطق الأخرى في سوريا ، هذا في الظاهر ، أما المغزى الحقيقي من وراء التدخل هو إصابة تركيا بفوبيا القضية الكردية ، ومحاولاتها حسب رأيها منع الكرد من أيجاد التواصل بين مناطقه حتى البحر وإقامة كيان سياسي أخر على حدودها كما تعلنها مرارا وتكرارا .
.
وأشار إن تقدم القضية الكردية في العراق وسوريا ، جعلت تركيا تتخبط في مواقفها وتصرفاتها ، باعتبار صعود القضية الكردية ينعكس على وضعها الداخلي . ونوه بأن عليهم ككورد أن يتوقعوا الكثير من التهور من جانب تركيا في هذه المرحلة . مثلما باعت حلب لروسيا وايران ومن خلفهما نظام بشار الذي وصفه بالمجرم في سبيل علاقات حسنة مع روسيا وايران ، منوها بإنها ستحاول مقايضة ادلب بعفرين الكردية فيما اذا سمحت لها الظروف والأجندات الأخرى ، ولا يرى جمعة بأنها ستستطيع فعل الكثير إلا إذا حازت على إجازة أمريكية روسية ، وهذا الجانب غير متوفر حتى الأن .
ويرى “جمعة” أنه ليس أمام تركيا إلا التغيير في سلوكها الأرعن تجاه الكرد والتخلي عن العداوة والهستيريا التي أصابتها بعد استفتاء الاستقلال في إقليم كردستان ، والبدء بتقييم وتفهم ارهاصات وضعها الداخلي من جهة ، والاقتناع أن إنكار وجود قضية كردية في تركيا أصبحت من الماضي ، ويجب التخلي عن العداء التاريخي والدخول في حوار سلمي حضاري لحل هذه المسألة من جهة أخرى .
“توجه قوات سوريا الديمقراطية نحو دير الزور كان حسب تفاهات مع الجانب الأمريكي”
.
وحول توجه قوات سوريا الديمقراطية نحو ديرالزور قال “مصطفى جمعة”: إن هذه القوات تعمل وفق التفاهمات التي أبرمتها مع الجانب الأمريكي ، في حربه ضد تنظيم الدولة (داعش) ، وعلى هذا الأساس تقوم هذه القوات بمهام عسكرية خارج المنطقة الكردية ضمن الأجندة الأمريكية ، بخلاف الرأي الشعبي والسياسي الكردي الذي نادى ببقاء هذه القوات جزءا من منظومة الدفاع عن كردستان سوريا فقط . في كل الأحوال يجب أن لا تذهب دماء شهداء الكرد هدرا لصالح أجندات الغير ؛ بل يجب أن تؤسس لمستقبل كردي باهر .
“تأجيل مؤتمر جنيف بسبب خربطة الاوراق”
.
وحول سؤال شكبة كوردستريت إن المجلس الكردي سيشارك في مؤتمر جنيف القادم أفاد السياسي الكردي إن جنيف لن ينعقد قريبا كما كان مقررا ، لأن مؤتمر الرياض أيضا تأجل الى وقت آخر ، بسبب خربطة الأوراق المتداولة ، وتداخل الأجندات ، وفق مصالح المعنيين بالأزمة السورية ، على حساب الشعب السوري ، بالرغم من أن هناك دوافع عند المجتمع الدولي بإيصال الحالة السورية الى نهاياتها في الحل السياسي مشيرا قرار المجلس الوطني الكردي في اجتماعه الأخير واضح ، وهو المشاركة في جنيف على أساس إعطاء خصوصية للمجلس (كمنصة كردية على غرار المنصات الأخرى) . يرى “جمعة” إن على المجلس الكردي أن يفتح حوار استثنائي عاجل مع الائتلاف والهيئة العليا للتفاوض ، حول الحقوق المشروعة للشعب الكردي ، وبناء على ذلك يتحدد مستوى العلاقة مع الجهتين المذكورتين .
.
وحول تصريح الأخير لسكرتير حزب الديمقراطي التقدمي الكردي عبد الحميد درويش حول اخطاء pyd أفاد “جمعة ” إن العبرة ليست في الاشارة الى أخطاء حزب الاتحاد الديمقراطي – هي ليست أخطاء ؛ بل موقف ومنهج عمل – ؛ بل في الموقف المطلوب حاليا من جميع الأطراف الكردية حول تصحيح مسار العلاقات الداخلية الكردية ، وإيصالها الى مستوى جيد من التفاهمات والتوافقات ، انسجاما مع ظروف المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط عموما ، والقضية الكردية خصوصا .
.
مضيفا بانه “لا يخفى على أحد أن حزب الاتحاد الديمقراطي يتحمل المسؤولية الأساسية في تشرذم وحدة الخطاب السياسي والجهد المشترك في مواجهة الارهاصات الداخلية ، حيث كان هناك اتفاقيات بينه وبين المجلس الوطني الكردي تنظم العلاقات والمساعي التوحيدية ، إلا أنه تنحى عن الالتزام به وفرض نفسه بقوة السلاح . هذا الأمر يجب أن يتم معالجته من جديد بخلق أرضية التفاهم على قاعدة مشروع سياسي كردي يأخذ بعين الاعتبار آفاق المرحلة الراهنة وحقوق الشعب الكردي الأساسية في سوريا فدرالية علمانية .
.
وفي ختام حديث عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا “مصطفى جمعة” لشبكة كوردستريت أشار إن المرحلة حساسة ومهمة ومستجيبة للطموحات الكردية ، فقط تحتاج الى ترتيب البيت الكردي ووحدة خطابه السياسي ، وتأطير جهوده وقوته خلف القضية ، وأن تكون الأجزاء الكردستانية سندا لبعضها ، ودعم نتائج استفتاء الاستقلال في اقليم كردستان ، وتعضيد دور قيادتها السياسة .