ما الذي يحدث في السفارة الامريكية في انقرة .. والعلاقات الاستخباراتية على حافة الهاوية

حول العالم 10 أكتوبر 2017 0
ما الذي يحدث في السفارة الامريكية في انقرة .. والعلاقات الاستخباراتية على حافة الهاوية
+ = -

لم تمض سوى ساعات قليلة على توتر العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا إثر قيام الأخيرة باعتقال موظف تركي يعمل في سفارة الولايات المتحدة في أنقرة، حتى أصدرت محكمة تركية مذكرة اعتقال بحق موظف تركي آخر يعمل في السفارة ذاتها، قالت إنه على علاقة بجماعة فتح الله غولن الداعية التركي الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الأخيرة التي جرت في الخامس عشر من تموز/يوليو 2016.

 

 

وبحسب ما نقلته صحيفة حرييت التركية فإن مكتب المدعي العام أصدر قراراً باعتقال الموظف بعد معلومات جمعتها السلطات قالت إنها تثبت تورطه وزوجته في التخطيط لمحاولة الانقلاب من خلال إيداع مبالغ مالية كبيرة في حساباتهما في أحد البنوك التابعة لجماعة غولن والذي سيطرت عليه السلطات الرسمية بعد محاولة الانقلاب مباشرة.

 

 

ولم تتمكن السلطات التركية من تنفيذ أمر الاعتقال بحق الموظف الذي لم تذكر هويته حتى اللحظة، حيث يتحصن الأخير بمقر السفارة الأميركية ويرفض مغادرتها. ولا تسمح الأعراف الدبلوماسية لرجال الأمن في العالم باقتحام السفارات وتعتبرها أرضاً سيادية تمثل الدولة المستضافة.

وكانت السلطات التركية قد احتجزت الأسبوع الماضي موظفاً تركياً يعمل في السفارة الأميركية في أنقرة يدعى متين طوبوز بتهمة ارتباطه بمنظمة رجل الدين فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب التي وقعت العام الماضي، وذلك في إجراء نددت به واشنطن، ووصفته بأنه لا أساس له، ويضر بالعلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

 

وعلقت أنقرة الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2017، خدمة إصدار التأشيرات التركية باستثناء الهجرة في جميع مقراتها الدبلوماسية في الولايات المتحدة الأميركية، كرد فعل على خطوة مشابهة اتخذتها السلطات الأميركية في وقت سابق.

 

 

وشهدت أسعار صرف الدولار الأميركي واليورو مقابل الليرة التركية ارتفاعاً ملحوظاً بعد تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية. ووصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى حوالي 3.70 في حين سجل اليورو 4.48 ليرة وهو أعلى سعر يصله منذ مدة بحسب صحيفة حرييت.

 

تراجع حاد للتحالف بين تركيا وأمريكا

 

وعلقت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، على قرار سفارة التركية فى واشنطن بتعليق خدمات إصدار التأشيرات باستثناء الهجرة فى جميع المنشآت الدبلوماسية التركية بالولايات المتحدة بعد قرار أمريكا تقليل أنشطة إصدار التأشيرات فى تركيا، وقالت إنها مؤشر على أن التحالف الذى يشهد خلافات متزايدة بين البلدين قد تراجع بشكل حاد، مشيرة إلى أنه تسبب فى ارتباك بين المسافرين وكشف عن خلاف متسع بين شركاء الناتو.

وأوضحت الصحيفة أن الأزمة بدأت عندما أعلنت السفارة الأمريكية فى أنقرة تعليق كل خدمات التأشيرة لغير المهاجرين فى المنشآت الدبلوماسية عبر تركيا، وبدا أنها خطوة انتقامية جاءت بعد أيام من إلقاء الحكومة التركية القبض على موظف بالقنصلية الأمريكية فى اسطنبول.

ورأت الصحيفة أن تحركات “الواحدة بواحدة”، أظهرت كيف أن التحالف بين تركيا والولايات المتحدة الراسخ فى العلاقات العسكرية والاستخباراتية والتجارية قد تعرض لضربات قوية فى الأشهر الأخيرة بسبب سلسلة من الخلافات العميقة حول الحرب فى سوريا ومصير فتح الله غولن الذى يعيش فى المنفى فى ولاية بنسلفانيا.

وقوضت هذه الخلافات تعهدات الرئيس ترامب بإصلاح العلاقات الأمريكية مع تركيا، التى تدهورت خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وكالات

آخر التحديثات